No Script

صوت القلم

أمير العفو... وداعاً

تصغير
تكبير

رحل الأمير الطيب، أمير العفو والتسامح والتواضع، أميرنا الغالي الشيخ نواف الأحمد الصباح، رحمه الله تعالى، الذي بكته الكويت بشيوخها ورجالها وأطفالها ومقيميها، أمير تعجز الكلمات ويحتار الأسلوب ويرتجف القلم وتتبعثر الكلمات عندما نحاول أن نُسطر رحلته المباركة وسيرته العطرة ومناقبه وخِصاله الحميدة، في مقال متواضع.

تختلط مشاعر الحزن والألم بالدموع ولكن هذا هو قضاء الله وقدره ونحن مؤمنون به، لابد من الرحيل في يوم من الأيام، إنه شيخ استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، متواضع ومتسامح ويهتم بمصالح الشعب ولا يقبل أن يُظلم شخص أو تنتهك حقوقه.

الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، هو الابن السادس لسمو أمير البلاد الأسبق الشيخ أحمد الجابر، فقد بدأ حياته السياسية في 12 فبراير عام 1962 ، عندما عيّنه حاكم الكويت آنذاك الشيخ عبدالله السالم، محافظاً لمنطقة حولي، فحول تلك القرى الصغيرة إلى مركز حضاري وسكني يعج بالنشاط التجاري والاقتصادي، بعد ذلك تولى حقيبة وزارة الداخلية في التاسع عشر من مارس عام 1978، ليعمل على تطوير وتحديث القطاعات الأمنية كافة وتوفير الإمكانات المادية ورسم إستراتيجية لمنظومة أمنية، وفي العام 1988 تولى منصب وزير الدفاع، ومن ثم وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل، وبعدها في العام 1994، منصب نائب رئيس الحرس الوطني وعاد في العام 2003 ليصبح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وفي العام 2006 اختاره الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، ولياً للعهد، ليتولى مقاليد حكم البلاد في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر عام 2020، وقد اتسم حكمه وارتبط بالعهد الجديد والإصلاح السياسي وبدأه بعفو كريم منه للسياسيين المهجرين في تركيا ومن ثم إعادة بعض الجناسي المسحوبة، والعفو عن العديد من المدانين بقضايا متعددة، وهنا يتضح مدى حبه لشعبه وطيبة قلبه وحرصه على لم الشمل والوحدة الوطنية وتقريب وجهات النظر.

تخلل حكمه، رحمه الله، العديد من الكوارث في العالم وكان حريصاً على تسيير رحلات الجسر الجوي الخيري لجميع أنحاء العالم فكما قال أحد رؤساء إحدى اللجان الخيرية إنه رحمه الله كان حريصاً ومتابعاً للعمل الخيري وداعماً له بقوة.

الأمير الراحل ، طيب الله ثراه، عُرف عنه أنه انسان مُحب للخير هادئ الطباع طيب القلب، حريص على تلمس هموم ومشاكل المواطنين يخاف الله في معاملتهم، وهنا استذكر موقفه مع النائب الأسبق مسلم البراك، عندما شدد عليه بأن كُل محتاج للعلاج بالخارج يجب أن يسافر بأسرع وقت دون تأخير، وكان يتابع ويسأل بنفسه عن أحوال المرضى.

رحم الله أمير العفو والتواضع، وأسكنه فسيح جنانه وغفر له، فقد رحل ولم يؤذ أحداً، فقد فقده مسجده ومصحفه وشعبه ومحبوه، إنا لله وإنا ليه راجعون.

mesferalnais@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي