No Script

اتجاهات

أفق تحول طوفان الأقصى إلى حرب إقليمية

تصغير
تكبير

في ضوء التداعيات الكثيرة لعملية طوفان الأقصى، بات أحد الأسئلة الملحة الآن: هل ستتحول طوفان الأقصى إلى حرب إقليمية؟
ويطرح هذا السؤال استناداً إلى شواهد قوية عدة قد لوحظت منذ اليوم الأول لنجاح طوفان الأقصى. أولها- حرب الإبادة التدميرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي تبتغي منها إسرائيل مناحي متعددة، استرداد كرامتها التي اهتزت بشكل مروع، طمأنة يهود الداخل للحيلولة دون نزيف الهجرة إلى الخارج وضياع حلم إسرائيل الكبرى. والتمهيد إلى اجتياح بري في القطاع لاجتثاث حركة المقاومة حماس.

ويبدو جلياً من حجم التدمير التي ترتكبه إسرائيل في غزة، والإجراءات العقابية بحق القطاع وشعبه، أن هناك نوايا-لم تخفها إسرائيل- باجتياح بري.
ومن الشواهد الأخرى، استدعاء إسرائيل لما يبلغ من 300 ألف من قوات الاحتياط، في دلالة قوية جداً على الاستعداد لاجتياح بري، ربما يعقبه -وفقاً لإسرائيل- حرباً إقليمية. وتحريك الولايات المتحدة لأكبر حاملة طائرات «جيرالد فورد» إلى شرق المتوسط قرب شواطئ غزة، كذلك إعلان المسؤولين الأميركيين بما في ذلك الرئيس جو بايدن دعمهم التام لإسرائيل في مواجهة-إرهاب حماس حسب قولهم- وتزويد إسرائيل بأحدث الأسلحة المقاتلة. كذلك، إعلان إنكلترا عن نشر سفن حربية في شرق المتوسط دعماً لإسرائيل. وأخيراً، الدعم الغربي غير المسبوق لإسرائيل في حربها على غزة.
ويستدل مما سبق، أن ثمة تفاهم بين الغرب وإسرائيل، أو ضوء أخضر غربي -أميركي بالأساس- لإسرائيل أن تفعل ما تريده في غزة للانتقام من حماس واجتثاثها تماماً، حتى ولو استدعى الأمر اجتياحاً برياً، التي أصبحت حجر العثرة أمام طموحات التوسع الإسرائيلي.
إذاً، فالأمر الفيصل الذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية هو قيام إسرائيل باجتياح بري في القطاع، وفيما يبدو أيضاً أن الغرب خاصة الولايات المتحدة على علم أو ربما قناعة أن هناك اجتياحا يلوح في الأفق وتستعد له عبر الحماية المكثفة لإسرائيل.
ألمحت إسرائيل مرات عدة إلى سيناريو اجتياح بري في غزة، ورغم درايتها بأن غزة مستنقع رهيب. إلا أنها ربما قد اهتدت إلى قناعة أن لا مفر منه، بعد تعرضها لواحدة من أكبر هزائمها في تاريخها. وحال قيام إسرائيل بالاجتياح في غزة، هنا ستكون شرارة اشتعال الحرب الإقليمية.
منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى، وحتى كتابة هذه السطور، لم تنقطع تصريحات الجهات المناصرة لحماس، كان آخرها تصريحات وزير الخارجية الإيراني، المحذرة لإسرائيل من استمرار حرب الإبادة، وتوقع الرد حال اجتياح بري.
ونعد أن هذه التحذيرات جادة، ففي حال الاجتياح، فمن المؤكد أن يدخل حزب الله على الخط، ومعظم حركات المقاومة ضد إسرائيل في المنطقة. إذ من المستحيل أن تسمح تلك الحركات ومناصريها من الدول الإقليمية لإسرائيل أن تنفذ مخططها بالقضاء على حماس وقادتها تماماً. لأن من شأن ذلك إضعاف المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الصهيوني على نحو عام، وبداية النهاية لتصفية القضية الفلسطينية.
ملخص البيان، ترتهن اندلاع حرب إقليمية في المنطقة على استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة الممهدة لاجتياح بري للقطاع. ونرى أن إسرائيل تنوى جدياً على اجتياح بري سيؤدي إلى حرب إقليمية يتورط فيها الغرب بالدفاع عن إسرائيل التي ستجد نفسها في جبهات قتال على جميع حدودها.
وللحيلولة دون هذا السيناريو الكارثي، نرى بضرورة وساطة استباقية قوية مشتركة قد تضم (الصين والكويت وقطر) تعمل على التهدئة وإعادة تحريك ملف القضية الفلسطينية الذي مات إكلينيكياً منذ انتفاضات الربيع العربي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي