6 حكمات يشاركن في مونديال قطر للمرّة الأولى في التاريخ
العيون تراقب... «الجنس الناعم»
- قليط لـ «الراي»:
- «فيفا» حرص على بناء منظومة متكاملة للتحكيم النسائي
- بعض الحكمات يتفوّقن على الرجال بشخصيتهن القوية وجرأتهن واحترافيتهن
تتجه الأنظار مع انطلاقة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، اليوم، إلى ذوي القمصان الصفراء (الحكام) الذين ستوكل إليهم مهمة قيادة المباريات الـ 64 للحدث المنتظر، من قضاة الساحة مروراً بالمساعدين وصولاً إلى حكام الـ «VAR» الذين يلعبون دور المساندة في اللقطات الحرجة والذين يحضرون للمرة الثانية بعد مشاركتهم في نسخة روسيا 2018.
وتبرز هنا مسألة الحضور النسائي للمرة الأولى في تاريخ العرس العالمي منذ انطلاقه في العام 1930، ما يظهر الثقة الكبيرة التي باتت تتمتع بها النساء في عالم المستديرة، من قبل المسؤولين من أعلى هرم في اللعبة وهو الاتحاد الدولي «فيفا»، وصولاً إلى الجماهير الحاضرة في أروقة الملاعب أو من خلال الشاشات وفي الساحات.
6 حكمات يزيّن البطولة بما يظهر التنوع والحرص على تمثيل جميع قارات العالم في هذا الإطار، وهو ما يرى النقاد أنه سيكون بمثابة «سيف ذو حدين»، إذ قد يصبح الحضور النسائي دائماً في النسخات المستقبلية، أو قد يعود للغياب عن المشهد في حال الفشل، بحسب الأداء والنتائج المترتبة عليه بدءاً من 20 الجاري.
ويرى الجميع أن الحكمات المختارات، وهن الفرنسية ستيفاني فرابارت، الرواندية سليمة موكاسانغا واليابانية يوشيمي ياماشيتا للساحة، والبرازيلية نويزا باك، المكسيكية كارين دياز ميدينا والأميركية كاثرين نيسبيت للخطوط، مطالبات بتقديم شهادات اعتماد أمام العالم أجمع، خصوصاً بعد نجاحهن في قيادة عدد من المباريات في البطولات المحلية أو القارية.
ويأتي حضور «الجنس الناعم» أيضاً وسط السرعة الكبيرة لمباريات اليوم، والتي تحتاج إلى لياقة بدنية عالية، وحضور ذهني على مدار 90 دقيقة، والقدرة على ضبط وفرض الاحترام على اللاعبين، وعدم التأثر بالاعتراضات أو صافرات الجماهير.
وفي هذا الإطار، قال الحكم اللبناني المساعد حيدر قليط، الذي سبق له المشاركة في مونديال 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية، لـ «الراي» إن اختيار 6 حكمات للمشاركة في العرس الكروي المنتظر في الدوحة، يأتي بعد عمل وجهود امتدت لسنوات من أجل بناء منظومة تحكيمية نسائية من قبل «فيفا» للوصول إلى اكتفاء ذاتي في هذا الإطار، وبعد النجاح الكبير الذي حققته النساء في الملاعب، خصوصاً في الدول الأوروبية مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، ونجاح المرأة بقيادة عدد من المباريات المهمة فيها.
وأضاف قليط أن «فيفا» أراد بقراره إدخال رونق «الجنس اللطيف» إلى الحدث العالمي أسوة بما يفعل عند استعانته بحكام لقيادة مباريات البطولات النسائية في المراحل كافة.
وأكد أن مستوى عدد من الحكمات اليوم بات أعلى من مستوى الحكام الرجال، إذ يتمتعن باحترافية عالية وبجرأة عالية وبشخصية أقوى عند اتخاذ القرارات، ويبذلن جهداً بدنياً كبيراً طيلة المباريات، مشيراً في هذا الصدد إلى أن القيّمين على لجان التحكيم في أروقة «فيفا» يحرصون على اختيار النخبة من الطاقم التحكيمي من جميع أنحاء العالم للمشاركة في بطولاته المختلفة، وفي مقدمها كأس العالم.
وشدّد الحكم المساعد في الوقت نفسه، على أنه لو لم تستطع الحكمات المختارات إثبات أنفسهن في عالم كان حكراً على الرجال حتى قبل سنوات قليلة مضت، لما تم اختيارهن للمساهمة في إنجاح الحدث الأهم في عالم الساحرة المستديرة، والذي تترقبه شعوب العالم قاطبة.