التوقيت والصدفة... أمن الكويت ليس لعبة!

تصغير
تكبير

أكتب هذا المقال باعتباري متخصصاً في العلاقات الدولية والأمن القومي، كما إني أوجه هذا المقال بالدرجة الأولى لمن بيده القرار والسلطة باعتباري مواطناً من واجبه أن يقول الحق وينبه إلى مواضع الخطر الذي يحيق بالوطن.
لعل الحديث يطول، ولكن بكل اختصار، إننا في المنطقة وفي الكويت نواجه مرحلة «تحولات» دولية تسحب معها بالضرورة تحولات إقليمية ولا شك بأن ذلك سيصطحب معهما تقلبات محلية.

لا أود أن أخوض في مظاهر تلك التحولات فلقد كتبت عنها كثيراً خصوصاً خلال الأربع سنوات الماضية، كما أشرت لها بوضوح في مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي الأستاذ وليد الجاسم بتاريخ 20 يناير 2020، وهي تشهد حالياً تجسدها في الواقع!
كل ذلك يتطلب أن تتخذ الكويت قرارات إستراتيجية من أجل ضمان تموضعها في الحقبة المقبلة بشكل آمن ومستقر. إلا أن الحال يخالف المقال!
من حيث الواقع السياسي المؤسسي، فكلتا السلطتين بعيدة عن أدنى سقف لمواجهة تحديات المرحلة، فلا يزال سجالهما حول الطرق والتعيينات والمتقاعدين والسحر والشعوذة و«صراع الطمباخية» والضرب تحت الحزام، وسياسات الانتقام!
وفي خضم إعصار هذه المعتركات، نجد أنه في مقابل الحاجة للاستثمار في رأس المال الاجتماعي تثار الملفات الطائفية، وفي مقابل محاولة الانفتاح على الصين يتم التحريض عليها، وفي مقابل الرغبة في فتح أكبر ميناء للكويت في منطقة المثلث البحري الذهبي يتم تجييش بعض عناصر التوتر وأيتام حزب البعث إلى جانب الباحثين عن الشهرة والمغرّر بهم في العراق ليكونوا ضد الكويت، وفي مقابل حاجة الكويت للنهوض والتحول إلى اقتصاد متعدد الدخل يتم تجاهلها في بعض المشاريع الاقتصادية الكبرى فضلاً عن عدم دخولها لمجموعة بريكس!
هل كل ذلك بهذا التوقيت صدفة؟!
بالتأكيد أنها ليست صدفة، بل عمل مبرمج تحف به المصالح الكبيرة والصغيرة التي تبتعد عن مصلحة الكويت الإستراتيجية ما ينعكس على منظومتها الأمنية الشاملة في المستقبل المنظور.
ومن هنا، أناشد السلطة بكل مؤسساتها، ورجال الكويت ونسائها من الذين لهم مساهمة في القرارات السياسية والفنية والمؤسساتية والنشطاء والسياسيين أن يلتفتوا إلى معطيات هذا الفترة الحرجة، ويرفعوا سقف اهتماماتهم وأولوياتهم إلى مستوى الظروف المحيطة والتحولات التي تنحدر منها كالسيل في الليل.
اللهمّ إني قد بلغت، اللهمّ فاشهد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي