No Script

إطلالة

ارتفاع وانخفاض سعر الدولار... نعمة أم نقمة؟

تصغير
تكبير

يقول أحد الحكماء وهو جيم رون، «الوقت أثمن بكثير من المال، فأنت يمكنك أن تكسب المال ولكن لا يمكنك أن تكسب المزيد من الوقت».

لقد كثر الحديث عن احتمالية انعكاس انخفاض سعر الدولار على الاقتصاد العالمي، وكيف ستكون القيمة الشرائية للدولار بعد إعدامه، فالعالم يترقب عن كثب انهيار عملة الدولار في أغسطس المقبل بعد نزول «عملة بريكس» الجديدة، والتي تضم دولاً عدة متحدة مع بعضها، وهذا يجعلنا نتساءل: هل سيفقد الدولار قيمته ومكانته المالية فعلاً؟!

ونلاحظ هنا أن هذا الأمر بدأ يشغل بال الأميركان أنفسهم وبدأ فعلياً النقاش حول مصير عملتهم في المستقبل القريب، وكيفية سقوطها للمرة الأولى بالتاريخ، فكل الآراء ومقالات الكُتّاب تتفق بأن هناك مؤشراً جديداً للتهديد وأن خطة المصيدة هي تحالف بريكس الذي تترأسه الصين، وفعلاً بات العديد من الدول ومجموعات اقتصادية دولية تسعى بشكل متزايد الى التقليل من اعتمادها على الدولار الأميركي في تعاملاتها التجارية واللجوء الى عملات بديلة.

وهناك شبه اتفاق بين الإدارة الأميركية والكونغرس على دعم الدولار الأميركي في الأسواق العالمية ولكن في النهاية يبدو ان فشل التوصل الى الاتفاق قد ينذر بعواقب وخيمة في القريب العاجل، بينما في المقابل هناك تحالف قوي متين باسم «منظمة بريكس» القائم بين روسيا والبرازيل والصين والهند وجنوب أفريقيا، هؤلاء سيطرحون عملة جديدة باليوان الصيني في شهر أغسطس المقبل، والعملة لها مواصفات فريدة من نوعها لم ترها دول العالم أجمع وهي عملة ذات غطاء مطلي بالذهب ويمكن تبديلها بالذهب على عكس ما يجري لعملة الدولار أو اليورو الذي لا يمكنك تبديله بالذهب في الوقت الحالي، فمنذ فترة طويلة تبحث منظمة بريكس طرح عملة جديدة لتكون بديلة للدولار الأميركي وذلك لاستخدامها في التجارة العالمية.

فقد اشترت الصين 18 طناً من الذهب الخالص في مارس الماضي وكذلك سبق وأن اشترت 121 طناً من الذهب منذ شهر نوفمبر العام الماضي الى شهر مارس العام الجاري، فالعالم أجمع يتفق بأن الصين تقوم بنشاطات رهيبة وأعمال خطيرة لا نعلم مداها، ولكن من الملاحظ ان الصين ترغب بالتخلص من عملة الدولار بسرعة حتى تسوّق عملتها الجديدة مع منظمة بريكس المتحدة.

والمفاجأة هنا ان الصين تطلب من الدول الصديقة التي تصدر لها البترول ان تأخذ ثمنه بعملة اليوان الصيني، وهي خطوة لم تخطُها من قبل، إلا ان هذه الخطوة الجديدة بدأت فعلياً ان تتعامل معها مع روسيا، وروسيا من أولى الدول التي بدأت بالفعل التعامل مع العملة الصينية الجديدة والآن هي العملة الأكثر تداولاً في روسيا كلها منذ بداية الحرب على أوكرانيا بدعم الرئيس الروسي بوتين.

ويبقى السؤال المطروح هنا:

هل سيتم إعدام الدولار الأميركي في المنطقة بعد عملة منظمة بريكس الجديدة، ام ان الدولار مازال مهيمناً على دول العالم كونه متوافراً في جميع الأسواق العالمية؟!

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي