No Script

قيم ومبادئ

أين خيرات العالم الإسلامي؟

تصغير
تكبير

سعت أوروبا الصليبية إلى السيطرة على الدولة الإسلامية في الأندلس، وإلى تطويق العالم الإسلامي ومن ثمّ الاستحواذ على التجارة العالمية!

وتحديداً سنة 1492 حين سقطت الأندلس على يد اللاتين، وبعد أن اكتشف البرتغاليون طريقاً جديداً (رأس الرجاء الصالح)، حيث استعانوا بالخرائط الإسلامية والبحّارة المسلمين فتوجهت السفن وعليها القراصنة! إلى أقصى الشرق للاستيلاء على الخيرات الوفيرة في بلاد المسلمين!

والسؤال الآن، أين ذهبت مراكز القوة يوم قامت قائمة الدولة الإسلامية التي دكّت بلاد فارس والروم؟ ماذا حدث للتاريخ؟ وكيف تحوّلت معاقل الأمور بعد أن كانت بيد أهل الحل والعقد في حواضر العالم الإسلامي تحوّلت إلى يد الأوباش المارقين الذين يعيثون في الأرض فساداً؟!

فما الذي غيّر الحال بعد ذلك وسلب مراكز القوة من يد المسلمين؟ وبهذه المقدمة المختصرة نقول إننا بحاجة اليوم إلى قراءة التاريخ من جديد.

هناك أسباب ظاهرة جليّة واضحة في تحول وتبدل الحال من قوة إلى ضعف، ومن عِز إلى ذُل، ولكن قراءة التاريخ بالأسباب الظاهرة وحدها لا تؤدي إلى الحقيقة بل قد تضلّلنا عنها!

إنّ سبب عِز المسلمين ونصرهم على أعدائهم هو الإيمان بالله وحده، والكفر بمن سواه، والذي كان يشغل النفوس المُؤمنة والمجتمعات هو الإيمان بالله.

والذي تغيّر اليوم في نفوس المسلمين وأبناء المسلمين هو حقيقة الإيمان... فحين تكون الأمة متقدمة على غيرها في التوحيد والإيمان يتحقّق لها وعد الله بالاستخلاف والتمكين والتأمين «الذي أطعَمهم من جُوع وآمنهم من خوف»، وحين تكون متخلفة في الإيمان يحدث لها تغيير النعمة أي سلبها منها ويذهب عنها الاستخلاف والتمكين وتحول خيرات التجارة والاقتصاد والزراعة والصناعه إلى غير المسلمين!

وتأسيساً على ذلك، أقول التخلّف العقدي نتج عنه سلب التجارة من يد المسلمين فنُزعت البركة من خيرات البلاد والعباد والأرزاق والاعمار، كما أن التخلف الديني والعقدي نتج عنه تضاؤل القوة الحربية حتى تمكن أعداؤنا من أجزاء متزايدة من خيرات العالم الإسلامي، وحّل محله التقلص والضمور والوَهن أمام الأعداء.

ولكن المؤسف حقاً أن نجد الجغرافيا الإسلامية من المحيط إلى المحيط وهي بقدر من الله وفضل أغنى بقاع الأرض وأكثرها خيرات كانت وما زالت وستظل حتى هذه اللحظة (سلّة غذاء العالم) ولكن لم تُستثمر الاستثمار الكامل الذي يستغل كل مواردها وكل طاقاتها الشبابية، فإذا ضاع جزء من هذه الثروات لأسباب قاهرة لماذا لا ننهض ونسعى كمسلمين إلى استغلال هذه الخيرات مثل الزراعة والصناعة والتجارة ومعادن مذخورة في باطن الأرض والغاز؟ السبب هو التقاعس وثقافة الانهزام والتواكل والاهتمام بالقشور والمظاهر (فاشينستات) أو الرضا بالفقر على أنه قدر الله لا ينبغي السعي إلى تغييره!

من أين أتتنا ثقافة البطالة والضحك والرقص والرغبة في الكسب السريع دون جُهد مقابل مثل (غسل الأموال) إلا من التخلف العقدي والانهزام الأخلاقي؟ فلو تصورنا مجرد تصور أن التجارة العالمية ضاعت من يد الجيل المؤسس الأول من المسلمين، فهل سيكون رد فعلهم عندهم مماثلاً لما يحدث عندنا اليوم؟ ونحن نشهد نقض عُرى الإسلام عُروةً عروةً وهذا هو الغالب في دول الإسلام؟ فأول مركز للقوة عندهم كان الحكم بشريعة الإسلام ولكن هذه العُروة انتقضت فتشبّث الناسُ بالعُروة التي تليها فانتقضت، وهكذا حتى يكون آخر عُرى الإسلام الصّلاة فنقضناها في كثرة التاركين لها، والمتخلّفين عنها وهذا هو الواقع اليوم في كثير من البلدان الإسلامية، والصّلاةُ هي عمود الإسلام، وهي الركن الثاني من أركانه العِظام، وقد أمر الله بإقامتها والمحافظة عليها وحذّرنا من إضاعتها، ولكننا أضعناها واتبعنا الشهوات فسوف نلقى غيّاً، وقد وجدناه في ضياع خيراتنا واحتلال بلادنا وسفك دمائنا واستحلال أعراضنا!

فهل من مدّكر؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي