No Script

من الخميس إلى الخميس

النظر بعينين

تصغير
تكبير

ما أجمل أن ترى الوطن بعينين، ترى نعم الوطن وترى نواقصه، هذا هو الانصاف.

الكويت الوطن وفرت لنا بفضل الله الأمان، الأمان التعليمي والأمان الصحي والأمن الحياتي.

من النادر أن ترى دولة تحرص على تعليم أبنائها مثل الكويت، فهي تساعدهم في كل شيء حتى الجامعة والمعاهد التعليمية ليس فقط التعليم المجاني بل يُمنح الطالب مكافأة مالية بهدف تشجيعه لتلقي العلم، وإذا أراد الدراسة في الخارج وحصل على درجات جيدة ترسله الكويت إلى دول متقدمة وترعاه حتى تخرجه، وإذا تزوج أثناء دراسته تمنحه دعماً مادياً شهرياً لتعينه على زواجه المبكر، وإذا تخرج وكان من التخصصات المطلوبة تجده في الوظيفة بأسرع وقت، واذا تأخر تعيينه فإن له مكافأة مادية حتى يحصل على الوظيفة، وإذا تزوج تمنحه الدولة ستة آلاف دينار نصفها قرضاً ونصفها منحة؛ وتعطيه بدل إيجار حتى يحين دوره في السكن، بعضهم يأخذ سكناً مبنياً جاهزاً وعلى أحسن المستويات، وبعضهم يحصل على أرض بسعر رمزي ثم تمنحه الكويت قرضاً كبيراً وميسّراً جداً يصل لنحو سبعين ألف دينار أو ما يقارب ربع المليون دولار ليبني منزل أحلامه.

المواطن في عهدة الكويت لا يدفع ضرائب؛ ولا يدفع رسوم صحة؛ ولا رسوم تعليم وتصله الكهرباء والماء لمنزله بأرخص الأسعار، ويسوق سيارته بشوارع واسعة وليس عليها رسوم؛ وأسعار الوقود رخيصة جداً، وإذا مرض ولم يتوافر علاجه في الكويت ترسله الكويت إلى أكبر مراكز الطب في العالم ومعه مرافق أو اثنان، وإذا كبر المواطن فلديه معاش تقاعدي يغنيه عن الحاجة، وتوافر له الكويت دواوين خاصة يتسلى بها ويلتقي بأصحابه؛ وتسهّل الكويت للمواطن والمقيم بها حاجياته الشرائية، ففي كل منطقة سوق مركزي فيه كل حاجياته وبأسعار لا تجدها في أي مكان في العالم.

المواطن الكويتي إذا واجه مشكلة تجد الكويت بجانبه في أغلب الأحيان، إذا صار له حادث في الطريق تصله الإسعاف في مدة قياسية؛ ويجد كل الرعاية الطبية اللازمة، إذا تعطلت لديه الكهرباء أو انفجر أمام بيته الماء في الليل أو النهار ما عليه إلا الاتصال برقم الطوارئ ليجد المساعدة بأسرع وقت ودون أن يدفع فلساً واحداً، وإذا انتهى عمر المواطن وهي سنة الحياة تجد من يحمله ويغسله ويعطر جسده ويدفنه دون مقابل.

الكويت تعطينا الكثير دون منّة فنحن الوطن ولا يمتّنُ الإنسان على نفسه.

ولكن هناك أيضا رؤية بالعين الأخرى، رؤية يجب الانتباه لها حتى لا يضعف البصر وتضيع نِعَمُ العين الأولى.

هناك غضب في نفوس الأغلبية دفع بعضهم للخروج إلى ساحة الإرادة للتعبير عنه، سببه القلق والخوف مما سيأتي به الغد، هناك تسلّط واضح من مجموعة لا تحترم إرادة الشعب، وتسعى للسيطرة على مفاصل الدولة وتجيرها لمصالحها وبأي ثمن، وهناك عدم اهتمام واضح أيضاً في سماع توجهات الرأي العام بل وأحيانا العمل خلافها؛ وكأن رأي أغلبية الشعب لا قيمة له، وهذا ما يزيد عوامل الغضب لدى معظم المواطنين.

هناك أيضاً إخفاق واضح في تنويع مصادر الدخل مما يقلق الشباب على مستقبلهم، هناك حكومة تملك في جيبها موارد الدولة ولا تحسن توزيع الثروة ما يزيد من معدلات الفساد والإنفاق السياسي؛ وهو الأمر الذي يشكل خطراً على مستقبل الوطن، هناك تراجع في البنية التحتية؛ وإخفاق متعمد بالتركيبة السكانية؛ وإهمال لحل قضية المقيمين بصورة غير قانونية، كلها قضايا تُشكل خطراً على مستقبل أبنائنا.

الإنسان لا يستطيع أن ينام قرير العين إلا إذا أغلق عينيه الاثنتين وراح في سبات جميل مطمئناً في مكانه، وهذا ما يتمناه الجميع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي