«أسود الأطلس» فرضوا أنفسهم بين أفضل 8 منتخبات في مونديال قطر
... «للكبار فقط»
- البرازيل والبرتغال كشّرا عن أنيابهما في ثُمن النهائي
- الأرجنتين استفادت من ميسي لحسم مواجهاتها
- الإنكليز جاهزون لمعانقة الذهب مرة ثانية
- هولندا عادت بعد غياب... جيرو ومبابي على الموعد
- لاعبو كرواتيا غير قادرين على خوض 90 دقيقة كاملة
اخترق منتخب المغرب حاجز الواقعية التي خيّمت على نتائج مباريات الدور ثُمن النهائي من كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، مانعاً بذلك الهيمنة الأوروبية والأميركية الجنوبية على الأدوار الثلاثة النهائية من المونديال، بعد فوزه المثير على نظيره الإسباني بثلاثية نظيفة بركلات الترجيح، بتألق حامي عرينه ياسين بونو، الذي بات أول حارس عربي يصدّ ركلتي ترجيح في تاريخ الحدث العالمي.
ومع انتهاء ثُمن النهائي، كانت جميع التوقعات تقريباً في محلها، إذ تفوّقت الخبرة التي تملكها كبار المنتخبات، على الطموح والأمنيات التي رافقت تأهل الضيوف غير الدائمين على الأدوار الإقصائية، مع استثناء «أسود الأطلس» الذين تفوّقوا على «لا روخا»، وباتوا أول منتخب عربي يصل إلى ربع النهائي في تاريخ المونديال.
وفي نظرة سريعة على النتائج، يظهر للعيان أن البرازيل والبرتغال كشّرا عن أنيابهما في بداية الجدّ، والتهما منافسيهما الكوري الجنوبي 4-1 وسويسرا 6-1 توالياً بأعلى نتيجتين، خصوصاً أنهما سجّلاً عدداً كبيراً من الأهداف في النصف الساعة الأول من اللقاءين، ليثبتا مجدّداً علو كعبهما وجديتهما في عدم إفلات اللقب منهما.
وكان ملاحظاً أن مدربي الـ «سيليساو» تيتي و«برازيل أوروبا» فرناندو سانتوس، عمدا إلى الاستفادة من أكبر عدد ممكن من اللاعبين في صفوفهما، لدرجة أن سانتوس، اتخذ قراراً شجاعاً وأبقى النجم كريستيانو رونالدو على مقاعد الاحتياط للمرة الأولى في هذا المونديال، من دون أن يتأثر المنتخب البرتغالي، حيث حقّق انتصاراً هو الأعلى في الأدوار الإقصائية في تاريخ كأس العالم.
من جهته، عمد تيتي إلى إجراء تبديلات جعلت من البرازيل أن تصبح أول منتخب في تاريخ كأس العالم يُشرك جميع لاعبيه الـ 26 المسجلين في القائمة في المباريات التي خاضها حتى الآن.
في الوقت نفسه، كان المنتخب الهولندي على الموعد، وتمكن من إنهاء مشوار خصمه الأميركي 3-1، في مباراة تألق فيها جميع نجومه وعلى رأسهم ممفيس ديباي، العائد من الإصابة، وفرضوا أنفسهم ضيوفاً على الدور ربع النهائي، بعد غياب عن النسخة الأخيرة في روسيا.
من ناحيته، لم يخيّب أبطال العالم آمال عشاقهم، مع تألقهم بقيادة أوليفييه جيرو، الذي كان على الموعد أمام بولندا وبات الهداف التاريخي للمنتخب الفرنسي بـ 52 هدفاً، متفوّقاً بفارق هدف واحد على «الغزال الأسمر» تييري هنري، وكيليان مبابي، الذي انفرد بصدارة ترتيب الهدافين برصيد 5 أهداف، ورافعاً رصيده الى 9 أهداف في نسختي روسيا وقطر.
كما كان منتخب كرواتيا، وصيف بطل العالم، على موعد مع صديقته المقرّبة وهي ركلات الترجيح، التي ابتسمت له مجدّداً وقادته الى الفوز على اليابان 3-1، في لقاء أثبت للمراقبين تأثّر رجال المدرب زلاتكو داليتش بتقدّم أعمار لاعبيه وعدم قدرتهم على خوض الدقائق الـ 90 بالنسق نفسه، وبيّن لهم في الوقت نفسه ذكاء ديليتش في الاستفادة من قدرات هؤلاء حتى آخر لحظة، والسير بالمباراة، حسب ما يخطط لها، في «كلاكيت» بدأ للمرة الثانية بعد إثبات نجاحه في روسيا، حيث بلغ النهائي.
أما الأرجنتين، فقد استمرت بهوايتها بحسم المباريات بذكاء وحرفية نجمها ليونيل ميسي، الذي نجح بقيادة رفاقه للفوز على أستراليا 2-1، في مباراة نجح بها الـ «كنغارو» في إزعاج خصمه أكثر من مرة، وكاد أن يستفيد من رعونة المهاجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، لولا تألق الحارس إيميليانو مارتينيز، خصوصاً في اللحظات الأخيرة من اللقاء.
وأثبت المنتخب الإنكليزي مجدّداً، أنه في مقدّمة المرشّحين لحصد اللقب الغائب عن خزائنه منذ العام 1966، من خلال توليفة متجانسة تمكن المدرب غاريث ساوثغيت من إيجادها، تجمع بين لاعبي الخبرة والشباب، والحرفية، بقيادة الهداف هاري كاين، الذي كسر صمته التهديفي أمام السنغال، وبمعاونة أبرز لاعبي الوسط في المونديال جود بيلينغهام وبوكايو ساكا، فضلاً عن إعادة منح الثقة للنجم الساطع فيل فودن القادر على الوصول بـ«الأسود الثلاثة» إلى أبعد الأدوار.