100 يوم من حرب أوكرانيا... الأضرار الأوروبية - الأميركية

بوتين خلال مقابلة مع القناة الروسية الأولى في سوتشي (رويترز)
بوتين خلال مقابلة مع القناة الروسية الأولى في سوتشي (رويترز)
تصغير
تكبير

بعد مئة يوم من الحرب الدائرة في أوكرانيا، والتي يساهم فيها الغرب بقيادة أميركا ضد روسيا واجتياحها الذي بدأ في 24 فبراير الماضي، يبدو أن الرئيس فلاديمير بوتين، ليس في عَجلة من أمره.

ويتحفظ الجانبان الروسي والأوكراني عن كشف حقيقة الخسائر، إلا أنه ورغم عشرات المليارات من المال والسلاح المتدفق، يبدو أن أوكرانيا خسرت 125 ألف كيلومتر مربع من أراضيها، أي نحو 20 في المئة من مساحتها الجغرافية، في الوقت الذي يدفع العالم أيضاً ثمناً باهظاً من خلال ارتفاع أسعار الطاقة والذعر الذي يصيب الأمن الغذائي... فهل ستنتهي الحرب قريباً؟

تبدو موسكو مصممة على الوصول لأهدافها وإبقاء الوضع متشنجاً في أوكرانيا، بعدما اعتقدت أميركا - حلف شمال الأطلسي أنها ستكون ساحة لاستنزاف روسيا، فأصبحت مسرحاً لاستنزاف الغرب - وعلى رأسه الدول الأوروبية - وضخ مليارات إضافية إلى الكرملين، والتي تغطي تكاليف الحرب وتزيد فائض الخزانة الروسية.

إذ تبين أن موسكو حصلت على 960 مليار دولار في الأشهر الأربعة الأولى من السنة، وهو مبلغ يوازي ثلاثة أضعاف الرقم للفترة نفسها من العام 2021.

ولم يكن عابراً أن الدول الأوروبية تختلف في ما بينها حيال قضية فرض العقوبات على استيراد النفط الذي بلغ سعره 119 دولاراً خلال الشهر الجاري، ما أضاف مبالغ كبيرة على الأموال التي تدفعها أوروبا ثمن عقوباتها.

وقرر الاتحاد الأوروبي تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي وتسريع التحول بعيداً عن مصادر الطاقة الكثيفة بالكربون. إلا أن هذه الخطة تتطلب نحو تريليون يورو من الاستثمار بحلول عام 2030 لتوليد 40 في المئة من إجمالي إمداد الطاقة بهدف التخلي عن 9 مليارات متر مكعب من الطلب على الغاز.

وكانت الدول الأوروبية قررت استيراد الغاز من أميركا لتقلل الاستيراد الروسي، إلا أن ذلك يعني دفع 40 في المئة زيادة لفاتورة الغاز للحصول فقط على 10 في المئة من أصل 40 في المئة من استيرادها من روسيا.

وهذا سيتطلب محطات جديدة وتكاليف نقل باهظة لأن أميركا تسلم الغاز السائل، وليس الذي يصل عبر الأنابيب من روسيا إلى القارة الأوروبية.

ومنذ مدة قصيرة، خصصت أوروبا - التي تستقبل ملايين المهجرين الأوكرانيين - مبلغ 9 مليارات يورو من السيولة لأوكرانيا.

وهذا يعني أن العبء المالي الكبير يضغط على أوروبا، التي قررت تسليم نفسها للإدارة الأميركية ومعاداة روسيا التي تجاور حدودها، وكانت لغاية الـ 24 من فبراير، الشريك الطبيعي للمجموعة الأوروبية.

من هنا، لا يوجد أي سبب يدفع بوتين إلى خفض التوتر في أوكرانيا أو إنهاء الحرب بسرعة خصوصاً أن هذا المسرح العسكري أصبح مصدر استنزاف لأوروبا ولأميركا التي خصصت أيضاً 40 مليار دولار لأوكرانيا.

ورغم أن الغرب يمثل بطبيعة الحال الدول الغنية في شكل عام، إلا أن هذه الدول تسير على درب الفقر (أكثر من 21 في المئة من الأوروبيين يعيشون في مستوى الفقر) وستتسارع الخطى إذا ما قرر بوتين إطالة أمد الحرب التي بدأت تذهب بالنشوة الأوكرانية - الأوروبية - الأميركية بعد أن استطاعت روسيا إحكام سيطرتها على أكثر مناطق دونباس والسيطرة على بحر آزوف وإغلاق البحر الأسود عسكرياً لمصلحتها.

لقد بدأ مشوار تحدي الأحادية الأميركية وسيطرتها على العالم وبدأت مسيرة الانسلاخ المالي (الروبل ودخوله نادي العملات الدولية والابتعاد عن نظام «سويفت» الأميركي لتحويل الأموال).

وسيستمر مشوار أخذ العِبر من الحرب في أوكرانيا لكل الدول المشتركة والمراقبة لها. إلا أن العالم سيركز على نتيجة هذه الحرب عندما تبلغ نهايتها التي ما زالت تبدو بعيدة.ِ

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي