مقاومة غزة «تتمنّى» لجيش الاحتلال الدخول في... وحولها
دخان الغارات الإسرائيلية في غزة أمس (أ ف ب)
حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي خان يونس جنوب غزة وكذلك الشمال وبدأ بتقطيع القطاع في مناورةٍ عسكرية كبيرة تهدف إلى تدمير حركة «حماس» والمقاومة الفلسطينية وإخضاع الشعب الفلسطيني بأكمله إذا نجحت خطته.
وأعلن المتحدث باسم الاحتلال أن هذه العملية قد تمتدّ لأكثر من شهر إضافي، ما يحوّلها إلى حرب لم تخُضها إسرائيل منذ إعلان دولتها الغاصبة، من دون أن يعني ذلك أن هذا الجيش سينجح في السيطرة على المناطق التي يحتلها، خصوصاً انه يحضّر نفسه لخسائر بشرية كبيرة جداً في صفوفه وتتحضر المقاومة لإغراقه في... وحولها.
وقد أعلن قادة الصهاينة على شاشات التلفزيون أنهم «يقطعون الماء والكهرباء والدواء والغذاء» عن الفلسطينيين.
وتالياً، لا يصح أن تُلام إسرائيل لتجريدها الفلسطينيين من الإنسانية وإجبار مليون فلسطيني على مغادرة منازلهم في شمال غزة بعد تدمير منازلهم والمستشفيات، وإعلانها محاصرة المدنيين وقطْع سُبل الحياة عنهم.
ولا تُلام على قصفها حتى لجنوب غزة بهجومها على خان يونس ومحاصرتها لها لتصبح غزة بأكملها منطقة خطرة لا أمان فيها.
بل ان المشكلة تكمن في العالم الغربي أولا وأخيراً الذي يلقي دروساً في الإنسانية وحقوق الإنسان وحق الدفاع عن النفس للشعوب المظلومة ما دام الأمر لا يتعلّق بإسرائيل وأفعالها.
وذهبت أوروبا إلى أبعد من ذلك بأن باركت إجرام إسرائيل بحق المدنيين وعدّلت قوانينَها ودساتيرها التي تسمح بحرية التعبير ما دامت لا تنتقد إسرائيل. بل بلغت الوقاحة بألمانيا ان تعلن ان «أي شخص يقدّم طلب الحصول على الجنسية عليه ان يعترف بإسرائيل أولاً».
وتالياً فإن الاعتماد على ضمير الدول كي تفرض وقف الحرب ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية (التي سقط فيها 420 قتيلاً و4800 معتقل منذ السابع من أكتوبر) وفي غزة لن يجدي نفعا.
بل ان كل الاعتماد يقع على عاتق المقاومة بالدرجة الأولى التي لم تفقد أي مربع أو بقعة تعمل فيها شمال وجنوب غزة وهي مازالت تهاجم القوات الغازية.
وعلى الرغم من آلة الدمار الإسرائيلية المتفوقة، إلا ان استخباراتها تفتقر للمعلومات المتعلّقة بانتشار المقاومة وأنفاقها. وهذا ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى ضخ مياه البحر داخل الإنفاق الممتدة لنحو 500 كيلومتر حلزونية وعنكبوتية تحت أراضي غزة في محاولة لتدميرها، بغض النظر عن حياة الجنود الإسرائيليين المعتقَلين والمقدَّر عددهم بنحو 147 جندياً وجندية وضابطاً.
وتعتبر أوساط المقاومة ان دخول جيش الاحتلال داخل غزة ضروري لأن ذلك يمنع طائراته ومدفعيته من تدمير منازل المدنيين ويفرض على سلاح المشاة التقدم على الأقدام، ما يعرّض الجنود والضباط لضربات المقاومة القاسية.
وتؤكد المصادر المطلعة والعسكرية انه «ينبغي انتظار توغُّل الاحتلال كي تعتاد المقاومة على وجوده وترصد انتشاره وتقتل عناصره بعد ان يسترخي داخل المدينة.
وتالياً، فإن هناك فارقاً شاسعاً بين دخوله واحتلاله وبين السيطرة على القطاع، تماماً كما حصل في حروب إسرائيل السابقة ومنها عام 1982 عندما اجتاحت لبنان واحتلت العاصمة بيروت واضطرت للخروج منها لأنها فقدت السيطرة عليها تحت ضربات المقاومة واغتيالها لضباطها».
