ضمن فاعلية «ليالي القراءة» في «مكتبة البابطين»
«المعهد الفرنسي»... استشعر «الخوف في روايات طالب الرفاعي»
- كاتالا: الأديب الرفاعي الأقرب إلى الفرنسيين في كتاباته
- الرفاعي: لحظة الكتابة لا أفكر بالخوف كعنصر من بناء العمل القصصي
- ساسي: أدخلنا في نفوس أبطاله... وعشنا معهم الخوف والفزع
«الخوف في روايات طالب الرفاعي... بين الواقع والتخييل»!
كان هذا عنوان الأمسية التي نظمها المعهد الفرنسي أمس، في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، ضمن فاعلية «ليالي القراءة».
وشهدت الأمسية، التي حاضرت فيها دكتورة الأدب الفرنسي سناء ساسي، حضور كل من السفيرة الفرنسية لدى الكويت كلير لو فليشر، والمستشار الثقافي مدير المعهد الفرنسي بينوا كاتالا، بالإضافة إلى الأديب الرفاعي، وباقة من المثقفين والإعلاميين.
في البداية، أكد كاتالا أن «ليالي القراءة» فرصة كبيرة للاحتفال بفن الكتابة والمؤلفين، مشيراً إلى أن الروائي طالب الرفاعي هو الأديب الكويتي الأقرب إلى القرّاء الفرنسيين في كتاباته، بحكم أن 6 من رواياته تُرجمت إلى الفرنسية وصار محل قراءة وبحث على الساحة الثقافية الفرنسية.
في غضون ذلك، أعربت ساسي عن سعادتها بهذه الأمسية التي أنارها الرفاعي، مضيفة «هذا شرف كبير، وأنا سعيدة جداً»، مبينة أنها حاولت أن تلخص أنواع الخوف التي وجدتها كقارئة في روايات طالب الرفاعي الثلاث، وهي «ظل الشمس»، «النجدي»، و«في الهنا».
وذكرت أن كل رواية احتوت على مواضيع مختلفة، لافتة إلى أن كل رواية تسرد قصة وأطروحة وتناقش مشكلة، ومن خلالها نحلل نفسية الشخصيات، موضحة أن «الرفاعي جعلنا كقراء ندخل في نفسية أبطال قصصه، ونعيش معها لحظات الخوف والفزع، وأن كل بطل من أبطاله يعيش مشاعر متعددة، يمكن أن نلخصها بكلمة خوف».
وفسّرت ساسي معنى الخوف في روايات الرفاعي، «فهو ليس شعوراً مفرداً، ولكن يتضمن جملة من المشاعر، إذ تفاجأت بالمشاعر التي يحس بها أبطال رواياته من الذي تتراوح درجاته بين الضعف والشدة حتى في بعض الأحيان ينسى البطل المكان والزمان الذي يعيش فيه».
وألمحت إلى أنها وجدت الكثير من الكلمات المعبرة عن الخوف في كتاباته، وقامت بعرضها في العرض المرئي الذي قدمته في المحاضرة، ومن ثم أعطت نماذج من الخوف، مثل «الخوف من العقاب الجزائي»، «الخوف من نظرة الآخر» و«الخوف الباطني».
وذكرت أن الخوف أدى إلى تداعيات عدوانية، مبينة أن شخوص رواياته ومنها «كوثر» في رواية «في الهنا» عانت من خوف اليأس، كذلك «حلمي» في رواية «ظل الشمس»، عانى هو الآخر من اشتباك في الإطار الزماني، والهلوسة، وفقدان مفهوم الوقت.
«الخوف غريزة مفيدة»
بدوره، قال الأديب الرفاعي إن الخوف غريزة مفيدة لحماية الإنسان، ويشكل هاجساً ملازماً للطبيعة البشرية، طوال حياة الإنسان، وفي مختلف الأوقات، مردفاً: «يتدرج الخوف من الإحساس بقرب ودنو الخطر الماحق الذي يدهم حياة الإنسان في الحروب والكوارث الطبيعية، إلى الخوف من عناصر البيئة، كالبحر والظلام والرعد والبرق والعواصف والفيضانات وبعض أنواع الحيوانات كالثعابين والزواحف، مروراً بالخوف من الممارسات اليومية، كركوب الطائرة وقيادة السيارة، واستخدام المصاعد، وصولاً إلى الخوف الذي يلازم الإنسان من الأمراض وكل ما ينغص عيشه».
وذكر أن الخوف واحدٌ من أهم العناصر الفنية التي يمكن أن يُبنى عليها العمل الروائي. «فبالإضافة إلى اشتراك كل البشر في الخوف، والتعاطف الذي قد يخلقه مع الشخصية، فيمكن النظر إليه بوصفه أحد أهم الميزات الفنية التي تمنح العمل وتيرة مهمة من الإثارة والتشويق».
وأضاف «في رواياتي الثلاث (ظل الشمس)، (النجدي) و(في الهنا)، يختلف حضور الخوف من شخصية إلى أخرى، ووفق لحظة المشهد الذي تمرّ فيه. فالخوف الذي يعيشه النوخذة علي ناصر النجدي، وهو يصارع العاصفة لينجو بنفسه، هو بالضرورة مختلف عن الخوف الذي يُربك حلمي بطل رواية (ظل الشمس) في الكيفية التي يتحتم عليه فيها مواجهة مصيره في البقاء بائساً في الكويت أو الرجوع بالفشل إلى بلده وأسرته. وخوف الشخصيتين، يختلف بالضرورة عن خوف الشابة كوثر في رواية (في الهنا) في إقدامها على الزواج من عشيقها مشاري الرجل المتزوج»!
وأكمل: «ليكن واضحاً أنني لحظة الكتابة لا أفكر بالخوف كعنصر من بناء العمل القصصي، إنما المحرك الأساس لأي كاتب إنما ينطلق من فكرة القصة أو الرواية، وما يريد الوصول إليه. ففي جميع أعمالي القصصية والروائية أكون ملمّاً وعارفاً ببداية الرواية ونهايتها، لكن المغامرة الكبيرة، والخوف الأكبر الذي يلازم أي كاتب إنما يكمن في التفاصيل التي ستملأ الفراغات في ما بين البداية والنهاية».
«حب الأدب»
أكدت ساسي أن الذي دفعها لتحليل شخوص الرفاعي هو حب الأدب، «وكنت أود أن أعرف من هو طالب الرفاعي، الذي يتحدث عنه الناس في فرنسا والكويت والعالم العربي بصفة عامة، وتفاجأت بأسلوبه في كتاباته، وكنت طوال الوقت أشعر وكأني أقرأ للروائي الفرنسي ألبير كامو».