المغرب - إسبانيا... مباراة للتاريخ مجدّداً
- طموح «أسود الأطلس» ربع النهائي للمرة الأولى
«موعد مع إنجاز جديد يسطّر في أوراق التاريخ»، شعار يرفعه المنتخب المغربي في مشاركته السادسة في نهائيات كأس العالم، عندما يواجه جاره ونظيره الإسباني، اليوم، على استاد «المدينة التعليمية»، في ختام ثُمن نهائي مونديال قطر.
وكان المنتخبان قد التقيا مرة واحدة في كأس العالم وكانت في النسخة الأخيرة عام 2018 في روسيا، عندما كان المغرب قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز بعدما تقدّم 2-1 حتى الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، قبل أن يدرك الإسبان التعادل، بعدما تواجها أيضاً عام 1961 في الملحق الأفريقي- الأوروبي المؤهل الى نسخة تشيلي في العام التالي، وفازت إسبانيا بهف ذهاباً و3-2 إياباً.
ويسعى «أسود الأطلس»، حاملو لواء التمثيل العربي في أول الأدوار الإقصائية، إلى تكرار إنجاز 1986 في المكسيك، عندما كانوا أول منتخب عربي وأفريقي يتأهل الى مرحلة خروج المغلوب، قبل خروجه على يد ألمانيا «الغربية» السابقة بهدف لوثر ماتيوس، إلى تحقيق ما فشل فيه الجيل الذهبي بقيادة محمد التيمومي وعزيز بودربالة، وكتابة تاريخ جديد ببلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات العربية، وتكرار إنجاز الكاميرون والسنغال وغانا أعوام 1990 و2002 و2010 توالياً.
ولعل ما يزيد حماس «أسود الأطلس» هو ما يروّج حول «استصغار» الإسبان لهم، بعدما فضلوا إنهاء الدور الأول في المركز الثاني ضمن المجموعة الخامسة، لتفادي مواجهة البرازيل في ربع النهائي والأرجنتين في نصف النهائي، إذا استمروا في المونديال.
يأتي ذلك، بعدما نجح المغاربة في إحداث إحدى أبرز المفاجآت في المونديال، وتصدّرهم المجموعة السادسة، بعد الفوز على وصيف وثالث بطل العالم 2018 كرواتيا وبلجيكا توالياً، وكانوا أيضاً على موعد مع التاريخ، بعدما باتوا أول منتخب عربي يصعد إلى دور الـ16 في نسختين لكأس العالم، بعدما حقّق منتخبا السعودية والجزائر الإنجاز ذاته مرة واحدة في نسختي 1994 و2014 توالياً.
ويطمع المنتخب في لقائه الـ20 في كأس العالم، التي بدأت عام 1970 في المكسيك، في تحقيق انتصاره الخامس في المونديال، ليفض شراكته مع «الأخضر» السعودي كأكثر المنتخبات العربية فوزاً، برصيد 4 انتصارات لكل منهما.
ويأمل منتخب المغرب أيضاً في تحقيق فوزهم الرابع على المنتخبات الأوروبية في الحدث العالمي، بعدما تغلّب على البرتغال وأسكتلندا في نسختي 1986 و1998، بالإضافة الى بلجيكا في النسخة الراهنة.
ويعوّل المغرب على خبرة لاعبيه ومعرفتهم الجيدة بالكرة الإسبانية، خصوصاً حارس مرمى إشبيلية، ياسين بونو صاحب جائزة «زامورا» لأفضل حارس مرمى في «لاليغا» الموسم الماضي، وزميله في النادي يوسف النصيري، إلى جانب واعد برشلونة المُعار إلى أساسونا عبد الصمد الزلزولي، وأشرف حكيمي، الذي بدأ مسيرته مع ريال مدريد وبلد الوليد، وحارس المرمى الثاني منير المحمدي، الذي دافع سابقاً عن ألوان ملقة وألميريا ونومانسيا، في وقت يعتمد المدرب وليد الركراكي أيضاً، على المهاجم العائد عن اعتزاله دولياً حكيم زياش، والذي أثبت مجدّداً قدرته على «المشاغبة» في منطقة جزاء الخصم، وتسجيل الأهداف من أنصاف الفرص.
من جهته، يمتلك منتخب إسبانيا إمكانات عالية فردياً وجماعياً، وهو قادر على امتلاك الكرة بنسبة كبيرة، وقد تخطّى مع مشاركته الـ16، الدور الأول للمرة الـ 11.
وكانت المواجهة الأولى لإسبانيا ضد المنتخبات العربية في مونديال 1986، عندما تغلّبت على الجزائر بثلاثية في مرحلة المجموعات، قبل أن تفوز على تونس 3-1، ثم على السعودية بهدف نظيف في الدور ذاته في نسخة 2006 في ألمانيا.
ويعتمد المدرب لويس إنريكي على تشكيلة تجمع الخبرة والشباب، بقيادة لاعب الوسط المخضرم سيرخيو بوسكيتس، الهداف ألفارو موراتا (3 أهداف في المونديال الراهن)، فيران توريس، داني أولمو، ولاعبَي الوسط الشابين غافي وبيدري، الذين يطمحون الى إعادة أمجاد الفترة الذهبية التي عاشها الـ «ماتادور»، عندما توّج بلقب كأس الأمم الأوروبية عامي 2008 و2012، وبلقب كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.