لقد أوجد السابع من أكتوبر واقعاً جديداً ينص على أن «حماس» ليست لقمة سائغة وانها تستطيع فرض الردع على إسرائيل التي احتلت عام 1967 ثلاث مرات حجم الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها وانتصرتْ على 3 جيوش عربية وخسرت 1000 جندي خلال ستة أيام سيطرتْ فيها على هضبة الجولان وسيناء والقدس. وها هي تحارب منذ أكثر من شهرين وفقدت أكثر من الف جندي واحتلت 20 بالمئة فقط من قطاعٍ مساحته 364 كيلومتراً مربعاً وتحتاج لنحو 100 يوم لإنهاء احتلالها له إذا كانت هذه المدة كافية.
تالياً فإن المعركة مازالت في بدايتها خصوصاً ان إسرائيل تعترف بأن التقدم بطيء جداً وهذا ما دفعها للإعلان أنها ستنتقل لعمليات اغتيال لقادة «حماس» في لبنان وقطر وتركيا.
ليست هناك أي رؤية لتحديد أفق زمني لإنهاء احتلال غزة، خصوصاً بعدما أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ان «أميركا لن تسمح لحماس بالانتصار في هذه المعركة»، وان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يقبل بسقوطه، ومعه حكومته، إذا أوقف الحرب ولم يحقق أي انتصار سياسي يستطيع استثماره لتفادي المحاسبة القانونية على فشله وعلى الاتهامات بالفساد التي تلاحقه مهما مر الزمن.
لذلك فإن هذه الحرب أصبحت حرباً شخصية وكأنها «صراع بقاء» يخوضه نتنياهو لعدم دخول السجن. ومن هنا يحاول تقديم شمال غزة كهدية ضامنة لأمن المستوطنين الذين لن يعودوا إلى غلاف غزة إلا بعد هزيمة «حماس»، إذا استطاع نتنياهو تحقيق هذا الهدف على حساب حياة الرهائن الـ 147 الموجودين بيد حماس والذين من المتوقع ان يفقدوا حياتهم - أو عدداً كبيراً منهم على الأقل - إذا أُغرقت الأنفاق واحتلت إسرائيل كل القطاع.
مازالت «حماس» تحتفظ بقوتها وبقدرة المبادرة النارية، وتتحرك المقاومة بين خيم العدو وتصوّر العمليات البطولية من مسافة صفر وتبثّها إلى العالم، ولم تفقد روحية القتال العالية.
وتالياً فإن غزة تتحضّر لتصبح «مقبرة الغزاة» تغرق في... وحولها إسرائيل إذا استطاعت احتلال القطاع بأكمله ونامت على غرورها وإنجازاتها.
وأعلن المتحدث باسم الاحتلال أن هذه العملية قد تمتدّ لأكثر من شهر إضافي، ما يحوّلها إلى حرب لم تخُضها إسرائيل منذ إعلان دولتها الغاصبة، من دون أن يعني ذلك أن هذا الجيش سينجح في السيطرة على المناطق التي يحتلها، خصوصاً انه يحضّر نفسه لخسائر بشرية كبيرة جداً في صفوفه وتتحضر المقاومة لإغراقه في... وحولها.
وقد أعلن قادة الصهاينة على شاشات التلفزيون أنهم «يقطعون الماء والكهرباء والدواء والغذاء» عن الفلسطينيين.
وتالياً، لا يصح أن تُلام إسرائيل لتجريدها الفلسطينيين من الإنسانية وإجبار مليون فلسطيني على مغادرة منازلهم في شمال غزة بعد تدمير منازلهم والمستشفيات، وإعلانها محاصرة المدنيين وقطْع سُبل الحياة عنهم.
ولا تُلام على قصفها حتى لجنوب غزة بهجومها على خان يونس ومحاصرتها لها لتصبح غزة بأكملها منطقة خطرة لا أمان فيها.
بل ان المشكلة تكمن في العالم الغربي أولا وأخيراً الذي يلقي دروساً في الإنسانية وحقوق الإنسان وحق الدفاع عن النفس للشعوب المظلومة ما دام الأمر لا يتعلّق بإسرائيل وأفعالها.
وذهبت أوروبا إلى أبعد من ذلك بأن باركت إجرام إسرائيل بحق المدنيين وعدّلت قوانينَها ودساتيرها التي تسمح بحرية التعبير ما دامت لا تنتقد إسرائيل. بل بلغت الوقاحة بألمانيا ان تعلن ان «أي شخص يقدّم طلب الحصول على الجنسية عليه ان يعترف بإسرائيل أولاً».
وتالياً فإن الاعتماد على ضمير الدول كي تفرض وقف الحرب ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية (التي سقط فيها 420 قتيلاً و4800 معتقل منذ السابع من أكتوبر) وفي غزة لن يجدي نفعا.
بل ان كل الاعتماد يقع على عاتق المقاومة بالدرجة الأولى التي لم تفقد أي مربع أو بقعة تعمل فيها شمال وجنوب غزة وهي مازالت تهاجم القوات الغازية.
وعلى الرغم من آلة الدمار الإسرائيلية المتفوقة، إلا ان استخباراتها تفتقر للمعلومات المتعلّقة بانتشار المقاومة وأنفاقها. وهذا ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى ضخ مياه البحر داخل الإنفاق الممتدة لنحو 500 كيلومتر حلزونية وعنكبوتية تحت أراضي غزة في محاولة لتدميرها، بغض النظر عن حياة الجنود الإسرائيليين المعتقَلين والمقدَّر عددهم بنحو 147 جندياً وجندية وضابطاً.
وتعتبر أوساط المقاومة ان دخول جيش الاحتلال داخل غزة ضروري لأن ذلك يمنع طائراته ومدفعيته من تدمير منازل المدنيين ويفرض على سلاح المشاة التقدم على الأقدام، ما يعرّض الجنود والضباط لضربات المقاومة القاسية.
وتؤكد المصادر المطلعة والعسكرية انه «ينبغي انتظار توغُّل الاحتلال كي تعتاد المقاومة على وجوده وترصد انتشاره وتقتل عناصره بعد ان يسترخي داخل المدينة.
وتالياً، فإن هناك فارقاً شاسعاً بين دخوله واحتلاله وبين السيطرة على القطاع، تماماً كما حصل في حروب إسرائيل السابقة ومنها عام 1982 عندما اجتاحت لبنان واحتلت العاصمة بيروت واضطرت للخروج منها لأنها فقدت السيطرة عليها تحت ضربات المقاومة واغتيالها لضباطها».
لقد أوجد السابع من أكتوبر واقعاً جديداً ينص على أن «حماس» ليست لقمة سائغة وانها تستطيع فرض الردع على إسرائيل التي احتلت عام 1967 ثلاث مرات حجم الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها وانتصرتْ على 3 جيوش عربية وخسرت 1000 جندي خلال ستة أيام سيطرتْ فيها على هضبة الجولان وسيناء والقدس. وها هي تحارب منذ أكثر من شهرين وفقدت أكثر من الف جندي واحتلت 20 بالمئة فقط من قطاعٍ مساحته 364 كيلومتراً مربعاً وتحتاج لنحو 100 يوم لإنهاء احتلالها له إذا كانت هذه المدة كافية.
تالياً فإن المعركة مازالت في بدايتها خصوصاً ان إسرائيل تعترف بأن التقدم بطيء جداً وهذا ما دفعها للإعلان أنها ستنتقل لعمليات اغتيال لقادة «حماس» في لبنان وقطر وتركيا.
ليست هناك أي رؤية لتحديد أفق زمني لإنهاء احتلال غزة، خصوصاً بعدما أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ان «أميركا لن تسمح لحماس بالانتصار في هذه المعركة»، وان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يقبل بسقوطه، ومعه حكومته، إذا أوقف الحرب ولم يحقق أي انتصار سياسي يستطيع استثماره لتفادي المحاسبة القانونية على فشله وعلى الاتهامات بالفساد التي تلاحقه مهما مر الزمن.
لذلك فإن هذه الحرب أصبحت حرباً شخصية وكأنها «صراع بقاء» يخوضه نتنياهو لعدم دخول السجن. ومن هنا يحاول تقديم شمال غزة كهدية ضامنة لأمن المستوطنين الذين لن يعودوا إلى غلاف غزة إلا بعد هزيمة «حماس»، إذا استطاع نتنياهو تحقيق هذا الهدف على حساب حياة الرهائن الـ 147 الموجودين بيد حماس والذين من المتوقع ان يفقدوا حياتهم - أو عدداً كبيراً منهم على الأقل - إذا أُغرقت الأنفاق واحتلت إسرائيل كل القطاع.
مازالت «حماس» تحتفظ بقوتها وبقدرة المبادرة النارية، وتتحرك المقاومة بين خيم العدو وتصوّر العمليات البطولية من مسافة صفر وتبثّها إلى العالم، ولم تفقد روحية القتال العالية.
وتالياً فإن غزة تتحضّر لتصبح «مقبرة الغزاة» تغرق في... وحولها إسرائيل إذا استطاعت احتلال القطاع بأكمله ونامت على غرورها وإنجازاتها.