No Script

أضواء

توميو أوكامورا... ياباني تشيكي شعبوي

تصغير
تكبير

من الطبيعي أن تتزعّم شخصيات يمينية من أصول أوروبية أحزاباً شعبوية تنادي بالوطنية والانغلاق الثقافي والديني ورفض المهاجرين خاصة المسلمين كما هو حاصل في فرنسا، حيث السيدة مارين لوبان زعيمة (حزب الجبهة الوطنية) التي عززت موقعها المعارض في الجمعية الوطنية، وتتطلّع إلى الفوز برئاسة فرنسا، أو أليسا فايدل زعيمة حزب (البديل من أجل ألمانيا) الذي نجح في إثارة الرأي العام الألماني ضد سياسة قبول المهاجرين المتعلمين التي نفذتها المستشارة السابقة ميريكل، أو الإيطالية جورجيا ميلوني زعيمة حزب (أخوّة إيطاليا) المعجبة بعصبية موسيليني القومية، ناهيك عن رئيس الوزراء الهنغاري أوربان الذي حذّر من تواجد أجناس بشرية مختلطة في بلاده، أو الرئيس الأميركي العنصري ترامب صاحب شعار (أميركا أولاً).

لكن قد يكون الأمر غريباً وغير عادي أن يتزعم شخص مثل توميو أوكامورا المولود في عام 1972 من أب ياباني وأم تشيكية حزباً شعبوياً يمينياً (الحرية والديموقراطية المباشرة) ويحصل على 22 مقعداً في مجلس النواب التشيكي، ثم يحاول الوصول إلى سدّة رئاسة الدولة التشيكية.

لم يكن ذلك ممكناً لشخص مثل توميو أوكامورا، والذي كان يعاني من مضايقات عنصرية من زملائه التشيكيين واستهزائهم به أيام دراسته بسبب ملامحه اليابانية البارزة التي لا يستطيع إخفاءها عنهم.

لكنه استطاع بفطنته أن يتجاوز محنته ويعثر على ضالته المنشودة وهي الانضمام إلى الأحزاب اليمينية الشعبوية التي تعتبر من أسهل الطرق في التماهي والاندماج في المجتمع التشيكي، ولاكتساب قاعدة شعبية انتخابية منتهزاً الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الدولة، وفرضية التحديات الثقافية التي تسببّها موجات المهاجرين خاصة المسلمين الذين يرى أنهم يهددون القيم اليهودية - المسيحية، ويدفعون نحو أسلمة المجتمع التشيكي، دون أن يستشعر ما كان يعانيه من معاملة عنصرية لا تختلف عما يمرّ بها المهاجرون، والتي تفرض عليه الوقوف إلى جانبهم و الدفاع عن حقوقهم ومعاملتهم بطريقة إنسانية.

رغم عنصريتهم وأصوليتهم، ربما اعتقد الشعبويون التشيك أنه لا تهمهم ملامح أوكامورا اليابانية طالما أنه يؤدي الغرض ويحقق مطالبهم في مقاومة الهجرة والتعدديّة الثقافية مع الحفاظ على قيم المجتمع التشيكي.

ولعلها مفارقة شعبويّة أن يتزعّم أوكامورا ذو الأصول اليابانية حزباً شعبوياً في جمهورية التشيك على خلاف الزعامات الشعبويّة ذات الأصول الأوروبية في بقية دول أوروبا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي