خواطر صعلوك

سلّمني نظيف... أسلّمك نظيف!

تصغير
تكبير

سلّمني نظيف... أسلمك نظيف! فعندما تختفي المشاريع الحكومية على مستوى الدولة، وترتخي كلتا يديها عن الإمساك باحتياجات المواطن لصالح القطاع الخاص، ويظهر الذين يُريدون الخصخصة على مصراعيها يرفعون شعار «الحكومة هي المشكلة» بمعنى أن أداء المؤسسات الحكومية سيئ في كل شيء، أما الذين يريدون الرعاية والرفاهية يرفعون شعار «التُّجار هم المشكلة» بمعنى أن التاجر جشع وحرامي، وما بين هؤلاء وهؤلاء يظهر الذين يريدون الستر يرفعون شعار «الرواتب أولاً وبعدها حلوا مشاكلكم»...

في هذه اللحظة التاريخية تحديداً - وكل لحظاتنا تاريخية- تظهر ظاهرة «سلموني» من أشخاص يبدو على ظاهرهم المبادرة ويبدو على باطنهم الفائدة، وهم الذين يطلبون من الدولة أن تسلمهم «أراضي وخدمات» من خلال منصة تويتر لكي ينقذوا الكويت وأصحاب الدخل المحدود من إهمال الحكومة وجشع التُّجار!... دون أن ندري هل يطالبون بأن تسلمهم الحكومة «ببلاش» ثم يعيدون الأرض أو الخدمة للحكومة والشعب «بفلوس» أم أنها مبادرة غير ربحية أم أنها مبادرة وطنية لا يدفع فيها فلساً واحداً!

أم أنها على طريقة عادل إمام «سلمني نظيف أسلمك نظيف»، لا ندري ولكنها فعلاً ظاهرة تحتاج للتأمل!

أحدهم يكتب:

إلى «وزير المالية» بعد التحية،

«هناك أرض كاملة بالدوحة، المدينة الترفيهية (سابقاً) حالياً مهجورة.

سلموني الأرض أسلمكم مدينة كاملة على مستوى عالٍ، تنافس المدن الترفيهية بالدول المتقدمة واسوي لكم فيه حدائق وبحيرات ما صارت بولا دولة خليجية خلال سنة ونص من تاريخ التسليم».

العرض موقت و ليس للتُّجار.

وأحدهم يكتب:

«سلموني أيّ جزيره بالكويت واسويها منتزه عائلي... وكأنك في جزر المالديف وبأسعار رخيصة جداً لذوي الدخل المحدود».

وأحدهم يكتب:

إلى «وزير المالية» مع التحية،

«سلموني الواجهة البحرية من الأبراج لي مارينا وأحولها من تاريخ الاستلام لي الصيف الياي ممشى بحري و مطاعم ومقاهي ومكان للتشمس ينافس مدينة كان الفرنسية وسيتي ووك ومكان ملاهي ومنتجع في الجزيرة الخضراء».

ويضيف أحدهم:

«وأنا سلموني المطار... (أسلم لكم مطار ينافس مطارات العالم سنغافوره وماليزيا وغيرها من المطارات) خلال سنة ونص (شرط بدون أي تسريبات إذا طق المطر).

وآخر يقترح، إلى وزير الصحة...

«سلمني وزارة الصحة وشرط اطور الخدمات الصحية خلال سنة... بس فكونا من واسطات العلاج بالخارج والترقيات بالترضية والواسطة».

وأحدهم يكتب:

«إلى وزير التجارة أو أيّ مسؤول في البلدية في أرض فاضية في جنوب الصباحيه قريبة من منطقة الفحيحيل سلمولي الأرض وأنا أوعدكم خلال فترة زمنية قصيرة أحولها لكم منطقة حرة لبيع وشراء السيارات للمواطنين منظمة وحديثة تضاهي التي في أميركا من ناحية استخدام التكنولوجيا الحديثة».

وأنت عزيزي القارئ، ألا ترغب في أن يسلموك شيئاً من الأراضي أو الخدمات؟ ألا ترغب في اقتسام الدولة؟ فيبدو أن ظاهرة «سلموني» سوف تنتشر الفترة المقبلة، خصوصاً بعد أن رأينا مواطنين يقومون بأنفسهم وأموالهم بتعديل الشوارع وردم الحفر... فماذا تريد أن يسلموك لكي تعمل عليه، أم أنك تريد أن تسلم نفسك وترتاح؟. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي