No Script

مشاهدات

الكشافة وعصر التكنولوجيا

تصغير
تكبير

صدقَ مَن قال:

إنّ النفس إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالباطل.

إنّ الشباب والفراغ والجدة: مفسدة للمرء أي مفسدة.

فماذا تفعل في وقت الفراغ؟ إن الإنسان يجب ألا يترك الأمان لوقت فراغه، لأن في هذا الوقت يظهر في العقل الكثير من الأفكار التي قد تكون سلبية، وهذه الأفكار يجب وأدها في أسرع وقت حتى لا تؤثر على نفسياتنا في ما بعد.

إن الفراغ سلاحٌ ذو حدّين، فهو إمّا نعمة وإما نقمة، لهذا فإن وقت الفراغ قد يكون خطراً خصوصاً في مرحلتي الطفولة والشباب.

ونخص بالذكر الفئة الطلابية في جميع مراحلها الدراسية والجامعية، فالمدرسة بداية رحلة كل تلميذ في طريق حياته العلمية والاجتماعية، فهي بعد الأسرة اللبنة الثانية لتربية النشء وتعليم الأجيال الأخلاق والمبادئ قبل تعليمهم الحساب واللغة.

فهؤلاء الطلبة بحاجة إلى النشاطات البدنية والفكرية والترفيهية، ولذلك فالمطلوب إعداد البرامج التي تعزز العلاقة التكاملية بين الطلبة والمعلمين.

وأول سؤال يتم طرحه في هذا الموضوع: ما هو أهم وأسمى نشاط من الممكن أن نختاره لأبنائنا؟

من هذا المنطلق، ونحن اليوم في عصر التكنولوجيا وعصر السرعة دعونا نسلّط الضوء على (الكشافة) والتعريف بها وعن أهميتها من خلال سرد تاريخها وأهدافها، وبعدها يأتي السؤال الثاني وهو هل أن الكشافة ذات أهمية، ونحن نعيش عصر التطور والتكنولوجيا؟

من المعروف أن (الكشافة) حركة شبابية عالمية تربوية تطوعية غير سياسية، هدفها تنمية مهارات الشباب بدنياً وعلمياً وفكرياً.

كما أن هذه الحركة الكشفية تهدف إلى تحقيق التنمية القصوى لقدرات الشباب البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية، كأفراد ومواطنين مسؤولين، وكأعضاء في مجتمعاتهم المحلية والقومية والعالمية حيث إنه يمكن القول: إنها نشاط تربوي تطوعي موجه للفتية والشباب وفق أهداف ومبادئ تتخذ من ميول وتوجهات ورغبات الفتى منذ صغره وسيلة لتنشئته نشأة صالحة، فمناهجها متنوعة ووسائلها متعددة، تحقق الرغبات وتشبع ميول منتسبيها، وتعتمد في برامجها على الممارسة واكتساب المعلومات والخبرات والمهارات.

فهي توفّر للشباب أو الصغار إمكانية الدخول في علاقات اجتماعية إيجابية تمكّنهم من التعرف على نماذج مميزة وقيادية في مجتمعاتهم وخارج نطاق أسرهم وأصدقائهم، حيث تؤثر هذه النماذج على أفكارهم وآرائهم وعلى حياتهم وتحدد توجهاتهم، كما تتيح لهم التفاعل البنّاء وتلقّي الاهتمام والتدريب مع الآخرين مِمّن يملكون الخبرات التي يحتاجها الشباب للنجاح في مجالات الحياة والمساهمة في صقل مواهبهم وتنميتها.

كما أن للكشافة دوراً رائعاً في اكتساب الشباب صفات سلوكية وقيماً اجتماعية من خلال الالتزام بالوعد والقانون الكشفي.

كما أن غرس صفات المواطنة الصادقة في نفوس الشباب، وحب الوطن والانتماء إليه، وطاعة ولي الأمر، والقيام بالواجب، والاعتزاز بأمجاد الوطن وتراثه، والمساهمة في خدمة وتنمية المجتمع.

يتعلّم الكشاف بواسطتها الاعتماد على النفس وتحمّل المسؤولية والصبر في سبيل التعلم وطاعة قائده، والعمل بتوجيهاته، كما تنمي فيه المروءة وعمل المعروف، تراعي المواهب وتنميتها وتفتح مجال الإبداع وتعود على دقة الملاحظة، توسع المدارك وتثري المعلومات وتزيد من ثقافة المنتسبين لها.

فمن الضروري جداً التعرف على فوائد الكشافة الرائعة، ومدى أهميتها من أجل الحصول على المعرفة الكاملة بهذا النشاط لأنها بمثابة دعامة قوية لأبنائنا الذين هم أجيال المستقبل القادم.

إن للحركة الكشفية فوائد ثمينة ورائعة، لذا، فإن الالتفات لها ضروري جداً، ومن فوائدها:

1 - تعطي الفرصة للحياة في الخلاء بين أحضان الطبيعة للتأمل في روعة الخالق.

2 - تشبع رغبات حب الاطلاع على البيئة والتعرف على مختلف مكوناتها، وعلى كل الكائنات الحية التي تعيش فيها وطريقة نموها وتفاعلها مع البيئة، والظروف المحيطة بها، والدقة في العمل.

3 - تعويد المنتسبين على الحياة الجماعية ومعايشة الآخرين وخدمتهم والتعاون معهم، وتحقيق المتعة واكتساب الصداقات والخبرات.

4 - الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية والصبر، في سبيل التعلم وطاعة القائد والعمل بتوجيهاته، كما تنمي فيه المروءة وعمل المعروف.

5 - رعاية المواهب وتنميتها، وفتح مجال الإبداع، والتعود على دقة الملاحظة.

6 - توسيع المدارك، وإثراء المعلومات؛ وزيادة ثقافة المنتسبين لها.

7 - تربي في النفوس قيم الصدق في القول والعمل والإخلاص، والأمانة والتعاون واحترام الكبير وفعل الخير وحُسن المعاملة.

8 - تزود المنتسبين لها بالمعارف والمهارات والخبرات، وتلبي احتياجات بناء أجسامهم وعقولهم، وتوسيع مداركهم.

كما أننا نود أن نلفت الانتباه إلى أن الالتحاق بالكشافة يعزّز الصحة الذهنية والبدنية، وذلك من خلال الكثير من الدراسات التي أُجريت، وكانت المفاجأة أن مَن تمتّعوا بأكبر قدر من الصحة النفسية والذهنية كانوا من الذين انخرطوا في صفوف الكشافة وهم أطفال، وهو الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن برامج الشباب التي تدعم المرونة والتفاعل الاجتماعي من خلال تطوير الإمكانات الذاتية للأطفال ودفعهم للتعلم الذاتي من خلال تجاربهم كانت بمثابة حماية عقلية حافظت على صحة العقل، كما أكد العلماء أن النشاط الكشفي يعتبر بمثابة مصحة علاجية شاملة للأطفال لما للنشاط البدني المكثف من أهمية في الاعتماد على الذات واكتشاف القدرات الكامنة والشخصية لكل طالب والتغلب عليها والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.

وأخيراً نتساءل:

لماذا لا نعمل على استغلال هذا التطور الكبير في زمننا الحالي الحادث في مختلف المجالات العلمية والثورة التكنولوجية المعاصرة لتغيير الكثير من المفاهيم والنظم على مستوى الفرد والجماعة في الحركة الكشفية؟ فنعمل على مواصلة السير لمواكبة التطورات المستمرة في هذه المجالات العلمية المهمة والتي تخدم المجتمع لأداء رسالتها الاجتماعية التي تسعى من أجل تحقيقها.

ومن أجل ذلك لا بد من وجود دور بارز لقادة الحركة الكشفية في الاستفادة من هذه التطورات المتسارعة على مدار الساعة دون توقف، بهدف تشجيع شباب الحركة الكشفية للاطلاع على الجديد في مجال التكنولوجيا وحضهم على التأهيل والتدريب المستمر في هذا المجال، ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع وليتمكنوا من أداء دورهم بكل كفاءة ونجاح، لأن عصرنا الحالي هو عصر التطور والتكنولوجيا المتطورة والذي لا بد من مواكبته بالعلوم والمعارف المختلفة التي تلبي طبيعة احتياج الفتية والشباب الكشفيين، وليتمكنوا من التعامل معها في ميادين الحياة الاجتماعية المختلفة، فالتكنولوجيا اليوم قد دخلت في جميع مجالات الحياة وأثرت فيها بصورة واضحة جداً.

ولهذا، فمن الضروري الإسراع في إعداد القادة الكشفيين إعداداً متواكباً مع هذا التطور الهائل، لأن أمامهم مهام تجعلهم مسؤولين عن تنفيذها تجاه الشباب والمجتمع... ومن أولويات مهامهم في هذا المجال:

- العمل على تنمية قدرات شباب الحركة الكشفية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

- إقامة الدورات والندوات والمحاضرات المتخصصة في مجالات التكنولوجيا المتعددة من أجل إشباع احتياجاتهم التقنية والمهنية.

- اكتشاف المواهب والمبدعين في هذه المجالات والعمل على صقلها وتنميتها وفق الإمكانات المتاحة.

- تشجيع شباب الحركة الكشفية على إعداد البحوث في هذه المجالات.

- التدريب على استخدام الإنترنت والبريد الإلكتروني والمساهمة في إدارة الحوار في المنتديات الإلكترونية الشبابية والكشفية.

- تدريب الشباب على إصدار النشرات الإلكترونية.

التكنولوجيات ودور الحركة الكشفية تجاه المجتمع:

يتسم دور الحركة الكشفية تجاه المجتمع في زمن التطور التكنولوجي الذي تعدّدت أغراضه ووسائله بتعدد احتياجات الحياة اليومية المتزايدة والتي فرضت بدائل متعدّدة تدخلت من خلالها التكنولوجيا إلى أعماق المجتمع وأصبحت خياراً لا مفرّ منه... وقد أدى ذلك إلى ضرورة قيام الحركة الكشفية بدورها في المجتمع عن طريق عكس هذه التطورات في عصرنا الحالي وتسخيرها من أجل خدمة المجتمع وتطوره...

فالحركة الكشفية يجب أن تكون دائماً تتعلّم وتتدرّب وتتطلع على كل جديد في عالم التطور في كل المجالات والعمل على نقل هذه المفاهيم والعلوم للمجتمع بشكل عام عن طريق توعية المجتمع بضرورة مواكبة هذا التطور وذلك من خلال تعريفهم بكيفية استخدام الكثير من وسائل التكنولوجيا والاستفادة منها في الجوانب الإيجابية والابتعاد عن استخداماتها السلبية التي تضر بسلوك الفرد والمجتمع... وذلك عن طريق إصدار النشرات التوعوية التي تبين كل ذلك.

من خلال مشاركتها في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية الموجهة للمجتمع.

ختاماً ... إن الحركة الكشفية الكويتية عريقة، وجمعية الكشافة الكويتية لها بعد زمني يدلّل على أصالة عملها التطوعي في دولتنا الحبيبة الكويت، كما يمنحها أفعالاً مشرفة متحققة، ولهذه الجمعية نشاطها العملي الخلّاق الملموس، ولذلك المطلوب الاهتمام من وزارة الإعلام وتسخير الإمكانات كافة لتغطية تلك الفعاليات، وإصدار النشرات على نطاق واسع في جميع وسائل الإعلام وعلى جميع الأصعدة من أجل أجيالنا القادمة لنتمكن من إعداد شباب ذي كفاءة عالية قياديين محترفين ينهضون بالوطن نهضة متطورة مندفعة إلى الأمام.

اللهمّ احفظ الكويتَ آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي