No Script

خواطر صعلوك

لكي لا يذهب فاروق... وتأتي فواريق !

تصغير
تكبير

في مصر، قامت ثورة يوليو على الملك فاروق، وتفاءل الشعب المصري بالقرارات التي مستهم واعادت لهم الثقة في وطنهم، وكانت الراقصة الشرقية والممثلة المعروفة والمُلقبة بـ«بتحية كاريوكا» من أشد المتحمسين للثورة، ولكن بعد أن استقرت الأمور لمجلس قيادة الثورة، وظهر بعض التطرف في التصرفات، والأداء المرتبط بالعشوائية والانفعالات العاطفية وتقلبات المزاج والانتقام وتصفية الحسابات وبعض الغرور، تلك المراهقة السياسية التي مست بعض الضباط الأحرار، جعلت تحية كاريوكا والتي كانت أقوى نصير للثورة تقول «شلنا فاروق وجبنا فواريق».

أما الشعب الكويتي فإنه لا يثور ولكنه «يُشجع اللعبة الحلوة»، ولا شك أن حالة الإصلاح السياسي على مستوى تغيير السياسات التي نعيشها، وحالة التفاؤل الشعبي والوطني بسيدي حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، أدامه الله بوافر الصحة وبركات الخطوة وبقاء الأثر، والخطاب التاريخي الذي رسمه ولي العهد وناجز الوعد سمو الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله وبارك خطاه، والذي وضح خارطة الطريق المستقيم وتوعد من يحيد عنه، والقرارات التي تصدر كل يوم وتتعلق بالإسكان والتعليم والترفيه والإسراع في الإنجاز، وحالة الانتظار لنتائج كل ذلك على مستوى قرار الفرد الكويتي والرهان عليه في الانتخابات المقبلة لمجلس الأمة... كل ذلك «لعبة حلوة» شجعها وأيدها الشعب الكويتي، وهكذا تكون القيادة السياسية قد هيأت الملعب وشغلت الكشافات، ومررت الكرة، وعلى الشعب الآن أن ينتقل من مرحلة الوقوف على قدم واحدة، إلى القفز لتسديد هدف في الشباك.

على الشعب أن ينتقل الآن من مرحلة تشجيع اللعبة الحلوة إلى مرحلة المشاركة في صناعتها، وهو ما يتطلب أن ينتخب الناس بناء على مقاربة إصلاحية، ولكي لا نسقط في التنظير ونرفع سقف التوقعات وأعمدة الوهم، فبالتأكيد أن هناك من يراهن على فشل الشعب في هذه المشاركة، خصوصاً وأن المواطن الكويتي عاش فترة طويلة من الزمن في ظل «فساد ما تشيله البعارين»، فقرر الكثير أن يصبح جزءاً من «البعارين» ليحمل المنظومة لكي يتكيف ويعيش ومن «صادها عشا عياله»، ولكن أيضاً-علينا أن نتذكر- أن هناك الكثير من الشعب يتقي الله في الكويت وفي مستقبلها، وهؤلاء تحديداً الذين خرجوا من بيوت تحافظ على توازن الكويت دائماً.

إن الإصلاح على المستويات العليا إذا لم يتبعه إصلاح على المستويات الشعبية والقرارات الفردية والقيادات الصغرى والوسطى «فلا طبنا ولا غدا الشر»، وحالة الإصلاح والتغيير السياسي التي نعيشها اليوم إذا أنتجت مجلس أمة ابن منظومة قيمية سابقة مبنية على الابتزاز والمصالح الفئوية ودغدغة المشاعر، وظهور «الحجية» في سوق المباركية وهي تصرخ من جديد «اللي ما عنده واسطة في هالبلد شلون يعيش!!»، فلا شك أننا سوف نكون قد «شلنا فاروق... وجبنا فواريق». وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي