No Script

أضواء

سقوط أميركي مدوٍّ

تصغير
تكبير

توقعات العالم بالسلام وانتهاء الأزمات السياسية وحروب الوكالة والانقلابات الدموية بعد نهاية الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي المنهار والأميركان، كانت مجرد أمنيات خيالية. فالوضع الأمني بعد الحرب الباردة ازداد سوءاً بتفرّد أميركا بالعالم.

غزت أميركا باسم التحالف الدولي أفغانستان في 2001، في عهد الرئيس بوش الابن. واستمر الاحتلال 20 عاماً دمّرت فيه عشرات القرى الأفغانية وقتلت وشرّدت مئات الأُلوف من المدنيين، وزادت معاناة الأفغان بعد معاناتهم من الغزو السوفياتي.

كان الاحتلال من أجل السيطرة على منابع النفط والغاز وإن كان ظاهره للانتقام من أحداث 11 سبتمبر، ولم يساهم في نشر السلام ومساعدة الدولة الأفغانية الفقيرة. وبعد سنتين من غزوه أفغانستان أصدر أوامره بغزو العراق تحت مبرّر امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل التي لم يثبت أن العراق يمتلك أياً منها.

كان الغزو همجياً مغولياً حيث دمّرت الدولة العراقية ليتم تسليمها في ما بعد إلى النظام الإيراني، الذي يتظاهر الأميركان بمعاداته. مات بسبب الغزو الذي ظاهره نشر السلام وإقامة نظام ديموقراطي أكثر من مليون عراقي، ولا يزال العراقيون يعانون من دمار البنية التحتية التي سبّبها لهم الغزو.

يرى بعض المراقبين أن الغزو له دوافع أخرى غير السيطرة على نفط العراق وهو تحقيق نبوءة «سفر إشعيا» التي ترى أن زوال «مملكة آشور» شرط في إقامة هيكل سليمان، وقد أقاموه بعد الأسر البابلي 585 ق.م، ودمّره الرومان في العام 70 م.

لكن حاخامات الصهاينة اليوم يرون أن العراق الحديث هو امتداد لتلك المملكة ولابد من تدمير العراق حتى يتم بناء الهيكل من جديد. ولذلك أيدهم الرئيس المتطرّف بوش الابن، وقام بتدمير العراق من أجل إعادة بناء الهيكل.

بعد تدمير أفغانستان والعراق ساهم الأميركان في تدمير سورية حيث لم يساعدوا الشعب السوري في إقامة نظام ديموقراطي ونشر السلام في ربوعه، بل إنهم غضوا طرفهم عن الجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام الطائفي السوري مع حليفيه الإيراني والروسي قتل فيها مئات الآلاف بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية المحرّمة دولياً وتشريد الملايين داخل وخارج سورية وتعرّض الكثير من الفارين منهم للغرق في مياه البحر المتوسط.

كما لا يخفى أن الأميركان كانوا متورطين في محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا في العام 2016، من أجل إخضاع تركيا لإرادتهم الديكتاتورية.

لا يعلم متى ينتهي مسلسل التدخل الأميركي الطائش في منطقتنا العربية، حيث تشهد غزة منذ 7 أكتوبر دعماً أميركياً عسكرياً غير محدود للإرهابي نتنياهو، تشجيعاً له على تدمير غزة وإبادة سكانها المحاصرين دون أي وازع إنساني، بل إن الأميركان لن يتردّدوا في الدفاع عن الإرهابي نتنياهو، فيما لو أقدم على ضرب بعض العواصم العربية بالأسلحة النووية بحجة الدفاع عن وجود كيانه في مواجهة القنبلة السكانية العربية، فقد التزموا الصمت إزاء اقتراح وزير التراث الصهيوني الإرهابي عميحاي بضرب غزة بقنبلة نووية! ربما تمنوّا ذلك حتى لا تطـول الحرب كما فعلوها في اليابان!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي