No Script

ما في خاطري

في بيتنا «ذكي»

تصغير
تكبير

لقب يتمنى أن يسمعهُ كل أبنائنا وبناتنا، فعندما يسمعونه تدبُ في أنفسهم الثقة والراحة والطمأنينة، فتراهم ينكبّون خلف الكتب الدراسية محاولين التفوق في دراستهم حتى ينالوا شرف هذا اللقب الذي أصبح يتداوله مجتمعنا بكثرة، حتى أصبح هاجساً عند الكثير من أبنائنا، فالمجتمع عزّز التصنيف الآتي: من يتفوّق في دراسته العلمية يقال عنه «ذكي» ومن لم يتفوّق ويفشل في دراسته العلمية يصنّفهُ البعض بأنه «غبي».

مفاهيم تواجدت في عقول آبائنا وأمهاتنا بالفطرة واقتنعوا بها وأصبحوا يعبّئون رؤوس أبنائنا بها وهذا حصل بحسن نية منهم لا التعمّد، ومع مرور الزمن أصبحت هذه المفاهيم غير مقنعة وأثبتت فشلها، فما نراه اليوم من سلوكيات وأفعال من بعض الأشخاص الذين نخالطهم يثبت لنا أن الذكاء العلمي الذي كان يتغنّى به آباؤنا وأمهاتنا ليس كافياً في النجاح بالحياة والتفوق فيها، فكم من شخص كان «داهية» في الجامعة والمدرسة ولكن تراه ضائعاً عند الاختلاط بالآخرين ولا يحسن التصرف فيقرر أن ينطوي على نفسه وينعزل ويفضّل الهروب ولا يعالج مشكلته، وهذا بالنهاية قد يؤدي إلى فشله في بعض جوانب الحياة، ففي الحياة الواقعية هناك ذكاءات أخرى ومختلفة عن الذكاء العلمي، فعلى سبيل المثال هناك الذكاء الاجتماعي والرياضي واللغوي والموسيقي والنفسي وأنواع مختلفة ومتعددة يحتاج الانسان أن يتعلمها ويكتسبها فلا يكتفي بالذكاء العلمي فقط.

فللأسف أصبحنا اليوم نعاني من العديد من المشكلات النفسية التي ظهرت في مجتمعاتنا بسبب افتقار العديد للذكاءات المختلفة، فعلى سبيل المثال الذكاء الاجتماعي أصبح عملة نادرة في زمننا الحالي، ولعلّ المفاهيم الخاطئة التي تربّى عليها البعض هي السبب وراء هذه المشكلة، فأهملوا هذا الجانب المهم وعندما انتهوا من الحياة الدراسية ضاعوا في الحياة العملية والواقعية فأصبحوا عالة على الآخرين بسبب افتقارهم لأساسيات التواصل والتأثير الإيجابي على الآخرين، وهذه المهارات يجب أن يكتسبها الفرد.

عزيزي القارئ أنا لا أدعو إلى إهمال الدراسة العلمية التي تعزّز الذكاء العلمي وتطوّره، بل هو عنصر مهم في الحياة ولكن الاكتفاء به فقط يعتبر «خطأ فادح»، فيجب أن يجتهد الإنسان في تطوير ذاته في كل الجوانب الأخرى ويحسّن مهاراته فيعزّز الذكاءات المختلفة التي يحتاجها كل فرد في الحياة.

Twitter: @alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي