No Script

خواطر صعلوك

ما لا يدركه الخبير الدستوري!

تصغير
تكبير

ما زلتُ أميل إلى الثقة في أقوال علماء المختبرات الطبية، كما أثق بالجراحين والمشتغلين في حدادة السيارات وأصحاب التخصصات الفنية ذات الامتياز.

كذلك، ما زلت أتعامل مع المعلمين والمهندسين وشيوخ الدين والمخرجين والمعدين والمصورين بشيء من الثقة في رؤيتهم وقدراتهم الفقهية أو الفنية.

أيضاً ولأسباب لا أعرفها مازلت أثق في الأدباء والرسّامين والشعراء وعمال البناء والمقاولات وعلماء «ناسا» الذين يحدثوننا عن الأكوان البعيدة والكواكب التي تبعد عنا ملايين السنين الضوئية.

وأثق في دقة المعلومات التي تقول إن عمر الإنسان يتراوح بين 650 ألف ساعة وبين 670.123 ساعة، وأحياناً أميل إلى تصديق الصحافيين وأعضاء المجلس البلدي، وجمعيات النفع العام، والقصص التي يرويها الكويتيون في الدواوين، والمصريون في المقاهي، والسعوديون في الاستراحات، والأميركان في برامج التوك شو.

وربما أصدق طفلاً ما أخبرني أنه نجح في إمساك عمود الماء المنهمر من شلالات الاكوادور، وربما أصدق أيضاً رجلاً ما أخبرني أنه لا يصرخ على زوجته ولكن صوته عالٍ بطبيعة أسلوبه.

ما زلت أيضاً أميل إلى تصديق نصائح المحاسبين والاختصاصيين النفسيين والمترجمين وبائعي الكتب والباعة المتجولين والمزارعين الذين يتحدّثون عن شجرة تثمر نصفها ليموناً ونصفها الآخر برتقالاً، وكُتّاب الخيال العلمي الذين يحدّثوننا عن الانتقال اللحظي بين الأزمنة البعيدة.

فقط الذين لا أثق بهم أو أصدقهم هم السياسيون وأعضاء البرلمان والذين يعتقدون أن امتلاكهم للرأي العام يعني امتلاكهم للقرار، أصحاب البيضة والحجر المتلونون مع كل «حرباية» والمتنقلون في مواقفهم بشكل أسرع انتقالاً من تنقلات الملاعب وسوق كرة القدم، الذين يحدثونك عن البطاطا الحارة اللذيذة التي سرعان ما تتحول إلى موائد في بيوتهم وعوائلهم والشلة المحيطة لهم فقط دون غيرهم... هؤلاء تحديداً دون غيرهم لا يمكن الوثوق بهم أو تصديقهم. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي