No Script

سافر إلى ذاتك

ماذا عن صديق النجاح؟

تصغير
تكبير

صديقك وقت الضيق، جملة تعوّدنا سماعها وتيقنا بوجودها وهي صحيحة بمعيار وغير صحيحة بمعيار آخر. فوقت الضيق خير وقت يتجمع فيه المتفرجون على حالتك، الشغوفون لرؤيتك حزيناً، والمتلهفون لوجهك الشاحب ومشاعرك الانسحابية، أما وقت الفرح فله حديث آخر.

والمقصود به لحظة نجاحك ووصولك وتفوقك لن تجد صديق الضيق ولا مونس الوحدة والوحشة. لماذا وجد بالضيق والحزن واختفى بالنجاح والتميز؟

اختلفت التفسيرات النفسية والتحليلية في شرح الأمر وتوضيحه، إلا أنني أتفق مع تفسير أن النجاح موجع وخير كاشف لمعادن من حولنا وخير من يرتب علاقاتنا.

فنحن نفرح لخريج هارفورد والحاصل على جائزة نوبل. ونمجد الذي فاز بالميدالية وحصل على شهادة بشرط أن يكون ليس من العائلة ولا من الوسط القريب. أما الوسط الغريب والبيئة المختلفة عنا فهو ناجح نصفق له وندعمه ونقتدي به

لماذا كل هذا؟

لأن مقياس العلاقات لدينا يحتاج إعادة صياغة وتوجيه، فالعلاقة التي تنص على أنت تخسر وأنا أخسر ونخسر جميعنا ونجلس نتوجع معاً. علاقة مشهورة ومنتشرة ومريحة فمعيارها الاستسلام. أما النوع الآخر من العلاقة أنجح أنا وتظل أنت مكانك، فهي علاقة موجودة وتعني الربح مرتبط بخسارتك ووقوفك مكانك ومعيارها الأنانية.

أما نوع أنجح أنا وأصفق لنجاحك أنت، فهي علاقة تكون غير موجودة لعدم وجود التربية والتأسيس الفكري لمعيار نتفوق كلنا لا أتفوق عليك، ونتطور جميعنا لا أتسلق عليك، ونساعد بعضنا بنجاحاتنا لا أترك نجاحي لأحبط محاولاتك في النجاح.

ماذا نحتاج الآن؟

نحتاج أن تلبس نظارة الملاحظة وتلاحظ من يفرح لك عندما تنجح، وهل هو ذات الشخص الذي يقف معك عندما تخسر؟

ستفهم ما عنته السطور السابقة، هل صديق النجاح صديق، أو مونس الحزن صديق، ومن الصديق الحقيقي منهم، وأيهما أفضل، الوقوف وقت الضيق أو التصفيق لحظة النجاح والفرح؟

الجواب: هو مدى صدق مشاعرك في اللحظتين.

اسأل نفسك، هل تقف لحظات الحزن دعماً وحباً أو تشمت وادعاء شعور، وهل وقوفك بالنجاح صادق أو واجب اجتماعي تنفعل فيه لأتفه كلمة، وتحاول بحواراتك إثبات أن صديقك نجاحه عادي؟

عد لنفسك لتجيب عنك ولك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي