No Script

أما بعد

«وأسند الأمر لأهله»

تصغير
تكبير

يقول الشاعر أبو الفتح البُستي المتوفى عام 400هـ

«لا تحسَبَنَّ سُروراً دائماً أبَداً

مَنْ سَرَّهُ زمنٌ ساءَتْهُ أزمانُ»...

بعد تصاعد وتيرة الاحتقان السياسي، وما شابه من تعطيل لمؤسسات الدولة الحيوية وعلى رأسها السلطتان التشريعية والتنفيذية، جاء الخطاب السامي بتفعيل المادة 107 من الدستور، لينزع بها فتيل الازمة ويضع للبلاد رؤية مستقبلية سياسية واضحة المعالم، ويرد إلى الشعب أمانته مع ضمانة بأن تكون الإرادة الشعبية، حرة في اختيارها.

فكل الشكر لمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله - ولمقام سمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله.

إن المرحلة المقبلة تتطلب منا الالتفاف حول القيادة السياسية والدستور، باختيار الأقوياء الأمناء الصادقين المخلصين، الذين ينتشلون البلاد من حال التراجع التي هي فيه، إلى مصاف الدول المتقدمة، وكويتٍ جديدة ومستقبلٍ مزدهرٍ ومستدام.

وهذا ما لن يتحقق الا في تعاضدنا واتحاد كلمتنا وائتلافنا ونبذ كل الخلافات الشخصية والتنسيق بين القوى السياسية لما فيه خير العباد والبلاد، وأن نستحضر الدروس والعبر من تاريخنا السياسي الحديث... «التاريخ قد لا يعيد نفسه، ولكنه يتشابه كثيراً» مارك توين.

وكما قال شاعرنا البُستي رحمه الله:

ما كُلُّ ماءٍ كَصَدّاءٍ لواردِهِ

نَعَم ولا كُلُّ نَبْتٍ فهو سعدانُ...

وإلى اقطاب القوى السياسية: إن المجاملات مستحبة اجتماعياً ومُهلكة سياسياً، فلا مجاملات شخصية على حساب بلد، فالدولة أعلى وأكرم وأسمى من جميع الأسماء. فمنذ صيف العام 2021 وعَوامُّ الشعب الكويتي فضلاً عن سياسييه، يشاهدون ويتابعون الخلافات والنزاعات والهمز واللمز، بين هذا وذاك، «وكلٌ يدّعي وصلاً بليلى»... وقمة الاستخفاف بعقول الناس وبعد كل ما شاهدوه وعايشوه أن يقال لم يكن هناك خلافٌ اصلاً! «في فمي ماء».

وقد قيل بالامثال الشعبية «الكلام بالفايت نقصانٍ في العقلٍ»... فنحن أبناء الساعة ولنطوِ كل خلافٍ سالف ونبدأ برسم خريطة طريق شاملة في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولنجعل ايادينا ممتدة للتعاون ولنقطع الطريق امام كل مناع للخير مريدٍ للشر. فالجولة اليوم جولتكم، فإما لكم وإما عليكم.

وختامها البُستي حين قال:

والناسُ أعوان من والتهُ دولتهُ

وهم عَليه إذا عادتهُ أعوانُ...

@Fahad_Aljabri

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي