No Script

... لأسباب عدة بينها رغبة إيران بالتفاهم

«الناتو الشرق أوسطي» لن يبصر النور!

لدى واشنطن 35 قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط
لدى واشنطن 35 قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط
تصغير
تكبير

عاد الحديث مجدداً، في الأسابيع الماضية، عن إمكان قيام محور في المنطقة، تكون إسرائيل جزءاً منه، عنوانه «الناتو الشرق أوسطي».

الفكرة ليست جديدة، فقد طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018 وبقيت إعلامية لا أكثر... لكنها أعيدت مجدداً إلى الطاولة بعدما تحدث عنها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أثناء زيارته لواشنطن أخيراً.

ثمة من يعتقد أن مقومات الحلف تحتاج إلى تفاهم بين أعضائه ما زالت غير موجودة... حتى في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تصاعدت الخلافات القائمة بين أعضائه الـ 30، خصوصاً تركيا ودول الغرب الأخرى.

فأميركا تمنع تطوير وصيانة سلاح الجو في تركيا التي تسلحت بمنظومات دفاع جوي روسية، وأنقرة تمنع دخول فنلندا والسويد إلى «الناتو»، رغم رغبة الولايات المتحدة والدول الأعضاء الأخرى.

واللافت أنه لم يصدر أي تعليق على فكرة «الناتو الشرق أوسطي» من أميركا المنشغلة في أوكرانيا وفي ترتيب البيت الأطلسي ومحاولة إقناع تركيا تسهيل توسيع «الناتو»، لأن الهدف هو محاصرة روسيا بالدرجة الأولى، وتمدد الحلف إلى حدودها الشمالية مع فنلندا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن لدى واشنطن 35 قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، أكثرها في محيط إيران، إذا كانت الغاية من «الناتو الشرق أوسطي» محاصرة «الجمهورية الإسلامية».

لم يعد مفاجئاً القول إن العلاقات الإيرانية تطورت على نحو إيجابي مع دول عدة في الشرق الأوسط، والتي لا تعتبر إيران «عدوة» ولا تحتاج لرفع مستوى العداء معها، بل يتم فتح قنوات لكسر الجمود وإعادة الحرارة عبر المفاوضات.

ومن الواضح انه عند وصول الرئيس إبراهيم رئيسي إلى السلطة، كان أول ما أعلنه هو تصميمه على عودة العلاقات الجيدة مع الدول الإسلامية في المنطقة ومع دول الجوار.

وقد شددت إيران على لسان أعلى سلطة فيها، أن العلاقات مع السعودية على رأس أولوياتها.

وقد حصلت لقاءات عدة سعودية - إيرانية في بغداد. كما قام رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بزيارة إلى كل من الرياض وطهران بهدف إعادة الحرارة إلى العلاقة بينهما.

وبدت إيران معنية بإرسال تطمينات إلى جيرانها... بل يبدو جلياً أن دول الشرق الأوسط معنية بترطيب الأجواء معها، باعتبار انها لا تشكل خطراً وجودياً يستتبع في إعلان «الحرب الصامتة والناعمة» بدعم قيام «ناتو شرق أوسطي» ستعتبره طهران عملاً عدائياً موجهاً ضدها.

بل ان دول المنطقة حققت توازناً في العلاقة مع طهران وكذلك مع واشنطن، عبر إقامة علاقات متطورة مع روسيا والصين. وتالياً فان هذه الدول لا تهدف إلى «قرع طبول الحرب» بل إلى العمل على تطوير الاقتصاد وتنويع العلاقات والمصادر وانتظار التطورات الدولية التي تعيد ترتيب النظام العالمي، خصوصاً بعد أن اهتز عرش الأحادية الأميركية وسيطرتها على العالم بتحدي روسيا لها.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قصد طهران تحضيراً لزيارة الرئيس فلاديمير بوتين وإنشاء حلف إستراتيجي بين روسيا وإيران، كما هو حاصل بين الصين وروسيا ودول أخرى.

وتالياً فإن السباق إلى تفكيك الهيمنة الأميركية قد بدأ، وهو لا يخدم أبداً إنشاء حلف إقليمي جديد غير متجانس... فالعلاقات السياسية وكيفية تطويرها بين تل أبيب وعواصم بعض دول الشرق الأوسط، تختلف كلياً عن قيام حلف واسع وتعاون عسكري لصيق.

... إنها فكرة ولدت ميتة بسبب الحروب التي دارت في سورية والعراق ولبنان، ونتائجها التي أظهرت الإمكانات العسكرية الغربية، والتي لم تنجح في تحقيق أهدافها رغم غرف العمليات التي أقيمت في دول عدة منها الأردن وتركيا وغيرها، وتالياً فإن شهية دول شرق أوسطية، عدا إسرائيل، مفقودة لإنفاق المزيد من المال على جيش «لن يبصر النور».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي