مبابي... يُقلق الإنكليز
كحال جميع المدربين الذين يواجهون المنتخب الفرنسي أو باريس سان جرمان، سيكون مدرب منتخب إنكلترا غاريث ساوثغيت، السبت، أمام معضلة كيفية إيقاف الهداف كيليان مبابي، حين يصطدم الإنكليز مع حاملي اللقب في ربع نهائي مونديال قطر.
وسيكون تأهل إنكلترا الى نصف النهائي الكبير الثالث توالياً مرتبطاً بشكل كبير بايجاد الحلول المناسبة للتعامل مع معضلة مبابي، التي عجز أي منتخب عن حلها حتى الآن في النهائيات.
كيف يمكن لأي منتخب إخضاع لاعب يتمتع بمزيج رهيب من السرعة الخارقة والمهارات المذّهلة والحس التهديفي القاتل؟
من أستراليا الى الدنمارك وبولندا. فشلت جميع المنتخبات التي واجهها مبابي في النهائيات في ايجاد الإجابة المناسبة، وكانت النتيجة أن سجّل 5 أهداف في 3 مباريات وفشل في واحدة كانت ضد تونس، لكنه شارك فيها كبديل بما أن بلاده كانت ضامنة تأهلها.
ولخّص مدافع بولندا ماتي كاش اللغز الذي طرحه مبابي بعد هدفين رائعين في فوز فرنسا 3-1 خلال ثُمن النهائي.
وقال كاش: «لم أكن أعرف ما إذا كان عليّ الدفاع متراجعاً أمامه أو التضييق عليه. عندما ضيّقت الخناق عليه، التف عليّ وتخطاني. عندما يستلم الكرة ثم يتوقف ومن بعدها ينطلق، فهو أسرع شيء رأيته في حياتي».
وتابع: «إنه من مستوى آخر. السرعة، الحركة. انظروا الى الطريقة التي ينهي بها الهجمات. لديه كل شيء».
وبعد أربعة أعوام من تألقه في مونديال روسيا ومساهمته في قيادة فرنسا الى لقبها العالمي الثاني، بات مبابي كابوس الدفاعات.
وسجّل مبابي (23 عاماً) 9 أهداف حتى الآن في مونديالين، ليُصبح على المسافة ذاتها من زميله في «سان جرمان»، الأرجنتيني ليونيل ميسي وأكثر بهدف من البرتغالي كريستيانو رونالدو، على الرغم من أن الأخيرين يخوضان النهائيات للمرة الخامسة.
الآن، حان دور ساوثغيت كي ينشغل بمعضلة إيقاف مبابي.
وعلّق مدرب «الأسود الثلاثة» على مواجهة نجم موناكو السابق، قائلاً: «انظروا، إنه لاعب من الطراز العالمي ودائماً على الموعد حين يكون الفريق بحاجة إليه. هذا ما يفعله هؤلاء اللاعبون الكبار. هذا هو التحدّي الذي نواجهه».
إذن، ما الذي سيفعله ساوثغيت لمواجهة تهديد مبابي؟
قد يجد الحل بالانتقال من خطة 3-3-4 الى 3-4-3 أو 2-5-3، ما سيسمح لكايل ووكر بالانتقال من الظهير الأيمن لقلب الدفاع.
ما يشغل بال ساوثغيت هو كيفية تجنّب الموقف، الذي يجد فيه مبابي وزميله عثمان ديمبيلي نفسيهما مع سرعتهما الهائلة في مواجهة بطء المدافع هاري ماغواير.
ونقل ووكر من شأنه أن يمنح ماغواير المساعدة، لكنه سيترك أيضاً ساوثغيت عرضة للانتقادات باتهامه أنه مدرب سلبي يهتم بخنق الخصم أكثر من السماح لنجومه بالتعبير عن أنفسهم.
وتعرّض ساوثغيت لانتقادات شديدة بعد عودته الى خطة 3-4-3 في نهائي كأس أوروبا صيف 2021 أمام إيطاليا، مما تسبب بتراجع أداء المنتخب، الذي خسر في نهاية المطاف بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وعوضاً عن تغيير تشكيل الفريق، قد يستلهم ساوثغيت من دور ووكر في فوز مانشستر سيتي على «سان جرمان» في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
وأوكل المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا لووكر مهمة تحجيم مبابي من مركز الظهير الأيمن، ونجح في هذه المهمّة ليمنع النجم الفرنسي من التسجيل.
وتحدث المدافع الإنكليزي السابق غاري نيفيل عن فرص ووكر في تحجيم مبابي، قائلاً: «لا أستطيع التفكير بأي ظهير أيمن آخر في العالم أفضل لمواجهته (مبابي)».
وتابع: «كايل سيضيّق الخناق عليه، لديه سرعة أكبر من المدافعين البولنديين. هذا لا يعني أن كايل سيخرجه من اللعبة. إنه لاعب مذهل، أفضل لاعب جديد في العالم».
بالإضافة الى فوز ووكر في مبارزاته الفردية مع مبابي، يعتقد نيفيل أنه من الضروري حرمان نجم «سان جرمان» من تلقي الكرات من زميليه المهاجمين أوليفييه جيرو وأنطوان غريزمان.
ورأى «إذا نجحوا في منعه من تسلم الكرات من جيرو وغريزمان في المنطقة الوسطية، فهذا يعني أن مبابي سيتلقى تمريرات أقل خطورة بكثير».
لكن بغض النظر عن حجم التخطيط الإنكليزي لإيقاف مبابي، يعلم كاش من تجربته المؤلمة أن لا شيء يمكن أن يعدهم حقاً لمواجهة مثل هذه الموهبة الفريدة.
وقال البولندي في هذا الصدد: «قضيت فترة ما بعد الظهر في مشاهدة مقاطع فيديو عنه، لكني أشاهد مقاطع الفيديو وأنا مستلقٍ على السرير. في الحياة الواقعية، إنه يحرق ساقَيَّ، هذا هو الفارق».