ترحيب كبير بلاعبي «الديوك» رغم فقدان اللقب
استقبال حاشد لأبطال العالم في بوينس أيرس
فيما حظي منتخب الأرجنتين الفائز بكأس العالم لكرة القدم 2022 وقائده ليونيل ميسي باستقبال حاشد، فجر أمس، لدى وصوله إلى بوينس أيرس قادماً من قطر، نال منتخب فرنسا الوصيف استقبالاً كبيراً في باريس رغم فقدانه اللقب.
وتوّج منتخب الـ «تانغو» باللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعد 1978 و1986، بالفوز على فرنسا 4-2 بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي في نهائي مجنون ومشوق أمام نحو 90 ألف متفرج في استاد «لوسيل» في الدوحة، ليحرم ميسي منتخب «الديوك» المتوّج في 1998 و2018 من لقب ثالث.
في بوينس أيرس، وصلت طائرة أبطال العالم إلى مطار «إيسيسا» الدولي فجراً، وأمضى اللاعبون ليلتهم في مجمع تدريب الاتحاد الأرجنتيني قرب المطار.
ثم باشروا جولة في وسط المدينة، حيث كان في استقبالهم الملايين في الشوارع مع إعلان عطلة رسمية في البلاد.
وكتب على لافتة مُعلّقة على كشك صحف: «متوّجون بالمجد»، فيما نشرت صحيفتا «كلارين» و«لابرنسا» عبارات «شكراً» على صفحاتها لميسي ورفاقه لفوزهم باللقب.
ميسي، الذي سجّل هدفين في النهائي، كان أول لاعب ينزل من الطائرة حاملاً كأس البطولة وبعده مباشرة المدرب ليونيل سكالوني، ثم المهاجم خوليان الفاريز، الذي سجّل 4 أهداف في المونديال.
ووضعت صورة لميسي على ذيل الطائرة مع عبارة «فريق واحد، بلد واحد، حلم واحد».
وبعدما نزل اللاعبون من الطائرة، شقّوا طريقهم على سجادة حمراء وصولاً إلى حافلة مكشوفة على وقع أغنية «Muchachos» الخاصة بهم لكأس العالم التي أدتها فرقة «لا موسكا».
وظفر «البرغوث» أخيراً بالكأس وقبّلها واحتضنها وحملها بعدما طاردها أربع مرات من دون جدوى، أقربها في نهائي 2014 عندما خسر أمام ألمانيا بهدف قاتل بعد التمديد.
وانضم أفضل لاعب في العالم 7 مرات، إلى مواطنه «الأسطورة» الراحل دييغو مارادونا، الذي قاد بلاده إلى لقب 1986 بعد هدفين «خارقين» في مرمى إنكلترا في ربع النهائي، وبات بمقدور عشاقه المقارنة بينهما، وربما مع البرازيلي بيليه بطل العالم 3 مرات بين 1958 و1970.
وقال ريكاردو غرونفلد (65 عاماً): «أتذكر عام 1986، ولكن هذا الانتصار بالأمس كان مؤثراً أكثر».
وفي باريس، احتشد الآلاف من المشجعين للترحيب بمنتخب فرنسا وصيف البطل.
وملأ المشجعون ساحة كونكورد في وسط العاصمة للترحيب بلاعبي منتخب «الديوك» الذين انتقلوا مباشرة من المطار.
وعلى الرغم من فقدان اللقب، ظهر اللاعبون الفرنسيون الـ 24، وبينهم المهاجم كيليان مبابي، الذي فشلت ثلاثيته في النهائي في تحقيق اللقب، على الشرفة وسط تصفيق عارم.
وقال المهاجم ماركوس تورام لقناة الـ «تي أف 1»: «بصراحة، إنه أمرٌ رائع، ويسعد القلب، إنه لمن دواعي سروري أن نرى أننا تمكنا من جعل الكثير من الفرنسيين فخورين وسعداء».
وتابع: «أردنا رؤيتهم عندما عدنا من الدوحة لأنني أعتقد أنها الحد الأدنى من الشكر على دعمهم. علمنا قبل المباراة أننا سنشاهد من قبل الملايين من الفرنسيين، وللأسف لم نتمكن من الفوز، ولكن الأكيد أنهم فخورون بنا و هذا هو أهم شيء».
بدوره، صرّح حارس المرمى والقائد هوغو لوريس إنها كانت فرصة «للترحيب بهم (الجماهير)، وشكرهم على دعمهم، وبعد آلام الأمس، للحصول على مواساتهم».
ولم يرغب أي من لاعبي «الديوك» في التحدث أمام حشد من الصحافيين الموجودين على المدرج، فيما بدا مبابي حزيناً أثناء خروجه من الطائرة.
وقال المهاجم المخضرم أوليفييه جيرو لقناة «تي أف 1»: «هذه اللحظات عليك أن تعيشها كما لو كانت الأخيرة، تذوق، استمتع. إنها السعادة فقط على أي حال. سنحصل على عناق كبير ونغادر، وسنكون قادرين على الاستمتاع والذهاب في إجازة، وإعادة شحن البطاريات لأن هناك النصف الثاني من الموسم لخوضه».
وأضاف: «لكن على أي حال، يؤلمني دائماً أن افترق عن الرجال الذين قضينا الوقت معهم، جميعاً، حيث كنا متحدّين كعائلة لنحو شهر ونصف الشهر كنا كعائلة مثل الإخوة، وأتمنى أن يستمر ذلك».
وذكرت القناة أنّ رقماً قياسياً تاريخياً بمجموع 24.08 مليون شخص شاهدوا المباراة النهائية عبر شاشتها.
الإفلات من حادثة
كادت أن تتسبب حادثة، خلال استقبال منتخب الأرجنتين، أمس، في تحويل فرحة الأرجنتينيين بكأس العالم 2022 في قطر إلى مأساة، لولا تدارك نجوم الـ «تانغو» للواقعة.
وكان الاتحاد الأرجنتيني أعلن في وقت سابق أن المنتخب سيحتفل بفوزه باللقب في نصب «أوبيليسكو»، حيث جرى العرف في الاحتفال بالإنجازات الرياضية.
وأظهرت لقطات الفيديو نجوم المنتخب، على رأسهم ليونيل ميسي وأنخل دي ماريا، يحملون كأس العالم خلال تجولهم في شوارع بوينس أيرس، وهم يجلسون في الحافلة المكشوفة ليتفاجأوا بأسلاك الكهرباء تصطدم بهم لولا انتباههم في اللحظات الأخيرة.