No Script

مجرد رأي

من الكويت... «هنا قطر»

تصغير
تكبير

عندما يقال إن مساحة قطر ليست بحجم جغرافيتها بل بحجم رسالتها عالمياً، تتجه الأنظار فوراً وبشكل خاص إلى كأس العالم 2022، المقرر أن تنطلق فعالياته الأحد المقبل، الحدث الأهم عالمياً، وذلك لدورها المرتقب في إعادة ترسيم صورة مخالفة للمكونة في الذهنية العالمية عن المنطقة.

ولذلك كان طبيعياً أن تتعرض قطر لحملة تشكيك من دول كبرى، تحاول الانتقاص من قدراتها على تقديم تنظيم مميز لهذه الفاعلية الأكبر عالمياً، والأغرب أن هذه الحملة لا تزال مستمرة وإن تباطأت وتيرتها وخفت صوتها رغم أن انطلاقة الحدث بعد أيام.

ومن الطبيعي أمام ذلك أن تصطف جميع الدولة العربية، وفي مقدمها الخليجية مع الشقيقة قطر، بمؤسساتها الحاكمة وشعوبها، ولكل فريق دوافعه التي تكتسي وجاهة خاصة.

فبالنسبة للدول الكبرى التي شنت حملة عدائية ممنهجة عنوانها العريض كيف لدولة عربية مسلمة أن تستضيف حدثاً عالمياً سيخطف أنظار نحو 3.5 مليار نسمة من مختلف العالم.

فببساطة لو نجحت قطر في ذلك فستتغير النظرة الكلية ليس لقطر فحسب بل للمنطقة بدولها كافة، وبالطبع هذا لا يرضي الدول الكبرى التي سعت لتشويه قطر بكل محركاتها الإعلامية، مستغلة علاقاتها الدولية لضمان عدم منافسة دولة عربية مسلمة لدول كبرى لأن من شأن ذلك تغيير التاريخ السياسي قبل الكروي.

ومن ثم لم يكن مستغرباً أن تهاجم صحيفة بوزن «الغارديان» البريطانية قطر متهمة إياها بمعلومات مغلوطة ليس أقلها أن هناك 6500 حالة وفاة في الإنشاءات التي جهزتها قطر للمونديال، في حين أن الحقيقة المثبتة أن هناك 3 حالات وفاة فقط ولأسباب طبيعية.

ورغم تأسف «الغارديان» عن سقطتها المعلوماتية ومخالفة أمانتها الإعلامية التي تفرض عليها الموضوعية، وعدم الانجرار في هذه الحملة، إلا أن ذلك يعكس بوضوح شراسة الحملة التي تتعرض لها قطر منذ فوزها بتنظيم المونديال.

وما يزيد هذه الحملة شراسة أنها لم تنقطع منذ إعلان فوز قطر بتنظيم المونديال، واستبيحت خلالها كل مقومات التضليل وتشويه الصورة التي تسعى قطر لاكتسابها من تنظيم كأس العالم على أرضها.

أما عربياً وخليجياً فالجميع يدرك جيداً أن نجاح قطر يشكل نجاحاً للمنطقة بأسرها، حيث سيكون كأس العالم لكرة القدم سفيراً لقطر والعرب أجمع أمام شعوب العالم ليعاد مع ذلك تصحيح الصورة النمطية المشوهة عن قدراتنا كعرب في استضافة وتنظيم مونديال عالمي بحجم كأس العالم.

ويحسب لقطر حكمتها في الرد والتعامل مع هذه الحملة الشرسة حيث جاء الرد قانونياً على بعض الاتهامات، وآخر إعلامي على البيانات المزيفة، في حين تقرر تجاهل بعض الاتهامات لعدم ارتقائها إلى حق الرد.

وفي جميع الحالات أثبتت قطر جهوزية خاصة للحدث، وأثناء ذلك لم تغفل تعرية أهداف الحملة الغربية سواء السياسية أو العنصرية، والتي تجمع على عدم قبول دول كبرى لفكرة أن دولة صغيرة مثل قطر تنافسها وهي ترى أنها أحق باستضافة هذه البطولة.

يقال إن رب ضارة نافعة، وهذا ما حدث في قطر فبفضل استضافتها للمونديال وتعرضها للحملة العالمية نجحت أن توظف استعداداتها لكأس العالم في تسريع رؤيتها 2030، حيث أظهرت تقدما لافتاً في ملف العمل والعمالة سرعت معها وتيرة الإصلاحات والتقدم بها على مختلف الأصعدة التنموية.

فالمتابع الجيد لمجريات الأعمال في قطر آخر عشر سنوات يمكن أن يلحظ بسهولة أنه كان لتحدي قطر في تنظيم كأس العالم الأثر الأكبر في إحداث التغيير الجذري في هذا البلد الشقيق، ويكفي الإشارة رقمياً أن صرف قطر على هذا المونديال يقارب 220 مليار دولار قادر لتحقيق طفرة لوجستية ورياضية في قطر.

وربما لا يعد سراً أنه بفضل هذا المونديال سيرى العالم المنطقة العربية والخليجية بمنظور جديد، فمع اتجاه العالم بانظاره إلى قطر، من المتوقع يتواجد مليون نسمة من مختلف العالم خلال البطولة سيحكمون برؤية العين بأن قطر التي تجيد التحدي تقدم بطولة استثنائية تشرفها وتشرف الخليج والعرب.

الخلاصة:

ربما تكون من المرات القليلة التي يشعر الجميع خلالها بالوحدة عربياً، وإن كانت من نافذة الكرة.

فمن حسنات الحملة العدائية التي تعرضت لها قطر حملة التضامن العربية الواسعة لقطر والتي غرقت بفضلها شبكات التواصل الاجتماعي بالعالم العربي وخارجه خلال الفترة الماضية بحملة دعم واسعة لقطر في تنظيمها مونديال كأس العالم.

وأطلق نشطاء متضامنون هاشتاغ «#أناعربي وأدعم_قطر» والذي سرعان ما تصدر قوائم الوسوم الأكثر تداولاً على «تويتر» لأيام عدة وفي أكثر من دولة عربية، تعبيراً عن دعم تنظيم قطر لمونديال كأس العالم.

وإذا كان قبل نحو نصف القرن من الزمان وتحديداً وقت العدوان الثلاثي على مصر قالت الإذاعة السورية «من دمشق... هنا القاهرة» رداً على حجب البث الإذاعي عن مصر، نقول أمام العدوان المعاصر على قطر وبملء الفم «من الكويت... هنا قطر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي