«ولاية عجب» شهدت ضياع أرض الزيتون وبلاد الأندلس

وزير الإعلام يؤكد الدعم المستمر للحركة الثقافية والمسرح في الكويت

تصغير
تكبير

- المطيري أشاد بتجربة تأسيس الهيئة العربية للمسرح ودور حاكم الشارقة في تأسيسها
- مشعل العيدان قدم في المسرحية «كولاج» لأعمال عدة مأخوذة من «السياسي الكويتي»
- الهويدي والمطر والمشايخي شكلوا فريقاً متجانساً وقدموا مهارات إبداعية في الأداء الصوتي والحركي

أكد وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري دعمه المستمر للحركة الثقافية في الكويت، والمسرح على وجه الخصوص.

جاء ذلك خلال حفل الغداء الذي أقيم الجمعة، في أبراج الكويت على شرف ضيوف مهرجان الكويت المسرحي الـ 22، تقديراً وترحيباً بهم في بلدهم الثاني الكويت، وبعد مشاركتهم في سلسلة من الندوات الفكرية والتطبيقية والورش الفنية التي أثروا النقاش فيها حول قضايا المسرح.

وشكر الوزير المطيري جميع المشاركين في المهرجان والأمانة العامة للمجلس الوطني، وضيوف الكويت من الباحثين والمفكرين والمهتمين بالمسرح.

كما تبادل الضيوف الأحاديث الودية مع الوزير وأعربوا عن شكرهم وتقديرهم على حسن الاستقبال وحفاوة الضيافة، وشددوا على الدور الثقافي المهم الذي تلعبه الكويت في المنطقة والعالم العربي.

في غضون ذلك، استقبل المطيري الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله، بمناسبة زيارته للكويت وحضوره فعاليات المهرجان، وتم التباحث حول الكثير من القضايا التي تخص شأن المسرح العربي.

بدوره، أشاد المطيري بتجربة تأسيس الهيئة العربية للمسرح، ودور حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في تأسيس «الهيئة»، ودعم المسرح العربي بشكل عام. كما أثنى عبدالله على دور دولة الكويت الثقافي، معتبراً الكويت من الدول الرائدة في مجال المسرح، وتمت مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وبحث مجالات التعاون.

«ولاية عجب»

وشهد الخميس الماضي آخر العروض الرسمية للمهرجان على خشبة مسرح الدسمة، حيث كان ختامها مسك مع مسرحية «ولاية عجب» التي قدمتها فرقة «جالبوت»، واستذكرت قضايا محلية وعربية بالغة الأهمية.

وتطرق العرض المسرحي إلى الأسباب التي أدّت إلى تردّي الأوضاع في البلدان العربية والإسلامية، منذ سقوط الأندلس مروراً بالعام 1948 عندما احتل الصهاينة أرض فلسطين، ووصولاً إلى يومنا هذا، حيث تُهان كرامة الإنسان العربي كل يوم، في حين لا نملك من أسلحة سوى الشجب والاستنكار والشعارات والخطابات، والقصائد العصماء.

وقدم المخرج مشعل العيدان في «ولاية عجب»، «كولاج» لأعمال عدة مأخوذة من المسرح السياسي الكويتي، مثل «حفلة على الخازوق»، «رحلة حنظلة»، «على جناح التبريزي» و«صقر قريش» وغيرها. ومع ذلك، لم يغفل في أن يضع رؤيته الخاصة من خلال هذه الولاية الافتراضية التي أسسها بمعية طاقمه الفني، ليقدموا معاً لوحات فنية ذات قيمة عالية على خشبة المسرح.

وإلى جانب توليه مهام التأليف والإخراج، شارك العيدان أيضاً في التمثيل على الخشبة، إذ كان ضابطاً لإيقاع الكوميديا النظيفة، التي أضحكت الجمهور في أكثر من موقف من دون سخرية أو ابتذال، ليثبت بأنه ممثل ينتظره مستقبل واعد، بالإضافة إلى كونه مؤلفاً ومخرجاً ذا رؤية ثاقبة.

كذلك نجح الممثل عبدالله الهويدي في تجسيد «كراكترات» عدة، ولا سيما حين أدّى شخصية «صقر قريش»، بالإضافة إلى نجاح الفنانين يوسف المطر وشهاب المشايخي، اللذين لعبا أدواراً متعددة، ليشكلوا جميعاً فريقاً متجانساً ويقدموا مهارات إبداعية في الأداء الصوتي والحركي.

أيضاً، يُحسب للمخرج استعانته بخيال الظل ومسرح العرائس لإضفاء المزيد من الفرجة المسرحية الممتعة، إلى جانب الكوميديا، والطروحات الجادة والمهمة.

أما الموسيقى «اللايف» لمحمد النصار، فهي حكاية في حد ذاتها، حيث تماشت مع كل حدث على حدة، عطفاً على الأزياء التي جاءت معبرة للغاية، والتي أعادتنا مصممتها دلال مبارك إلى العصور القديمة.

ضياع... وتهاون

أعقب العرض المسرحي ندوة تطبيقية، في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، تولت إدارتها المذيعة فاطمة القلاف بمشاركة مؤلف ومخرج وبطل العرض مشعل العيدان، وبحضور المُعقّب الدكتور مبارك المزعل.

واستهل المزعل حديثه بالقول «إن العيدان من الشباب الواعدين في المسرح الكويتي، ولديه أسلوب جميل بتوصيل فكرته بطريقته الخاصة، خصوصاً في هذا العرض، الذي كان بمثابة تجميع لعدد من المسرحيات المعروفة، التي تتماشى مع الرسالة التي قدمها في العرض، وهي ضياع فلسطين من يد العرب بسبب تهاونهم بالبداية، وانشغالهم بالخطب التي حملت بين طياتها الشجب والاستنكار حتى ضاعت أرض الزيتون من أيديهم».

ولفت إلى أنه لا يشجع أن يكون مخرج العرض ممثلاً، حتى لا يفلت منه وتذهب الجهود التي بذلت على خشبة المسرح هباء منثوراً، «خصوصاً وهو مشارك في مهرجان للمحترفين، ويجب أن يكون المخرج متفرغاً لإدارة العرض وتوجيه فريقه عندما يهبط الإيقاع».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي