إسرائيل فشلت في مواجهة «مقاومة» كسرت صورة «الجيش الذي لا يُقهر»
هل بدأ العدّ العكسي لانتهاء «حرب إبادة» سكان غزة؟
إسرائيل تحول قطاع غزة إلى «أرض محروقة» (رويترز)
كشفت عملية «طوفان الأقصى»، بشاعة العقلية الإسرائيلية الصهيونية تجاه أصحاب الأرض الفلسطينيين الذين وُصفوا بـ«ألفاظ بشعة» وان استخدام القنبلة النووية «معقول» لمحوهم عن وجه الأرض، خصوصاً بعد إطلاق الولايات المتحدة والمجتمع الغربي، يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليحقق هدفه المستحيل بإحداث نكبة جديدة وتهجير الفلسطينيين نحو مصر و«تدمير حماس».
إلا أن حجمَ الوحشية الصهيوينة كان أكبر مما يستطيع «حُماة» نتنياهو أن يتحملوه، خصوصاً أن تحقيق هدفه بدا متعثراً، في ظل تبدُّل الدعم الدولي والتطورات العسكرية ورد فعل المقاومة في وجه العدو.
إضافة إلى ذلك، فإن صورَ الدمار الفظيع والقتل الممنهَج للسكان المدنيين، وبالأخص الأطفال، وبدء ارتفاع احتمالات تدخل جبهات عدة، دَفَعَتْ الدول الداعمة لإسرائيل للخروج عن صمتها المتعمد لنفاد قدرتها على تغطية الحرب التي تديرها إسرائيل من دون خوف من المحاسبة.
بعد شهر من تدمير إسرائيل للمجتمع الفلسطيني في قطاع مُحاصَر، خرج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى العلن، مطالباً بوقف إطلاق النار في غزة «التي أصبحت مقبرة الأطفال».
ورغم إعلان الأمم المتحدة سقوط 88 موظفاً لها في غزة، وهو أكبر عدد من موظفي المنظمة الدولية يسقط في منطقة صراعٍ مسلّح خلال فترة شهر واحد، لم تكن الأمم المتحدة لتطالب بوقف الأعمال الوحشية لولا الوحي الغربي الذي بدأ يمهّد لإحضار السلّم لنتنياهو وحكومته المتطرّفة للنزول عن الشجرة.
وخرجت إشاراتٌ عدة إلى تهيئة بدء العد العكسي للوحشية بعد زياراتِ وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن المتعددة لإسرائيل، حيث أعطاها الضوءَ الأخضر في زيارته الأولى، قبل أن يَظهر فشل ديبلوماسيته في جولته الشرق أوسطية الثانية، لأن دول المنطقة لم تعد تحتمل، والغليان قد يخرج عن السيطرة، ولأن المقاومة الداعمة لفلسطين رفعتْ وتيرةَ ضرباتها، كما أن قتْل المدنيين وليس «حماس» لم يعد ذريعة يمكن التغاضي عنها لمدة أطول.
إذاً، لم تعد أهداف إسرائيل تقتضي تدمير الحركة وإخراجها من غزة، لأن مشروع النكبة الثانية فشل وبدأت الحرب الوحشية تخرب علاقات أميركا مع حلفائها.
فبلينكن وصل إلى أنقرة ليستقبله نائب المحافظ على مطارها، ويقودَه وزير الخارجية هاكان فيدان عند وصوله إلى وزارة الخارجية ليمرّ تحت صورة أبوعبيدة، الناطق باسم «كتائب القسام»، ويرفض الرئيس رجب طيب أردوغان استقباله.
في العراق، تعرّضت القوات الأميركية لـ62 هجوماً منذ بدء جرائم الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين.
وفي لبنان، على الجبهة الشمالية، أخْلت إسرائيل جميع المستوطنين على طول الحدود وفي عمق خمسة كيلومترات من الناقورة وحتى كريات شمونة بعدما ضربت سيارة مدنية سقطت فيها 3 طفلات وجدتهنّ وجرحت والدتهن.
وهذا ما دفع «حزب الله» لتغيير سياسته والبدء باستخدام أسلحة تدميرية أكبر بكثير والتصميم على قتل مدنيين إسرائيليين مقابل مدنيين لبنانيين وفي العمق الذي يتعدى الخمسة كيلومترات التي كان يتبادل فيها الطرفان الضربات الصاروخية. وهذا من الممكن جداً أن يُدَحْرِج الأمور إلى مستوى أكبر إذا أصرّ كل طرف على الرد.
يضاف إلى ذلك، أن المجتمع الغربي الداعم لإسرائيل بدأ يفقد الشهية لإكمال مسيرته. إذ قال مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة أن من «الضروري إدخال المساعدات الإنسانية في أسرع وقت»، وإن بلاده تدعم هدنة إنسانية دائمة وتنظيم مؤتمر للسلام من أجل غزة.
وصرح الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بأن «ما يحصل في غزة لم يعد يطاق»، في محاولة لغسل ولإنقاذ سمعة حزب الديموقراطيين والصورة السوداء التي صُبغوا فيها بفعل دعمهم لأفعال إسرائيل من دون محاسبتها ووقوفهم في وجه مطلب وقف إطلاق النار، ولا سيما أن الحملة الانتخابية الرئاسية أصبحت على الأبواب.
وقد قطعت أكثر من 8 دول علاقاتها مع تل أبيب، واستدعت أخرى السفراء، وارتفعت الأصوات التي تنادي بمحاكمة إسرائيل لجرائم الحرب التي ترتكبها بسبب انتهاكها القانون الإنساني الدولي، وذلك حتى في الدول الأوروبية حيث طالبت وزيرة التعاون الدولي البلجيكية بمنع تدخل رؤساء دول قوية (أميركا) لحماية إسرائيل من تقديمها أمام المحاكم الدولية وإجراء التحقيق في شأن جرائمها والاعتراف بدولة فلسطين.
وكل ما ذُكر يترافق مع دعوات داخلية لوقف الحرب بهدف إطلاق المخطوفين والأسرى. ويشكل هذا المطلب ضغطاً هائلاً على نتنياهو وحكومته.
يضاف إلى ذلك عاملٌ أهم وهو تعثُّر الاجتياح البري لشمال غزة حيث فشل الجيش في احتلال الجزء الأصغر من القطاع رغم عزله عن الوسط والجنوب والتدمير الهائل الذي أحدثه القصف لمنازل الجزء الشمالي الغربي (مخيم الشاطئ) والشمال الشرقي (مخيما بيت حانون وبيت لاهيا).
إذ يبدو أن المقاومة مصممة على تحويل محاولة إسرائيل اجتياح هذا الجزء الصغير من القطاع إلى «مقبرة للغزاة»، حيث تشتبك مع القوات المتقدمة يومياً وتطلق الصواريخ منذ شهر كامل من دون انقطاع.
وهذا ما يساهم في إطالة أمد الحرب وخسارة الجيش للمزيد من القوات، وهو المعروف بإخفاء الأعداد المتراكمة لقتلاه بسبب المعارك وذلك للتعتيم على حجم الخسائر التي قد تضرب معنويات الجيش والمجتمع.
وصرح رئيس الأركان هيرتسي هاليفي بأن «تدمير الأنفاق يمضي قدماً» وأن «الجيش وجّه ضربات قاسية لقادة حماس وبنيتها التحتية، وقادرون على الوصول إلى حماس في أي منطقة من الشرق الأوسط». وهذا يدلّ على محاولة لإظهار «الإنجازات» في حال توقف الأعمال الحربية.
كذلك صرح وزير الدفاع يوآف غالانت ان «بمقدور سكان غزة إنهاء الاجتياح بقتْلهم يحيى السنوار» قائد «حماس» في غزة منذ 2017.
ولكن استمرار المعارك يسحب البساط من تحت نتنياهو ويرفع عنه الغطاء الغربي تدريجياً كما يحصل اليوم.
ولذلك فإن حكومته بدأت بخفْض مستوى توقعاتها والتنصل من الأهداف الرئيسية لتحديد أهداف أقل وأكثر تواضعاً.
ومن الطبيعي أن يستغلّ نتنياهو الضغط الدولي ليبرر وقف إطلاق النار ويتحضّر للمحاسبة الداخلية والدولية، خصوصاً أن أحداً لا يستطيع إنقاذه من حالة اللا يقين التي ضَربت المجتمع الإسرائيلي خلال حُكْمه وقتْل جيشه لأكثر من 5000 طفل ولا يمكن لأي دولة مهما كانت تدعم إسرائيل أن تعتبرهم «أضراراً جانبية».
إضافة إلى ذلك، فقد خرج رئيس الوزراء ليقول إنه لا يمانع «هدنات إنسانية صغيرة لكن لا وقف لإطلاق نار شاملاً من دون إطلاق الأسرى».
كذلك صرّح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن «هناك بحثاً جارياً لوقف تكتيكي للقتال لإدخال مساعدات إنسانية وإخراج والأجانب والرهائن المدنيين» الذين أكدت «حماس» أنها تريد الإفراج عنهم حين تسنح الفرصة وليس تحت النار.
أكثر دول الغرب التي دعمت إسرائيل منذ شهر، لم تتوقع مستوى الوحشية التي بلغتْها الصهيونية في محاولة بائسة (ولكن فاشلة) لإبادة الفلسطينيين وتطهيرهم عرقياً، غير آبهة بجرائم الحرب التي ترتكبها لتمتعها بحصانة أميركية مطلقة.
وبسبب عدم تحقيق إسرائيل أهدافها في الفترة المتاحة وفشل جيشها باجتياح بقعة جغرافية صغيرة جداً، بدأ التيار يغيّر اتجاهه خصوصاً أن الحركة أثبتت أنها لم تتوقف يوماً عن التصدي للإسرائيليين، ومازالت الصواريخ تنهمر على مناطق «غلاف غزة» وتصل إلى تل أبيب.
نجحت الحكومة الصهيونية بتدمير القطاع وعزْله عن العالم وقتْل أطفاله ونسائه وقطع الماء والفيول والكهرباء، لكنها فشلت في مواجهة حفنة من رجال المقاومة في أرض المعركة كسروا صورة «الجيش الذي لا يُقهر» والذي سيمضي بقتْل المدنيين لخشيته من عدم تحقيق أي هدف أو انتصار، ما سيُسْقِط الحكومة بمن فيها عند انتهاء الحرب.
إلا أن حجمَ الوحشية الصهيوينة كان أكبر مما يستطيع «حُماة» نتنياهو أن يتحملوه، خصوصاً أن تحقيق هدفه بدا متعثراً، في ظل تبدُّل الدعم الدولي والتطورات العسكرية ورد فعل المقاومة في وجه العدو.
إضافة إلى ذلك، فإن صورَ الدمار الفظيع والقتل الممنهَج للسكان المدنيين، وبالأخص الأطفال، وبدء ارتفاع احتمالات تدخل جبهات عدة، دَفَعَتْ الدول الداعمة لإسرائيل للخروج عن صمتها المتعمد لنفاد قدرتها على تغطية الحرب التي تديرها إسرائيل من دون خوف من المحاسبة.
بعد شهر من تدمير إسرائيل للمجتمع الفلسطيني في قطاع مُحاصَر، خرج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى العلن، مطالباً بوقف إطلاق النار في غزة «التي أصبحت مقبرة الأطفال».
ورغم إعلان الأمم المتحدة سقوط 88 موظفاً لها في غزة، وهو أكبر عدد من موظفي المنظمة الدولية يسقط في منطقة صراعٍ مسلّح خلال فترة شهر واحد، لم تكن الأمم المتحدة لتطالب بوقف الأعمال الوحشية لولا الوحي الغربي الذي بدأ يمهّد لإحضار السلّم لنتنياهو وحكومته المتطرّفة للنزول عن الشجرة.
وخرجت إشاراتٌ عدة إلى تهيئة بدء العد العكسي للوحشية بعد زياراتِ وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن المتعددة لإسرائيل، حيث أعطاها الضوءَ الأخضر في زيارته الأولى، قبل أن يَظهر فشل ديبلوماسيته في جولته الشرق أوسطية الثانية، لأن دول المنطقة لم تعد تحتمل، والغليان قد يخرج عن السيطرة، ولأن المقاومة الداعمة لفلسطين رفعتْ وتيرةَ ضرباتها، كما أن قتْل المدنيين وليس «حماس» لم يعد ذريعة يمكن التغاضي عنها لمدة أطول.
إذاً، لم تعد أهداف إسرائيل تقتضي تدمير الحركة وإخراجها من غزة، لأن مشروع النكبة الثانية فشل وبدأت الحرب الوحشية تخرب علاقات أميركا مع حلفائها.
فبلينكن وصل إلى أنقرة ليستقبله نائب المحافظ على مطارها، ويقودَه وزير الخارجية هاكان فيدان عند وصوله إلى وزارة الخارجية ليمرّ تحت صورة أبوعبيدة، الناطق باسم «كتائب القسام»، ويرفض الرئيس رجب طيب أردوغان استقباله.
في العراق، تعرّضت القوات الأميركية لـ62 هجوماً منذ بدء جرائم الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين.
وفي لبنان، على الجبهة الشمالية، أخْلت إسرائيل جميع المستوطنين على طول الحدود وفي عمق خمسة كيلومترات من الناقورة وحتى كريات شمونة بعدما ضربت سيارة مدنية سقطت فيها 3 طفلات وجدتهنّ وجرحت والدتهن.
وهذا ما دفع «حزب الله» لتغيير سياسته والبدء باستخدام أسلحة تدميرية أكبر بكثير والتصميم على قتل مدنيين إسرائيليين مقابل مدنيين لبنانيين وفي العمق الذي يتعدى الخمسة كيلومترات التي كان يتبادل فيها الطرفان الضربات الصاروخية. وهذا من الممكن جداً أن يُدَحْرِج الأمور إلى مستوى أكبر إذا أصرّ كل طرف على الرد.
يضاف إلى ذلك، أن المجتمع الغربي الداعم لإسرائيل بدأ يفقد الشهية لإكمال مسيرته. إذ قال مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة أن من «الضروري إدخال المساعدات الإنسانية في أسرع وقت»، وإن بلاده تدعم هدنة إنسانية دائمة وتنظيم مؤتمر للسلام من أجل غزة.
وصرح الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بأن «ما يحصل في غزة لم يعد يطاق»، في محاولة لغسل ولإنقاذ سمعة حزب الديموقراطيين والصورة السوداء التي صُبغوا فيها بفعل دعمهم لأفعال إسرائيل من دون محاسبتها ووقوفهم في وجه مطلب وقف إطلاق النار، ولا سيما أن الحملة الانتخابية الرئاسية أصبحت على الأبواب.
وقد قطعت أكثر من 8 دول علاقاتها مع تل أبيب، واستدعت أخرى السفراء، وارتفعت الأصوات التي تنادي بمحاكمة إسرائيل لجرائم الحرب التي ترتكبها بسبب انتهاكها القانون الإنساني الدولي، وذلك حتى في الدول الأوروبية حيث طالبت وزيرة التعاون الدولي البلجيكية بمنع تدخل رؤساء دول قوية (أميركا) لحماية إسرائيل من تقديمها أمام المحاكم الدولية وإجراء التحقيق في شأن جرائمها والاعتراف بدولة فلسطين.
وكل ما ذُكر يترافق مع دعوات داخلية لوقف الحرب بهدف إطلاق المخطوفين والأسرى. ويشكل هذا المطلب ضغطاً هائلاً على نتنياهو وحكومته.
يضاف إلى ذلك عاملٌ أهم وهو تعثُّر الاجتياح البري لشمال غزة حيث فشل الجيش في احتلال الجزء الأصغر من القطاع رغم عزله عن الوسط والجنوب والتدمير الهائل الذي أحدثه القصف لمنازل الجزء الشمالي الغربي (مخيم الشاطئ) والشمال الشرقي (مخيما بيت حانون وبيت لاهيا).
إذ يبدو أن المقاومة مصممة على تحويل محاولة إسرائيل اجتياح هذا الجزء الصغير من القطاع إلى «مقبرة للغزاة»، حيث تشتبك مع القوات المتقدمة يومياً وتطلق الصواريخ منذ شهر كامل من دون انقطاع.
وهذا ما يساهم في إطالة أمد الحرب وخسارة الجيش للمزيد من القوات، وهو المعروف بإخفاء الأعداد المتراكمة لقتلاه بسبب المعارك وذلك للتعتيم على حجم الخسائر التي قد تضرب معنويات الجيش والمجتمع.
وصرح رئيس الأركان هيرتسي هاليفي بأن «تدمير الأنفاق يمضي قدماً» وأن «الجيش وجّه ضربات قاسية لقادة حماس وبنيتها التحتية، وقادرون على الوصول إلى حماس في أي منطقة من الشرق الأوسط». وهذا يدلّ على محاولة لإظهار «الإنجازات» في حال توقف الأعمال الحربية.
كذلك صرح وزير الدفاع يوآف غالانت ان «بمقدور سكان غزة إنهاء الاجتياح بقتْلهم يحيى السنوار» قائد «حماس» في غزة منذ 2017.
ولكن استمرار المعارك يسحب البساط من تحت نتنياهو ويرفع عنه الغطاء الغربي تدريجياً كما يحصل اليوم.
ولذلك فإن حكومته بدأت بخفْض مستوى توقعاتها والتنصل من الأهداف الرئيسية لتحديد أهداف أقل وأكثر تواضعاً.
ومن الطبيعي أن يستغلّ نتنياهو الضغط الدولي ليبرر وقف إطلاق النار ويتحضّر للمحاسبة الداخلية والدولية، خصوصاً أن أحداً لا يستطيع إنقاذه من حالة اللا يقين التي ضَربت المجتمع الإسرائيلي خلال حُكْمه وقتْل جيشه لأكثر من 5000 طفل ولا يمكن لأي دولة مهما كانت تدعم إسرائيل أن تعتبرهم «أضراراً جانبية».
إضافة إلى ذلك، فقد خرج رئيس الوزراء ليقول إنه لا يمانع «هدنات إنسانية صغيرة لكن لا وقف لإطلاق نار شاملاً من دون إطلاق الأسرى».
كذلك صرّح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن «هناك بحثاً جارياً لوقف تكتيكي للقتال لإدخال مساعدات إنسانية وإخراج والأجانب والرهائن المدنيين» الذين أكدت «حماس» أنها تريد الإفراج عنهم حين تسنح الفرصة وليس تحت النار.
أكثر دول الغرب التي دعمت إسرائيل منذ شهر، لم تتوقع مستوى الوحشية التي بلغتْها الصهيونية في محاولة بائسة (ولكن فاشلة) لإبادة الفلسطينيين وتطهيرهم عرقياً، غير آبهة بجرائم الحرب التي ترتكبها لتمتعها بحصانة أميركية مطلقة.
وبسبب عدم تحقيق إسرائيل أهدافها في الفترة المتاحة وفشل جيشها باجتياح بقعة جغرافية صغيرة جداً، بدأ التيار يغيّر اتجاهه خصوصاً أن الحركة أثبتت أنها لم تتوقف يوماً عن التصدي للإسرائيليين، ومازالت الصواريخ تنهمر على مناطق «غلاف غزة» وتصل إلى تل أبيب.
نجحت الحكومة الصهيونية بتدمير القطاع وعزْله عن العالم وقتْل أطفاله ونسائه وقطع الماء والفيول والكهرباء، لكنها فشلت في مواجهة حفنة من رجال المقاومة في أرض المعركة كسروا صورة «الجيش الذي لا يُقهر» والذي سيمضي بقتْل المدنيين لخشيته من عدم تحقيق أي هدف أو انتصار، ما سيُسْقِط الحكومة بمن فيها عند انتهاء الحرب.