إنريكي... اختار مصيره
- منتخب «لا روخا» سقط في اختبار ركلات الترجيح للمرة الرابعة من أصل 5
بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من انتهاء المشوار عند الدور الأول نتيجة تقدم كوستاريكا على ألمانيا في الجولة الثالثة الأخيرة، اعتقد الإسبان أن الحظ أسعفهم بإنهائهم المجموعة الخامسة في الوصافة، لأنهم سيتجنبون بذلك كرواتيا والأرجنتين والبرازيل في طريقهم المأمول الى نهائي مونديال قطر.
وزعم مدرب «لا روخا» لويس إنريكي بحسب «أ ف ب»، أنه لم يكن يتابع نتيجة المباراة الثانية في الجولة الأخيرة بين ألمانيا وكوستاريكا التي تقدمت لثلاث دقائق على أبطال العالم 4 مرات، تزامناً مع تخلف إسبانيا أمام اليابان، ما كان يعني خروج أبطال 2010 و«دي مانشافت» معاً من دور المجموعات.
وأجاب إنريكي عن سؤال في شأن تلك اللحظة من المباراتين قائلاً: «هل كنا خارج البطولة في هذه الدقائق الثلاث؟ لماذا تُعلِموني بذلك؟ لم أكن أعلم. كنت مركّزاً على مباراتنا ولو علمت بذلك لأصبت بأزمة قلبية».
وشكك كُثر بجدية إسبانيا أمام اليابان واشتبهت تقارير بأن إنريكي درس مسار القرعة وكان يفضل بالتالي أن يحل في وصافة المجموعة، على أن يكون المغرب بوابة عبور «لا روخا» الى ربع النهائي، ولكن الصاعقة المغربية حلّت في ملعب «المدينة التعليمية»، وانتهى مشوار أبطال 2010 في حجنوب أفريقيا عند ثُمن النهائي للنسخة الثانية توالياً.
وقد يكون إنريكي مدركاً لتاريخ إسبانيا السيئ في ركلات الترجيح، ولذلك طلب من كل لاعب أن ينفذ ألف ركلة ترجيحية قبل الوصول إلى قطر، ولكن يبدو أن لعنة ركلات «الحظ» لم تفارق منتخب «لا روخا» فسقط في اختبارها للمرة الرابعة من أصل 5، بعد ربع نهائي مونديال 1986 ضد بلجيكا، وربع نهائي مونديال 2002 ضد كوريا الجنوبية، وثمن نهائي مونديال 2018 ضد روسيا، والآن ضد المغرب.
وتعتبر هذه الهزيمة مؤلمة جداً لفريق بدأ مشواره بانتصار تاريخي على كوستاريكا بسباعية، جعلت الجميع يرشحونه ليكون الرقم الصعب في النسخة الـ 22.
وقد تدفع هزيمة من هذا النوع أكبر المدربين الى التخلّي عن منصبهم، لكن إنريكي يود «البقاء مدرباً لإسبانيا طيلة حياتي، لكن يتوجّب عليّ التفكير بالأمر»، وفق ما أفاد بعد صدمة خروج كتبيته الشابة بقيادة غافي وبيدري ومساندة من المخضرم سيرخيو بوسكيتس.
وردّاً على سؤال في شأن مستقبله، قال إنريكي: «لا يمكنني الإجابة لأني لا أعلم، أمام المنتخب المتسع من الوقت، وأنا سعيد مع الاتحاد الإسباني والرئيس، ولو كان الأمر يعود لي، لبقيت طيلة حياتي، لكن الأمر ليس كذلك إذ يجب أن أفكر بهدوء بما هو الأفضل لي وللمنتخب الوطني، وكل الأوضاع سيكون لها تأثيرات».
جاء إنريكي الى المنتخب من أجل محاولة إخراجه من خيبة الخروج من ثُمن نهائي مونديال روسيا 2018، حين سقط أمام البلد المضيف بركلات الترجيح، ولكنه اضطر الى ترك منصبه بعدما عجز عن إكمال مهمته بسبب مرض ابنته شانا، التي توفيت في أواخر أغسطس 2019 بعد صراع مع مرض سرطان العظام، فناب عنه مساعده روبرت مورينو ونجح في قيادة «لا روخا» الى نهائيات كأس أوروبا 2020، قبل أن يعود ويترك المهمة للاعب الوسط السابق في نوفمبر 2019.