No Script

صوت القلم

اختيارنا يُحدد مستقبل بلادنا

تصغير
تكبير

نحن مقبلون خلال ثلاثة أسابيع على انتخابات تشريعية مهمة في تاريخ البلد، وتكمن أهميتها بسن قوانين تنتشل البلد من ركوده وجموده الذي جعله يقف مكتوف الأيدي لا يقوى على الحراك أو التقدم خطوة نحو الأمام، بل بكُل أسف عاد سنوات للخلف من خلال مجالس سابقة ومسؤولين لم يكونوا على قدر الأمانة والمسؤولية التي كُلفوا بها.

إن ما يهمنا هو كيف نختار نواباً قادرين على الانسجام مع بعضهم ويمدون يد التعاون مع الحكومة، ويصبحون فريق عمل ليس له دور سوى الرقابة وسن تشريعات وقوانين شعبية تهم المواطن وتنهض بالوطن الذي أصبح مريضاً جراء صراع ابنائه الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية.

وهنا نتساءل، ما المعايير والأسس التي من خلالها نستطيع ان نختار المرشح؟

لا شك، أن أولها مخافة الله وأن يكون صادقاً مع نفسه وناخبيه وأن يتمتع بالنزاهة والأمانة والحفاظ على المكتسبات والحقوق، وأن يحترم الدستور وقوانين الدولة، ويكون مُخلصاً في عمله وصائباً في رأيه، فمن تجد به هذه الصفات فهو يستحق ان تمنحه صوتك لأنه امانة فاختيارك سيحدد مستقبل وطنك وابنائك، فاصنع مستقبلهم بكل أمانة.

لا تضيعهم بعنصريتك واصطفافك لابن قبيلتك وطائفتك وعائلتك الذين تحوم حولهم شبهات الفساد والسرقة والرشاوى.

اليوم، انت صانع الأمل لجيل المستقبل، عليك أمانة لا يمكن ان تُفرط بها، فكفى ببلدنا فساداً وتعطيلاً وجموداً، لقد تأخرنا واصبحنا من الدول المتخلفة بسبب خلافاتنا واختياراتنا السيئة، أصبحنا في أسفل القائمة في معظم المجالات ولم نستفد من فوائض الميزانيات بل لم نسعَ للتنوع في مصادر الدخل، لم نستطع ان ننهض بالتعليم ولا في المجال الصحي المتردي، ولم نُحل المشكلة الإسكانية التي اضاعت العديد من الأسر وجعلتهم يعيشون تحت وطأة الإيجارات التي تلتهم جزءاً كبيراً من الرواتب، فشلنا في إيجاد حل منطقي للتركيبة السكانية وأصبحت اعدادنا لا تتجاوز 30 في المئة من سكان البلد، شاهدنا بشكل يومي فساد بعض المسؤولين في تشققات وحُفر الشوارع التي اتلفت سياراتنا وهددت ارواحنا، عايشنا فساد سنوات سابقة بتوزيعات وترضيات للمزارع والجواخير والشاليهات وكذلك للقسائم الصناعية بينما من يستحق لم يحصل على حقه، تذمرنا مراراً من تعيينات براشوتية في مناصب قيادية جعلت ميزان العدالة الاجتماعية يميل كُل الميل.

اعتقد أن الناخب يعرف أكثر من ذلك... وأراهن على أن الاختيار في هذه الانتخابات سيُراعي جوانب الخلل وسيكون مختلفاً، بل تلك أمنية وليس اعتقاداً، فنحن نراهن على وعي الناخب الذي سيلقن كل فاسد درساً في العزة والكرامة والذود عن الوطن وكرامته ومقدراته وسمعته التي اضروا بها، والله من وراء القصد.

mesferalnais@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي