العرب يرفضون تهجير الفلسطينيين... مرةً أخرى

الاجتياح الإسرائيلي لغزة يَنتظر «ساعة الصفر»

دمار واسع في رفح بعد غارات إسرائيلية (أ ف ب)
دمار واسع في رفح بعد غارات إسرائيلية (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- القادة الميدانيون يطلبون من «الأركان» تخفيف الكثافة العمرانية في غزة... بهدف تقليل خسائرهم
- سقوط غزة سيعني محاربة إسرائيل داخل بيروت

لم يعد هناك أدنى شك في أن إسرائيل ستشنّ هجوماً كبيراً لاجتياح قطاع غزة بعدما حصلت على الدعم المطلق من الولايات المتحدة وحلفائها، وعلى رأسهم فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وفق ما أكده وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للدول التي زارها.
إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن أميركا اصطدمت بجدار عربي يرفض فكرة تهجير فلسطينيي غزة الذين يبلغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة، وطلب القادة العرب من بلينكن ان تحترم بلاده اتفاق أوسلو الذي وقّعته كإطار للسلام وقيام الدولتين.

وتالياً فإن إسرائيل لم تجد آذاناً صاغية لتتبنى عمليتها الضخمة التي تخطط لها والتي ينقصها فقط جهوزية القوة الاحتياطية لجيشها الموكل بدخول غزة للتخفيف من خسائره البشرية.
وصل الجنرال مايك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية (centcom) الذي يضمّ إسرائيل في صفوفه - ليجتمع لمدة سبع ساعات وبوجود بلينكن مع المسؤولين السياسيين والعسكريين ليقف عند احتياجاتهم والدعم الذي يمكن لأميركا أن تقدمه لدعم العملية البرية، خصوصاً بعدما خصصت البنتاغون 2000 عسكري للوقوف إلى جانب الجيش الإسرائيلي، وبالتحديد للتعامل مع الجبهة الشمالية (حزب الله) إذا فُتحت في وقت متوازٍ من الجهة الجنوبية مقابل غزة.
وبالتالي فإن ما يعوق اجتياح غزة، ما هو إلا عدم جهوزية الاحتياط للدخول في عملية برية، وما ينتظر هذا الجيش من أفخاخ خصوصاً داخل الأحياء المدنية المكتظة.
وعلمت «الراي» من خلال قيادات متابعة لوحدة الرصد، أن «القادة الميدانيين المعنيين بدخول غزة طلبوا من قيادة الأركان تكثيف القصف وتدمير الأبنية لتخفيف الكثافة العمرانية وتالياً تقليل الخسائر البشرية التي سيتعرض لها الجيش حين دخوله.
وتالياً فإن الخطة العسكرية تقتضي بالدخول إلى غزة بهدف إنهاء «حماس» وهذا من الممكن حدوثه إذا احتُلت غزة بالكامل بعد تدميرها في عملية طويلة.
وكانت واشنطن أمرت بنشر حاملتي طائرات في شرق المتوسط. كذلك تم نشر سرب من قاذفات القنابل F-15 E STRIKE EAGLE المتمركزة في بريطانيا وأسراب أخرى من الطائرات الهجومية A-10.
إضافة إلى ذلك، فإن البنتاغون ارسلت مجموعة «باتان» البرمائية المكونة من يو اس اس باتان (LHD-5) و«يو اس اس كارتر هول» (LSD-50) و2500 من مشاة البحرية والوحدات الخاصة لينضموا إلى الحاملة USS MESA VERSE (LPD-19).
وتعتقد المصادر القيادية، ان هدف هذه القوات التدخل إلى جانب إسرائيل لضرب الجبهات المتعددة إذا فُتحت عليها بعد اجتياحها لغزة.
ويعود ذلك لطلب القائد العسكري لـ «كتائب القسام» محمد الضيف، من اليوم الأول من عملية «طوفان الأقصى» من جميع حلفاء «محور المقاومة» التدخل إلى جانب غزة.
وهذا ما زاد اعتقاد إسرائيل وحلفائها أنها عملية كبرى مدبّرة لمحو إسرائيل من الوجود. ولهذا السبب، فإن أميركا لن تسمح بذلك وهذا الحشد يهدف لبعث الاطمئنان للإسرائيليين إلى انهم لن يُتركوا لوحدهم، وهم لا يستطيعون القتال على جبهات متعددة، وان الجيش الأميركي هبّ لمساعدتهم ومحاربة أعدائهم مهما تكاثروا.
ويؤكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انه لم يعد يعترف باتفاق أوسلو وانه «يريد الخلاص من هذا (حماس) التهديد إلى الأبد»، وهذا يعني إزالة غزة من الوجود ودفع المدنيين إلى مصر للتفرغ إلى الضفة الغربية ودفع سكانها لاحقاً، نحو الأردن. وهذا ما رفضه القادة العرب ولن يشارك أحد فيه، خصوصاً دول الطوق، وسيَترك هؤلاء للميدان، التكلم.
يذكر انه عام 2006، قال رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، انه سينهي «حزب الله» وأنه «حضّر سجناً لزعيمه» السيد حسن نصرالله.
ويسير نتنياهو على خطى سلفه وتنتظره مقاومة بمعنويات عالية، خصوصاً أن المصادر تؤكد أن خسائر «حماس» و«الجهاد الإسلامي» أقل بكثير من المتوقَّع.
وتالياً فإن الصمود سيُحدد مصير سكان غزة الذين يرفضون التشرد مثلما حصل لأسلافهم عام 1948.
وبعد رفض الدول العربية «سياسة الأمر الواقع» التي تحاول أميركا وإسرائيل فرضها، فإن الأنظار تتجه نحو غزة بالدرجة الأولى لتتحضّر للصمود أمام مئات الآلاف من الجنود الإسرائيليين على حدودها.
إلا أن العين لا تغيب عن لبنان، لأن المصادر تؤكد أن سقوط غزة سيعني محاربة إسرائيل داخل بيروت. وهذا يدل على أن غزة لن تُترك وحدها إذا احتاجت المساعدة وان المعركة المقبلة يمكن أن تتدحرج إلى أبعد من جبهة غزة ولبنان، كاحتمالٍ وارد لا يمكن إنكاره ويؤخذ بجدية في الحسبان من الأطراف كافة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي