No Script

ألوان

العنف ضد الأطفال

تصغير
تكبير

يُعاني الكثير من الأطفال من تفشي ظاهرة العنف، ضدهم... وهو أمر يحدث في كل عصر من دون تفرقة في درجة مستوى المعيشة، إذ ان العنف حاضراً في المجتمعات الغنية والفقيرة، على السواء.

وتم تعريف العنف من قبل الأمم المتحدة، بأنه أيّ شكل من أشكال العنف أو الأذى الجسدي او النفسي او الإهمال بأشكاله وسوء المعاملة او أي نوع من الاستغلال.

وعرفته منظمة الصحة العالمية، في تقريرها عن الصحة والعنف، بأنه أي استعامل للقوة الجسدية عن سبق إصرار ضد الأطفال بالتهديد أو بالفعل من قبل فرد أو مجموعة من الافراد والتي تؤدي بدورها الى ضرر بصحة الطفل او التأثير في تطوره النمائي او تهديد حياته في بعض الأحيان.

واذا استعرضنا أسباب العنف، فإننا نجدها فردية واجتماعية وقد تكون عائلية، حيث أن والدي الطفل مسؤولان عن سلامته داخل المنزل.

وقد يتعرّض الطفل الى العنف، من قبل أطفال بمثل سنه أو أكبر قليلاً... داخل المنزل من قبل إخوانه او من بعض اقربائه أو جيرانه، عندما يلعبون معاً. وقد يكون معرّضاً للعنف من قبل الطلبة في المدرسة.

هناك عوامل اخرى، اهمها ضعف قدرة الوالدين على فهم احتياجات الطفل الجسدية والنمائية والتربوية، اضافة الى وجود ظروف تُساهم في إضعاف قدرة الوالدين العقلية والنفسية، كتعاطي أحد الأبوين او الاثنين معاً، في بعض المجتمعات، المواد المسكرة او المخدرة، او وجود اضطرابات نفسية، كالاكتئاب المرضي... وبالتالي، هناك ازدياد احتمالية تعرّض الاطفال للعنف من قبل والديه في حال تعرضهما للاساءة اثناء طفولتهما الامر الذي قد ينعكس على سلوكياتهما.

ومن بين الظروف الاجتماعية الاخرى، عدم استعداد الابوين للقيام بدورهما، إما بسبب الإنجاب بسن مبكرة، وربما ضعف المستوى التعليمي، ووجود عدد كبير من الاطفال وانخفاض مستوى الدخل ورعاية الاطفال، من قبل احد الوالدين ووجود طرف مربٍ غير الوالدين، كزوج الأم او زوجة الأب... إلا انه توجد حالات استثنائية، اضافة الى انعزال الأسرة عن المجتمع الخارجي او بسبب التوتر الناتج عن الانفصال او العلاقة السلبية بين الطفل ووالديه عند وجودهما معه، اذ ان بعض الآباء لا يمتلك صفة الصبر والقدرة على التواصل مع طفله بصورة سليمة.

وتُساهم البيئة المحيطة بأسرة الطفل في زيادة تعرضه للعنف، كالعنف المجتمعي الناتج عن الفقر والبطالة وانتشار محلات الخمور والمواد المخدرة، بالاضافة الى ضعف العلاقات التكافلية والتعاونية من دون وجود مظلة اخرى تقوم بالتعويض عن الطفل، مثل الجد والجدة.

ويؤدي إهمال الطفل واحتياجاته وتعرضه لسوء المعاملة، الى عواقب كارثية على صحته الجسدية وقدراته الإدراكية وتطوره النفسي النمائي وتطوره السلوكي، فقد تتراوح التأثيرات السلبية، بين جروح سطحية الى مشكلات دماغية او حتى تفضي الى الموت، وان كانت حالات نادرة جداً، ناهيك عن قدرات الطفل الادراكية وقصور الانتباه، الامر الذي يدفعه للمعاناة من امراض اخرى، تُسمى علمياً «متلازمات عضوية الآثار النفسية»، مما يؤثر على تفكيره وسلوكياته المنكسرة كالعزلة مثلاً، بسبب انخفاض احترام الذات، واضطراب بالشخصية يصل الى انفصام شديد مما يدفع الى امكانية حدوث تطور سلوكي سلبي الامر الذي قد يؤدي بالطفل الى عدم قدرته على انشاء علاقات إيجابية مع أقرانه وتظهر بشكل كبير كالتصرفات العنيفة تجاه الآخرين.

وهناك دراسة مفادها بأن ثلاثة من أربعة اطفال، ما بين سنتين الى أربع سنوات، يتعرّضون للعنف الجسدي من قبل أهاليهم، ناهيك عن التنمر الواقعي والالكتروني والتحرش والاساءة والاهانة النفسية، كالاستصغار والظلم والتخويف، بهدف احداث ضرر اجتماعي ونفسي وجسدي للطفل، وعادة ما يمارس من قبل اطفال وآخرين في البيئة المدرسية او المجتمعية.

وتأتي وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الأفلام الكرتونية التي تبرز العنف الذي قد يكسبه الطفل، فيبدأ بمضايقة طفل آخر مما يدفعنا الى ضرورة البحث عن الاسباب ووضع الحلول الناجعة كي نحمي الأطفال.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي