No Script

خواطر صعلوك

أترضاه لأختك...؟!

تصغير
تكبير

ما زال الكثير من الكتاب والمثقفين الليبراليين يضيّعون وقتهم في الهجوم على النواب الإسلاميين وتدخلاتهم في الحياة الشخصية، ويعتبرون الكويت تسير على خُطى «قندهار»... فأينما يمّمتَ وجهك تجد أحدهم يصرخ أننا نتخلّف بسبب النواب الإسلاميين، وآخر يحتفي بتحقيق فعالية مختلطة، وثالث يرقص طرباً وفرحاً لأن دورة رياضية تمت رغم أنف الجميع... ليتحول الصراع الليبرالي الإسلامي - الذي يفترض أن يأخذنا خطوة للأمام في الوعي- إلى صراع سطحي جداً لأناس تتكلّم بنصف وعي وترى بنصف عين.

ولأن المرء لا يرى عيب نفسه، فكلا الفريقين سواء من الليبراليين أو النواب الإسلاميين يغوصون في المشاكل والإثارة دون إيجاد بدائل وحلول، ويدخلون في دوّامات من ردود الفعل التي تشوه صورة الكويت، في الوقت الذي يمتدح فيه الفريقان ما وصلت له دول الخليج، سواءً على مستوى الحريات الفردية أو مستوى تنظيم العمل الدعوي والمحافظة على التراث والهوية.

فعلى من لا يملكون إلّا ألسنتهم في بلاد صغيرة مثل بلادنا أن يقتصدوا في ادعاءاتهم، وألا يحتفوا بإنجازات أقل ما يقال عنها إنها لا تليق بالمنظومة الفكرية للكويت البلد الديموقراطي العريق.

أحترم وأقدر الليبرالي المُؤمن بالثوابت الدستورية والحرية الشخصية، مع احترام حق الآخرين في ممارسة ما يرونه مناسباً، كما أحترم السياسي الإسلامي المؤمن بالثوابت الدينية وأهمية المحافظة على المجال العام والحفاظ على الموروث الديني... ولكن يا «جماعة» رغم كل هذه الثوابت سواءً الدستورية أو الدينية إلا أن صراعكم بهذا الشكل حول «فعاليات» يجعل كل المنظومة الفكرية عُرضة للانهيار.

الكاتب أو المفكر الليبرالي الذي اعتاد وأدمنَ على «اللايك» والرتويت في وسائل التواصل نتيجة طرحه العقلاني والمنطقي وتفاعل الجماهير معه، عندما يكتشف أن إبداعه ذَبُل وموهبته جفّت، ولم يعد يحصل على التفاعل ذاته، يضطر أن يتعرى فكرياً ويتطرف في الهجوم على العادات والتقاليد والمعروف والسائد لعله يجتذب «رتويت» الجماهير مرة أخرى أو جذب جماهير جديدة... والشيء نفسه بالنسبة للنائب الإسلامي الذي يتجه لقوانين دون مشاركة المجتمع أو احترام آرائهم لكي تصفق له جماهير أخرى.

واسمح لي عزيزي القارئ، أن أضرب لك مثلاً لسطحية الصراع وأين وصل؟... يسخر البعض من شعار «أترضاه لأختك» على اعتبار أنه سطحي جداً، ولكنه في الواقع عميق جداً لو سمحنا لأنفسنا أن نتأمل فيه قليلاً، فالموضوع ليس فقط في نشاط رياضي أو حفلات غنائية أو جلسات مختلطة أو أندية لليوغا والرقص الشرقي، بل شعار «أترضاه لأختك» يشمل رفض تعرض أي امرأة للمهانة والقهر على يد أي صاحب سلطة، ويدعو أن نرفض جميعاً أن يُسلب حق أي امرأة في وظيفة أو ترقية أو فرصة أو خدمة تقدمها الحكومة، ويرفض التحرش كما يرفض حق حرمان التعليم، ويرفض العنف الأسري كما يرفض المجون والخلاعة... وكل ذلك من باب «أترضاه لأختك»... ولكن الليبراليين والإسلاميين على السواء يأخذون هذا الشعار لمساحات أخرى في قطاع الترفيه أو حكايات العاشقين وأندية الاختلاط. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي