ألوان
التطيّر السياسي
إن التطير من العادات والتقاليد القديمة التي حذر منها الدين الإسلامي وحاربها، بيد أن هناك الكثير ممن يتطير في مجالات حياته كافة دون وعي منه بذلك الأمر.
ولقد انشغل المجتمع الكويتي بالحديث عن تشرف سمو رئيس الوزراء الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، بثقة سمو أمير البلاد الشيخ المفدى مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، ثم أعلن عن فريق عمله في الحكومة التي يترأسها ويتطلع من خلالها العمل على تحقيق إنجازات والتعاون مع مجلس الأمة من أجل خدمة البلاد والعباد.
ولم يكتفِ البعض بل راح يحلل ويدقق بصورة مبالغة بعيدة كل البعد عن المنطق، بل إن البعض منهم لديه موقف مسبق من بعض أعضاء الحكومة، أو انهم يتحدثون عن معلومات معينة لا علاقة لها بالكفاءة أو من عدمها.
واستمر البعض بالتطير السياسي وحددوا عمر تلك الحكومة ومعها مجلس الأمة، ما جعل ذلك يترك أثراً سلبياً وكأنه نفق مظلم دون النظر إلى بقعة ضوء قريبة في المشهد السياسي.
وبطبيعتي أحب التفاؤل مهما كانت الظروف صعبة لأنني على ثقة من ان الليل سيعقبه النهار وستنشر الشمس شباكها في الكون، وان هناك أموراً واضحة للجميع ولا يمكن تجاهلها أو تغطيتها وكما يقول المثل الشعبي «الشمس ما اتغطى بمنخل».
تفاءلوا، ودعوا التطير السياسي، فهو أمر مرفوض من قِبل الغالبية العظمى، ولنمنح حكومة الشيخ محمد صباح السالم الصباح، الفرصة الكافية من أجل العمل، خصوصاً ان الملفات كبيرة وكثيرة والمجتمع الكويتي متعطش لأي انجاز يمنحه الأمل بحياة سياسية تعمل من أجله دون أجندة تحمل توجهاً يخدم فئة ما أو طائفة أو قبيلة.
تفاءلوا، ولنعلم بأن الحكومة الجديدة تريد أن تنجز بعض الأمور وبعض الإصلاحات، ولسوف يكون الإنسان الكويتي راضياً إن تحققت بعض الإنجازات وإن كانت بسيطة، كأن يتم اصلاح الطرق كافة في حملة حقيقية من قِبل الحكومة، فهو وإن كان إنجازاً صغيراً، اما تحقيق الأحلام الكبيرة فان ذلك من ضرب الخيال كأن تصبح الكويت دولة صناعية ليكون لنا رافد إلى جانب النفط وهذا ليس مستحيلاً، خصوصاً في مجال البتروكيماويات من النفط الخام حيث اننا نستطيع انشاء الكثير من المصانع، ويتبع ذلك سلسلة طويلة من الاحلام التي تغطي قرص الشمس.
تفاءلوا، وإلا فاننا لن نستطيع إيجاد الحلول الناجعة لمشاكل مجتمعنا التي لها بداية وليس لها نهاية، ولا بأس في ان نخطو خطوة صغيرة تتبعها خطوات أكبر لأننا متسلحون بقول الشاعر الطغرائي:
أعلل النفس بالأمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
همسة:
لن تستطيع الحكومة وضع حلول لكل المشاكل دفعة واحدة.
