«وحدة الساحات» باتت... قريبة

أسراب المسيَّرات من جهات متعددة تتحضّر لدخول المعركة في غزة

حاملة الطائرات الأميركية «جيرالد فورد»
حاملة الطائرات الأميركية «جيرالد فورد»
تصغير
تكبير

- خسائر إسرائيل في «طوفان الأقصى» فاقت خسائر حرب يونيو 1967
- ضرب الوحدة 8200 «أعمت» الجيش الإسرائيلي فأصبح «لا يرى»
لم يَعُدْ خافياً على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، أن «حزب الله» سيدخل المعركة عاجلاً أم آجلاً. ولذلك فقد أخلت كل المستوطنات الشمالية لنزْع عنصر المفاجأة كما حصل في الجنوب (غلاف غزة) من خلال عملية «طوفان الأقصى».
وقد بدأت الحشود تتوالى من طرفيْ الحدود لتنظيم الصفوف وكأن المعركة ستنشب غداً، خصوصاً بعدما أطلق «حزب الله» رسالتَه الصاروخية الموجَّهة، ليس فقط لتلة الرادار ومزارع شبعا المحتلة بل إلى الداخل والخارج، بأن دخول المعركة لا بد منه وأن التحضير لها من قبل الحزب والإسرائيليين حتميّ ما دام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يريد وقف المعركة وتقبُّل خسائره والتفاوض على الأسرى.
وتقول مصادر مطلعة في «محور المقاومة»، إن مجيء الدعم الأميركي بحاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد آر فورد» لا يغّير في المعادلة شيئاً «فإسرائيل تملك المئات من الطائرات، وتالياً فإن 80 إلى 90 طائرة إضافية لن تعطي النصر لإسرائيل. ونتنياهو يدمّر في غزة أهدافاً مدنية ومنازل القادة والإعلاميين وكذلك البنية التحتية، وهذا التدمير المتوقَّع تكتيكي ولا يُضْعِف المقاومة ولا يغيّر في خطتها».

«إضافة إلى ذلك، فقد أعلنت المقاومة في العراق أن أي تدخل من الولايات المتحدة في المعركة سيعرّض قواعدها لتدخّلٍ من المقاومة ولضرْبها. ومن هنا يُتوقع أن يتوسع مسرح العمليات إلى دول أخرى، خصوصاً أن إسرائيل ترسل ناقلات جند ودبابات وقوةَ تدخلٍ بري، بنيةٍ واضحة لشنّ هجوم بري على غزة، ولو محدود، أي ضمن منطقة لا تتعدى مئات الأمتار، كما حصل عام 2014. وهذا يعني أن التدخل لحلف محور المقاومة وتَعَدُّد الساحات وتَلاحُمها لا بد منه»، وفق المصادر.
وتؤكد أن «حلفاء المحور أصبحوا كتلةً واحدة في مواجهة جيشٍ إسرائيلي أثبت أنه لا يقاتل وجهاً لوجه ويفرّ ويترك معدّاته الحربية خلفه إذا لم تمهّد له الطائرات بقصفٍ سجادي وتدمّر كل شيء لتقليل الخسائر.
وتالياً فإن الجيش لا يَصمد أمام تصميم مقاومة شرسة ضده، كما حدث عام 2006 والتحام الطرفين في جنوب لبنان بعد القصف التمهيدي التدميري. وإذا أكملتْ إسرائيل بارتكاب مجازرها كما تفعل الآن في غزة، فإن كتلة المقاومة الموحّدة ستقدّم كل الدعم اللازم لفتح جبهات عدة غير آبهةٍ بالتهديد الغربي. وتالياً فإن رؤية أسرابٍ من المسيَّرات الانتحارية تدخل المعركة، من لبنان وسورية والعراق واليمن لم يعد مستبعَداً أبداً».
لغاية اليوم، مازالت المقاومة داخل المستوطنات الواقعة في «غلاف غزة». وهذا يفسّر كيف ولماذا يتخبّط الجيش الإسرائيلي الذي تارةً يدعو سكان المستوطنات الـ 50 ألفاً للخروج من المنطقة ليوجّه إليهم بعدها نداء مُعاكِساً بالبقاء داخل المنازل.
كما يفسر لماذا تعلن إسرائيل سقوط 500 قتيل ثم 600 وبعدها 800 لأنها لم تَدخل جميع مناطق الاشتباك الأولية ولم تستطع التحرك بسهولة لإحصاء جميع القتلى، باعتبار أنها مازالت فاقدة للسيطرة على مستوطنات عدة.
بالإضافة إلى ذلك، ففي اليوم الأول من الهجوم، تَقَدَّمَ الفلسطينيون إلى المعسكرات الإسرائيلية ومنها إلى الوحدة 8200 الاستخباراتية التي تتبع لقيادة فرقة غزة وتسيطر على المسيَّرات التي تَجْمَعُ المعلومات لبنك الأهداف الإسرائيلي.
وبسبب تدمير هذه الوحدة في مقرّها وأسْر وقتْل أفرادها، لا يملك الجيش المعلومات الكافية ولا «يرى» كيف مازال المقاومون يأسرون الجنود في اليوم الثالث من المعركة ويستطيعون العودة إلى داخل غزة والخروج منها من جديد.
ولهذه الأسباب ولإعادة تنظيم الجيش المتخبّط، يحتاج نتنياهو لأيام عدة للاطمئنان إلى عدم وجود مُقاوِمين خارج غزة ليبدأ الهجوم البري بعد أن يكون زال مفعول عنصر المفاجأة وانتهت حالة الإرباك، وتم إحصاء عدد القتلى الذي سيتعدى بسهولة بين 800 و1000 إسرائيلي، أي أكثر مما خسرتْه إسرائيل في حرب الأيام الستة في يونيو 1967 ضد جيوشٍ عربية مُجْتَمِعة (650 – 800 قتيل).
تستمر إسرائيل بسياسة «الأرض المحروقة» وبقصْفها للمدنيين في غزة التي تقع تحت حزام ناري.
وهذا يعني أن نهاية هذا الأسبوع من المحتمل أن تحمل عملية برية ضد غزة التي يبدو أنها لن تُترَك وحيدة وأن «محور المقاومة» استعدّ للمواجهة الكبرى.
وستجد إسرائيل نفسها تحارب على جبهات متعددة من دون استبعاد أن تتدحرج الأمور إلى أبعد من ذلك. وما يحدد السقف هو المدى الذي سيذهب إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي وإذا كان سيَجرّ معه حليفه الأميركي.
... أيامٌ صعبة يبدو أنها بدأت تلوح في أفق الشرق الأوسط.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي