إسرائيل «تدخل وتخرج» من غزة... ماذا حققتْ من أهدافها؟

الأقمار الاصطناعية أظهرت الأضرار الكبيرة التي لحقت بمدن غزة
الأقمار الاصطناعية أظهرت الأضرار الكبيرة التي لحقت بمدن غزة
تصغير
تكبير

- إرادة المقاومة انتصرت على السيف الإسرائيلي رغم قوته التدميرية الكبيرة
- باراك: «حماس» هي جزء من العقل الفلسطيني لا يمكن اقتلاعه

قامت إسرائيل بدفع بعض القوات إلى داخل قطاع غزة لمسافة قليلة جداً لتنسحب بعدها مباشرة بعد «تحقيق أهدافها»!.
إلا أن الأهداف التي رسمتْها والتي تقضي بالقضاء على حركة «حماس» داخل غزة، لم تحقق شيئاً لغاية اليوم. فهل ينتظر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مَن ينقذه من كل الخيارات الصعبة التي يواجهها، بما فيها اجتياح غزة من عدمه؟

عندما تدفع إسرائيل بقوات ميكانيكية ومن طريق فرعي إلى داخل حدود القطاع، فهي تهدف إلى تحقيق أهداف عدة:
- الاستطلاع بالقوة، وهذا يَسمح للجيش باختبار قدرة المقاومين على التصدي له ومدى جهوزيتهم واستحكاماتهم، ورصْد الألغام إذا وُجدت على طريق القوة المندفعة، كما قياس قدرة الأفخاخ التي ستجابهها إذا قررت الدخول.
- تشتيت قدرات المقاومة الفلسطينية من خلال حرف النظر عن خط الاندفاع الرئيسي، إذا قرّر الجيش اجتياح غزة ولو جزئياً. وبالدخول من نقطة معيّنة، تفرض إسرائيل على المقاومة أن تأخذ في الحسبان احتمالات الدخول من نقاط عدة، قد تكون إحداها هي نفسها النقطة التي دخلت عبرها إلى غزة أو نقطة مختلفة كلياً.
- اتباع أسلوب الاستنزاف للمقاومة، وهذا يدفع المقاومة لانتظار الاجتياح العسكري في أي لحظة ورفع الجهوزية ما يستنزف قدراتها الجسدية واستعدادها للمعركة.
- تكتيك الاندفاع والخروج، اتُّبع سابقاً من القوات الأميركية في حرب العراق عبر الدخول إلى المنطقة المستهدفة والخروج منها بسرعة، بهدف تخفيف الإصابات في صفوف القوة المهاجمة. وهذا الأسلوب من شأنه فرْض إبقاء الجهوزية العالية لدى المقاومة في غزة.
- تأكيد نتنياهو على وعْده بأنه سيقوم باجتياح غزة، علماً أنه لا يوجد العديد من الإسرائيليين الذين يصدقون رئيس الوزراء الذي اشتهر بأنه لا يدخل في الحروب بل في معارك صغيرة ومحدودة.
- إشغال الجيش الذي يتحضّر منذ أكثر من أسبوعين ويتواجد عشرات الآلاف منه في حال انتظار خارج حدود غزة وسط طقس حار واستنفار كبير في انتظار «ساعة الصفر» ليبدأ الهجوم.
- إعطاء فرصة للمدفعية والطيران لقصف المزيد من الأهداف في حال ملاقاة مقاوَمة في النقطة التي دخلت عبرها قوة الجيش ليلاً.
كلها نقاط يحاول الجيش تحقيقها من خلال قرار القادة السياسيين الذين مازالوا في حال خلاف بين بعضهم البعض خصوصاً ان التردد يسود الحكومة.
فنتنياهو يعتقد أن خسارة 500 إلى 2500 جندي، بين قتيل وجريح في حال الغزو، يمثل فاتورة ثقيلة لا يستطيع تحملها خصوصاً أن نحو 1400 إسرائيلي قُتلوا في السابع من أكتوبر «خلال نوبته» التي غَفل فيها، ومعه أجهزة الاستخبارات، عما كانت المقاومة تخطط له.
إضافة إلى ذلك، فإن نتنياهو يعتمد على أميركا لتبعد عنه شبح فتْح جبهات عدة.
وهذا لا يعني أنه يثق بما ستفعله الولايات المتحدة خصوصاً بعدما تحدت المقاومة في لبنان وسورية والعراق واليمن، هذه القوات وأوقعت فيها أكثر من 24 إصابة بعد وصول حاملة الطائرات وقوات المشاة و«الدلتا» والطائرات المتعددة إلى الشرق الأوسط، من خلال مهاجمة القواعد الأميركية في كونيكو (سورية) والشدادي وعين الأسد (العراق).
كل خيارات إسرائيل سيئة: فالهجوم على غزة ينتظره عشرات الآلاف من المقاومين الذين سيخرجون من تحت الأرض ومن بين الركام. وستكون حرباً طويلة جداً، بحسب القيادة العسكرية الإسرائيلية، إذا تريد اقتلاع «حماس» من غزة، في مهمة مستحيلة.
وكان رئيس الوزراء السابق إيهود باراك، وهو قائد عسكري لامع قاد عمليات عدة من خلال ترؤسه وحدات خاصة قبل أن يصبح رئيساً للأركان ومن بعدها وزيراً للدفاع ومن ثم رئيساً للوزراء، قال إن «حماس هي جزء من العقل الفلسطيني لا يمكن اقتلاعه».
لقد سقط أكثر من 7000 شهيد، بينهم 3000 من الأطفال وأكثر من 1000 من النساء وآخَرون من العجزة والمدنيين، بالغارات الإسرائيلية المتواصلة، لكنها لم تنجح في تدمير قدرات المقاومة التي مازالت ترمي الصواريخ إلى مدى 180 كيلومتراً من غزة وتقوم بالمبادرة في الهجوم على مستوطنات قريبة منها لتؤكد أن جهوزيتها عالية وأنها تنتظر الغزاة.
هناك أكثر من 30 ألف مقاوم داخل غزة، لن تستطيع إسرائيل القضاء عليهم من خلال اجتياحها، إذا حصل، فهل تكتفي بمناورات برية صغيرة لتقليص الأهداف والقبول بالهزيمة؟
لقد انتصرت إرادة المقاومة الفلسطينية على السيف الإسرائيلي رغم قوته التدميرية الكبيرة. وتالياً فإن الاستمرار في تدمير المدينة على أمل انقلاب الغزاويين على المقاومة، يبقى حلم إٍسرائيل الوحيد الذي ترغب بتحقيقه عندما ينجلي غبار المعركة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي