No Script

على الهواء

فشل الحركات القومية العربية ونجاحها في أوروبا

تصغير
تكبير

نشبت خلافات مريرة بين الجمهوريات والممالك والأنظمة السلطانية والأميرية، وبقيت دولة الكويت في حياد عقلي مع الشيخ عبدالله السالم الذي كان وطنياً وقومياً، لم يدخل في المهاترات الإعلامية.

كان بينه وبين الرئيس جمال عبدالناصر ودّ ومحبة وكان يدعوه (بابا).

قال الشيخ عبدالله السالم لعبدالناصر يوماً: أعلمُ أنك أمين على دولتك وأنك طاهر اليد أميناً عفيفاً.

سوف أقدم لك مالاً بسيطاً ليكون ذخراً لأبنائك، فرفض مراراً وتحت إصرار الشيخ عبدالله قَبِل بالمبلغ فبنى به مسجداً احتوى جانب منه على رُفاته.

كان عبدالناصر أسطورة جاذبة قصده زعماء بارزون أمثال نهرو وأنديرا وكاسترو، وتلاقى مع الزعماء المحايدين في مؤتمرات عدم الانحياز.

لقد شاهدت تهافت الشعوب إليه في سورية لرؤيته حتى استخدم الناس كل وسائل النقل، السيارات، والشاحنات وجرارات الزراعة، وحضر الرئيس تيتو ليشهد زحف الجماهير لعبدالناصر... ومن أغرب المشاهد أن الجماهير الهادرة حملت سيارة عبدالناصر ومعه ضيفه الرئيس تيتو.

قامت ثورة العراق في 14 يوليو 1958 وحضر قادة الثورة في قصر الضيافة بساحة النجمة يرأسهم عبدالسلام عارف، والشعب السوري عبّر عن أفراحه بذبح المواشي على الأرصفة، وكان فرحاً بقدوم عبدالناصر يباركون ويتعانقون بعضهم بعضاً واندفع الشعب اللبناني بكل وسائل النقل ومشياً على الأقدام.

الوحدات والكيانات الأوروبية في العصور الوسطى كانت دينية ومذهبية فنادت بوحدتها على الدين والمذاهب، فانحلت بعد أن شهدت خلافات حتى أدت إلى صراعات وحروب، وحلّ محلها الوحدات الوطنية القومية التي تماسكت، ونضجت في القرن التاسع عشر بعد قرون، انتهت وحدات الأقاليم الصغيرة، ونجحت التجربة الوطنية في الثورة الفرنسية في مستهل القرن التاسع عشر، بقوة الرابطة الوطنية في الثورة الفرنسية وحروب نابليون، واحتوت على الوطنية وذابت الأجناس فيها.

كانت الشعوب الأوروبية تجمعها في العصور الوسطى رابطة الدين واختلاف المذاهب مع سيطرة الكنيسة على الجميع هناك.

اليونان كانت ذات قومية واحدة تنازعتها دول عدة، وكان الرومان في قوميات تندمج في دولة واحدة ذات قوة وبأس والشعوب الأوروبية يجمعها الدين المسيحي تحت سلطة البابا الروحية، وعندما نهضت الشعوب العربية تصدت الدول الأوروبية لتشيع بينهم الخُلف وشغلتهم ببعضهم واستعمرت بلادهم تحت مصطلح الحماية والاستعمار، ومعها الدول الأفريقية.

وبحثت الدول الغربية الأوروبية عن المعادن الثمينة، الذهب والفضة، اليورانيوم، حتى التراب المحتوي على الحديد نقلته إلى الغرب لتصنيعه، ثم جاء عهد الذهب الأسود لتبني به عصر التصنيع المزدهر، لتدور عجلات التصنيع وجاء الطيران، وغزو الفضاء، حتى دبّ الخلافُ بين المستعمرين ونشبت بينهم الحربان العالميتان الاولى والثانية.

وتوسّع الاستعمارُ من جديد لنهب الشعوب الضعيفة وجاءت قوة ضاغطة على العرب وهي إسرائيل ليتباعدوا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي