No Script

من الخميس إلى الخميس

الأسبوع الخليجي... قفزةٌ للأمام

تصغير
تكبير

التوعية بأمراض السرطان هي حجر الزاوية في مكافحة السرطان، والتوعية تحتاج إلى خطة وطنية شاملة نظراً لأهميتها في إنقاذ الأرواح.

لقد بيّنت الدراسات العلمية أهمية التوعية الصحية وبالذات لأمراض السرطان، أهميتها في أمرين، أولهما معرفة عوامل المخاطرة، ثانيهما التعرّف على الأعراض الأوليّة للمرض، وكذلك التعرف على البرامج الصحية التي تُحقّق الكشف المبكر وتحقق نسبة شفاء أعلى.

السرطان مرض مزمن وما زالت معظم أسبابه مجهولة ولهذا تزداد حوله الدراسات العلمية كسباق من أجل تسليط الضوء على أغلب الجوانب المتعلقة بهذا المرض، في دول الخليج بيّنت الدراسات انخفاض معدل الوعي حول السرطان، والتي تتشابه في دول مجلس التعاون لتصل إلى نحو 49 في المئة وهذه النسبة مرتبطة بمعرفة عوامل المخاطرة والأعراض الأولية للسرطان، لقد كشفت دراسة أخرى أن هذه النسبة تتناقص في السرطانات الأكثر شيوعاً كسرطان الثدي حيث تصل إلى 46 في المئة، ونتيجة لقلة الوعي هذه كشفت لنا دراسة أخرى نسبة عمل صورة أشعة الثدي لدى النساء المستحقات لهذا الفحص، ففي الكويت كانت النسبة 14.6 في المئة، والسعودية 4.9 في المئة، وعُمان 8.9 في المئة، والإمارات 13.9 في المئة، أما عمل مسحة عنق الرحم (الباب سمير) للنساء بين عمر 25 و 49 عاماً فهي 17.7 في المئة في الكويت، و10.6 في المئة في عُمان، و7.6 في المئة في السعودية، و28 في المئة في الإمارات، ورغم انخفاض هذه النسب في دولنا الخليجية إلا أن الكويت تحتل مركزاً متقدماً بينها وهذا يعكس بصورة جليّة نجاح برامج التوعية في الكويت.

إننا نحتاج إلى تكثيف هذه البرامج بهدف الوصول إلى نسبة وعي عام تزيد على 90 في المئة لا سيما في الوعي حول عوامل المخاطرة والأعراض الأولية للسرطان التي تحتاج زيارة الطبيب.

إنّ التوعية في متناول اليد ومبادرات التوعية المشهورة في الكويت والتي اشتهرت بها الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان (كان) مع الجهود المميزة للمكتب الإعلامي بوزارة الصحة، وإدارة التصدي للأمراض المزمنة غير المعدية، ومركز الكويت لمكافحة السرطان، وأيضاً جمعيات النفع العام المهتمة بصحة الإنسان كجمعيّة صندوق إعانة المرضى، وجمعية السدرة للرعاية النفسية لمرضى السرطان، ومبرة الدعم الإيجابي، والجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان، والجمعية الكويتية لرعاية مرضى السرطان، هذه الجمعيات كلها تقدم خدمة للوطن تستحق الإشادة، لقد تعاونت جميعاً من أجل تفعيل الأسبوع الخليجي للتوعية من السرطان الذي افتتحه معالي وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، بالأمس كدعم لبرامج التوعية التي يعلم الوزير بخبرته الطويلة أهميتها.

قبل سنوات كانت نسبة القدوم المتأخر للسرطان تصل إلى 50 في المئة في بعض دولنا واليوم تصل إلى 27 في المئة وهي دلالة على نجاح حملات التوعية، فإذا عرفنا أن نسبة الشفاء تتضاعف مرتين، وأحياناً ثلاثة في حالة الكشف المبكر يمكننا تخيّل عدد المتعافين من أمراض السرطان التي تنجح برامج التوعية في تحقيقها.

كما في أول المقال، ستبقى التوعية لأمراض السرطان حجر الزاوية في النجاح لمكافحة هذا المرض، ونتمنى أن تعمل الدولة على زيادة دعم هذه الجهود التي تصب لصالح الإنسان على أرضنا الطيّبة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي