No Script

خواطر صعلوك

علّموا أبناءكم الادخار...!

تصغير
تكبير

إن أبناءنا وأبناءكم اليوم، الجيل الصغير من عمر (3-15) سنة، وهو الجيل الذي وُلد على شاشات التلفون والآيباد وتفاعل مع الإنترنت قبل أن يتعلم القراءة والكتابة، وهو الجيل الذي إذا أراد شيئاً فقط «يرفع الشاشة فوق» وتظهر له الكرة الأرضية بكل السلع وطُرق الدفع والتوصيل. هذا الجيل من الأفضل أن يتعلم كيفية التعامل مع المال، لكي تتسع خبراته ومدركاته واكتساب مفاهيم مثل الإنفاق والتدبير والادخار والبيع والشراء والاستهلاك والثروة والغنى والفقر، فضلاً عن معاني الاستقلالية والاعتماد على الذات والإحساس بالأمن.

يشير علماء نفس سيكولوجية المال أن حب التملك والأنانية والجشع أو سلوك الرشوة والغش والسرقة والنصب والاحتيال أو سلوك لعب القمار وغيرها من أمراض المال... كل ذلك له علاقة بمرحلة الطفولة وكيفية تعليم إدارة الطفل للمال، وإلى أي مدى كانت العلاقة سوية أم مَرضِية؟

ربما من أهم المواضيع اليومية والبدهية التي نمارسها كل يوم، ورغم ذلك لا يتم التركيز عليها ومدى تأثيرها على التربية والسلوكيات والقيم هو موضوع «سيكولوجية المال» وأثر ذلك على أطفالنا...

أرشح لك عزيزي القارئ الكتاب الرائع الصادر عن سلسلة عالم المعرفة، وعنوانه «سيكولوجية المال...هوس الثروة وأمراض المال» تأليف الدكتور أكرم زيدان.

تظهر الكثير من الدراسات أن السعادة والصحة النفسية بالنسبة للكبار والصغار على السواء، ليست في مقدار المال الذي تملكه، بل في قدرتك على التحكم بنفقاتك، وكلما زادت قدرتك على التحكم بنفقاتك، زاد شعورك بالسعادة، وأن عملية الادخار في حد ذاتها لا توافر احتياطاً مالياً فقط من أجل الأحداث الطارئة ولكنها أيضاً تعطي شعوراً بالطمأنينة والراحة والكفاية.

تشير دراسات أخرى إلى أهمية إعطاء (الأطفال من 8 إلى 10) مصروفاً للجيب، مع المتابعة والإشراف وتعليمهم ادخار جزء من هذا المصروف، وذلك من أجل تنمية مهارات اتخاذ القرار وتثمين الأشياء وتقديرها، واكتشاف العلاقات السببية بين الأشياء، إلى جانب التدريب على الأدوار الاجتماعية التي تنتقل بالطفل من الاتكال إلى الاستقلال.

أسأل الله أن يبارك في أبنائنا وأبنائكم. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي