كيف يتسنى لدولة بُنيت على الإرهاب... أن ترحم أطفال فلسطين؟
طفل فلسطيني يحمل أخيه وسط الأنقاض في خان يونس (رويترز)
صرّح الباحث والأكاديمي الإسرائيلي في جامعة بار - إيلان في تل أبيب مردخاي كيدار، بأنه «لا يصف الفلسطينيين بالحيوانات لأنه لا يريد إهانة الحيوانات».
هذا التصريح الشنيع، ليس غريباً على مجتمع تربّى على الإرهاب منذ عام 1931، عندما خرج تنظيم «الايرغون» العسكري - الذي انبثق عن تنظيم «الهاغانا» والذي صُنف رسمياً بالإرهاب - ليقتل البريطانيين والفلسطينيين العرب وينجح ببناء دولة تعترف بها الأمم المتحدة ويصبح أعضاؤه جزءاً من الحكومة الإسرائيلية منذ أول إنشائها.
ولهذا السبب وغيره، ينظر الإسرائيليون إلى الشعب الفلسطيني، صاحب الأرض، كما نظَر وتعامل الأميركيون مع السكان الأصليين الهنود، بقتل الملايين منهم لإنهاء نسبهم، وكذلك فعلت أستراليا بالسكان الأصليين، وأيضاً أوروبا التي قتلت 56 مليوناً من السكان الأصليين خلال مئة عام في وسط أميركا وشمالها.
قال مؤسس الدولة الإسرائيلية الأولى ديفيد بن غوريون، الذي حكم لمدة 14 عاماً منذ العام 1948، ان «الكبار يموتون والصغار ينسون»، عطفاً على ما ارتكبتْه الصهيونية من مجازر (13) ابتداءً من دير ياسين وأبو شوشة والطنطورة واللد والرملة والصالحة والدوايمة والقبة وكفرقاسم وخان يونس وصبرا وشاتيلا وغيرها وصولاً إلى غزة.
وأمل بن غوريون في حينه أن ينسى الجيل الفلسطيني اللاحق ما فعله الصهاينة بآبائه وأجداده.
وضم بن غوريون، كما رؤساء الوزراء الذين لحقوا، إلى حكومته أعضاء كثر من حزب «الايرغون» الإرهابي ليزرع عقيدة قتل الفلسطينيين وينزع صفة الإنسانية عنهم ويبرر المجازر التي ارتكبت وتُرتكب بحق شعب فلسطين.
ولهذا يخرج اليوم المسؤولون الإسرائيليون داخل الحكومة الحالية، مثل وزير الدفاع يواف غالانت، أو مربو الأجيال القادمة مثل كيدار، ليصفوا الفلسطينيين بأنهم «أقل من الحيوانات بكثير».
لكن الأصوات بدأت تتعالى ضد إجرام إسرائيل لأن الصمت عنها أصبح مستحيلاً عند مسؤولين عدة، وعلى رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي يتعرّض لأعنف حملة إسرائيلية ضده تطالبه بالاستقالة فقط لأنه نطق ببعض الحق، قائلاً «إن هجمات حماس لم تحدث من فراغ ولا تبرر لإسرائيل القتْل الجماعي».
وخرق غوتيريش المحرمات بمطالبته بـ «وقف إطلاق النار» في توقيتٍ لا يناسب إسرائيل بعد لأنها لم تُشْبِع رغباتها بالانتقام والقتل.
ولا يستحي أبناء حزب «الإيرغون» الإرهابي بالجهر بحقيقة المجزرة التي تحصل ضد الفلسطينيين في غزة عبر تدمير المدينة على رؤوس أبنائها حتى ولو بدأ الإعلام الدولي يفقد بعض الرغبة في إبقاء الدعم المطلق لإسرائيل وتغطية جرائمها لأن أعداد القتلى تجاوز الـ7000 وأكثر إذا احتُسب الذين مازالوا تحت الأنقاض.
إذ صرح رئيس الوزراء السابق يائير لابيد بأنه «إذا كان الإعلام الدولي موضوعياً فهو يَخدم حماس. وإذا أظهر الإعلام حقيقة ما يحدث (من قتل) لدى الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي)، فهو يخدم (يصب في مصلحة) حماس».
فمنذ السابع من أكتوبر، خرجت آلة الحرب الإسرائيلية لتدمير غزة وقتْل المدنيين في محاولة فاشلة لتقليب السكان ضد «حماس».
وجل ما فعلتْه القذائف الإسرائيلية هو القتل والدمار للسكان العزل، فتردّ الحركة بقصف متواصل ويومي على المستوطنات وبأخذ مبادرة الهجوم بقيام مجموعة كوماندوس بحريّة بالوصول إلى مستوطنة شاطئ زيكيم ومهاجمة قوات الجيش الإسرائيلي ومفاجأته.
وتحاول «حماس» توجيه رسالة واضحة لرئيس الوزراء المتردّد بنيامين نتنياهو بأن قتل المدنيين لم يؤثّر في قدراتها التي مازالت على قوّتها وتصميمها على مقارعة العدو الغاشم الذي يستقوي على المدنيين، ويقطع المياهَ والكهرباء ويتسبّب بانهيار المنظومة الصحية في غزة ولكنه يَخشى مواجهة المقاتلين الفلسطينيين الذين دمّروا مقولة «الجيش الذي لا يُقهر».
ولكن انكشافَ قوة إسرائيل الحقيقية - عدا عن قوتها التدميرية النابعة من الذخائر التي تغدقها الولايات المتحدة بسخاء على حليفتها - فَرَضَ على نتنياهو تأجيل الهجوم البري الذي أصبح مشكوكاً فيه لفقدان شهيته لرؤية الجنود يعودون في أكياس سود من غزة، مقبرة الغزاة، في نهاية عهده.
وما هي هذه الدولة التي تنشر آلاف الكاميرات وتبني الجدار الأسمنتي لتحتمي به وتصنع وتستورد من الغرب صواريخ منظومة «القبة الحديد» لاعتراض الصواريخ التي تُطلق عليها عندما تبدأ الحرب، وتقتل ولا تعيش إلا على الحروب؟
وما هذه الدولة التي تبني الملاجئ في جميع المستوطنات وتطلب من كل يهود العالم التبرع لجيشها ودعم إسرائيل من دون محاسبتها، وتسيطر على الإعلام الدولي لكمّ الأفواه ونشر دعايتها الكاذبة وتحتاج لخرق جميع العهود والقوانين الدولية وترتكب مجازر جَماعية منذ إنشائها وتدفع لها أميركا المليارات سنوياً لإبقائها على قيد الحياة؟
وما هذه الدولة التي وُلدت على الإرهاب وشربت من دماء الفلسطينيين لتنمو ووصلت بها الغطرسة إلى حد الاعتقاد أن الدول المحيطة بها تحتاج إليها لتقدّم لهم الحماية فعرّتها حماس بإظهارها أنها «أوهن من بيت العنكبوت»؟
لقد أظهرت الصهيونية قوّتَها بالتنمر والدعاية وتهديد مَن يتفوه بالحقيقة، حتى بلغ الأمر بإسرائيل أن تعتبر أن الفلسطينيين لا ينتمون إلى جنس البشر.
لن تنفع إسرائيل سياسة القتل والعقاب الجَماعي ولا يمكن أن تعتمد على مقولة بن غوريون لأن الجيل الفلسطيني الصاعد أثبت أنه لا ينسى ويتمسك بالأرض ولن يتخلى عنها مهما قتلت إسرائيل من الأطفال (2360 طفلاً منذ بداية الحرب) الذين يمثلون الخطر الديموغرافي الأكبر على مستقبل إسرائيل.
ستبقى ارهاصات السابع من أكتوبر في ذاكرة التاريخ مهما فعلت إسرائيل. فقد كُسرت هيبتها وصورتها وجبروتها ولن تستطيع إعادة بناء سطوتها ولا الثقة لدى مستوطنيها مهما فعلت. إنها بداية النهاية للظلم والإرهاب وعودة الكرامة الفلسطينية لتفرض نفسها من جديد وتعطي الأمل بأن استرجاع الأرض لم يعد مستحيلاً.
هذا التصريح الشنيع، ليس غريباً على مجتمع تربّى على الإرهاب منذ عام 1931، عندما خرج تنظيم «الايرغون» العسكري - الذي انبثق عن تنظيم «الهاغانا» والذي صُنف رسمياً بالإرهاب - ليقتل البريطانيين والفلسطينيين العرب وينجح ببناء دولة تعترف بها الأمم المتحدة ويصبح أعضاؤه جزءاً من الحكومة الإسرائيلية منذ أول إنشائها.
ولهذا السبب وغيره، ينظر الإسرائيليون إلى الشعب الفلسطيني، صاحب الأرض، كما نظَر وتعامل الأميركيون مع السكان الأصليين الهنود، بقتل الملايين منهم لإنهاء نسبهم، وكذلك فعلت أستراليا بالسكان الأصليين، وأيضاً أوروبا التي قتلت 56 مليوناً من السكان الأصليين خلال مئة عام في وسط أميركا وشمالها.
قال مؤسس الدولة الإسرائيلية الأولى ديفيد بن غوريون، الذي حكم لمدة 14 عاماً منذ العام 1948، ان «الكبار يموتون والصغار ينسون»، عطفاً على ما ارتكبتْه الصهيونية من مجازر (13) ابتداءً من دير ياسين وأبو شوشة والطنطورة واللد والرملة والصالحة والدوايمة والقبة وكفرقاسم وخان يونس وصبرا وشاتيلا وغيرها وصولاً إلى غزة.
وأمل بن غوريون في حينه أن ينسى الجيل الفلسطيني اللاحق ما فعله الصهاينة بآبائه وأجداده.
وضم بن غوريون، كما رؤساء الوزراء الذين لحقوا، إلى حكومته أعضاء كثر من حزب «الايرغون» الإرهابي ليزرع عقيدة قتل الفلسطينيين وينزع صفة الإنسانية عنهم ويبرر المجازر التي ارتكبت وتُرتكب بحق شعب فلسطين.
ولهذا يخرج اليوم المسؤولون الإسرائيليون داخل الحكومة الحالية، مثل وزير الدفاع يواف غالانت، أو مربو الأجيال القادمة مثل كيدار، ليصفوا الفلسطينيين بأنهم «أقل من الحيوانات بكثير».
لكن الأصوات بدأت تتعالى ضد إجرام إسرائيل لأن الصمت عنها أصبح مستحيلاً عند مسؤولين عدة، وعلى رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي يتعرّض لأعنف حملة إسرائيلية ضده تطالبه بالاستقالة فقط لأنه نطق ببعض الحق، قائلاً «إن هجمات حماس لم تحدث من فراغ ولا تبرر لإسرائيل القتْل الجماعي».
وخرق غوتيريش المحرمات بمطالبته بـ «وقف إطلاق النار» في توقيتٍ لا يناسب إسرائيل بعد لأنها لم تُشْبِع رغباتها بالانتقام والقتل.
ولا يستحي أبناء حزب «الإيرغون» الإرهابي بالجهر بحقيقة المجزرة التي تحصل ضد الفلسطينيين في غزة عبر تدمير المدينة على رؤوس أبنائها حتى ولو بدأ الإعلام الدولي يفقد بعض الرغبة في إبقاء الدعم المطلق لإسرائيل وتغطية جرائمها لأن أعداد القتلى تجاوز الـ7000 وأكثر إذا احتُسب الذين مازالوا تحت الأنقاض.
إذ صرح رئيس الوزراء السابق يائير لابيد بأنه «إذا كان الإعلام الدولي موضوعياً فهو يَخدم حماس. وإذا أظهر الإعلام حقيقة ما يحدث (من قتل) لدى الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي)، فهو يخدم (يصب في مصلحة) حماس».
فمنذ السابع من أكتوبر، خرجت آلة الحرب الإسرائيلية لتدمير غزة وقتْل المدنيين في محاولة فاشلة لتقليب السكان ضد «حماس».
وجل ما فعلتْه القذائف الإسرائيلية هو القتل والدمار للسكان العزل، فتردّ الحركة بقصف متواصل ويومي على المستوطنات وبأخذ مبادرة الهجوم بقيام مجموعة كوماندوس بحريّة بالوصول إلى مستوطنة شاطئ زيكيم ومهاجمة قوات الجيش الإسرائيلي ومفاجأته.
وتحاول «حماس» توجيه رسالة واضحة لرئيس الوزراء المتردّد بنيامين نتنياهو بأن قتل المدنيين لم يؤثّر في قدراتها التي مازالت على قوّتها وتصميمها على مقارعة العدو الغاشم الذي يستقوي على المدنيين، ويقطع المياهَ والكهرباء ويتسبّب بانهيار المنظومة الصحية في غزة ولكنه يَخشى مواجهة المقاتلين الفلسطينيين الذين دمّروا مقولة «الجيش الذي لا يُقهر».
ولكن انكشافَ قوة إسرائيل الحقيقية - عدا عن قوتها التدميرية النابعة من الذخائر التي تغدقها الولايات المتحدة بسخاء على حليفتها - فَرَضَ على نتنياهو تأجيل الهجوم البري الذي أصبح مشكوكاً فيه لفقدان شهيته لرؤية الجنود يعودون في أكياس سود من غزة، مقبرة الغزاة، في نهاية عهده.
وما هي هذه الدولة التي تنشر آلاف الكاميرات وتبني الجدار الأسمنتي لتحتمي به وتصنع وتستورد من الغرب صواريخ منظومة «القبة الحديد» لاعتراض الصواريخ التي تُطلق عليها عندما تبدأ الحرب، وتقتل ولا تعيش إلا على الحروب؟
وما هذه الدولة التي تبني الملاجئ في جميع المستوطنات وتطلب من كل يهود العالم التبرع لجيشها ودعم إسرائيل من دون محاسبتها، وتسيطر على الإعلام الدولي لكمّ الأفواه ونشر دعايتها الكاذبة وتحتاج لخرق جميع العهود والقوانين الدولية وترتكب مجازر جَماعية منذ إنشائها وتدفع لها أميركا المليارات سنوياً لإبقائها على قيد الحياة؟
وما هذه الدولة التي وُلدت على الإرهاب وشربت من دماء الفلسطينيين لتنمو ووصلت بها الغطرسة إلى حد الاعتقاد أن الدول المحيطة بها تحتاج إليها لتقدّم لهم الحماية فعرّتها حماس بإظهارها أنها «أوهن من بيت العنكبوت»؟
لقد أظهرت الصهيونية قوّتَها بالتنمر والدعاية وتهديد مَن يتفوه بالحقيقة، حتى بلغ الأمر بإسرائيل أن تعتبر أن الفلسطينيين لا ينتمون إلى جنس البشر.
لن تنفع إسرائيل سياسة القتل والعقاب الجَماعي ولا يمكن أن تعتمد على مقولة بن غوريون لأن الجيل الفلسطيني الصاعد أثبت أنه لا ينسى ويتمسك بالأرض ولن يتخلى عنها مهما قتلت إسرائيل من الأطفال (2360 طفلاً منذ بداية الحرب) الذين يمثلون الخطر الديموغرافي الأكبر على مستقبل إسرائيل.
ستبقى ارهاصات السابع من أكتوبر في ذاكرة التاريخ مهما فعلت إسرائيل. فقد كُسرت هيبتها وصورتها وجبروتها ولن تستطيع إعادة بناء سطوتها ولا الثقة لدى مستوطنيها مهما فعلت. إنها بداية النهاية للظلم والإرهاب وعودة الكرامة الفلسطينية لتفرض نفسها من جديد وتعطي الأمل بأن استرجاع الأرض لم يعد مستحيلاً.