No Script

حروف نيرة

اكتُب على الصخور!

تصغير
تكبير

أعقل الناس أعذرهم للناس، والتسامح خير باب لمن رغب بحياة مريحة... يُقال: اكتب الإساءة على الرمال عسى ريح التسامح تمحوها، وانحت المعروف على الصخر فلا يمكن لأشد ريح تمحوها، كما في حكاية صديقين كانا يسيران في وسط الصحراء، وأثناء المسير تشاجرا، فصفع أحدهما الآخر على وجهه، تألم وحزّ في نفسه ذلك، ولم ينطق بكلمة، وكتب على الرمال: «صفعني صديقي على وجهي»، استمرّا في المسير إلى أن وصلا إلى واحة جميلة، فقرّرا الاستحمام في بحيرة، وإذا بالصاحب الذي ضُرب في أول المسير يغرق في مستنقع للوحل فأنقذه صاحبه، في حينها كتب –الشاب الذي تأذى- على صخرة كبيرة، عبارة: «صديقي أنقذ حياتي»، فسأله صديقه الذي صفعه وأنقذه: «في أول المسير كتبت على الرمال، والآن أنت تكتب على الصخر!!»، أجابه: «حينما يؤذينا أحدهم علينا أن نكتب إساءته على الرمال حتى تمسحها رياح النسيان وعندما يقدّم لنا أحدهم معروفاً لا بد أن نحفره على الصخر كي لا ننساه أبداً ولا تمحوه ريح إطلاقاً».

تَسامح ولا تنسَ ما قدّمه لك الآخر من خير ومعروف، واعفُ عما أصابك من أذى في الماضي، واعلم أن في ذلك راحة لنفسك قبل أن يكون راحة لغيرك، فالأصل والطبيعة الحقيقية للنفوس هي النقاء والصفاء والتسامح مع الآخرين، فإن تغيرت النفوس عشنا في شقاء وتوتر وقلق، وبالتسامح ترى الطيبات ولا تفكر فيما فات من زلات الآخرين وخصوصاً أقربهم إليك.

التسامح مطلوب في المجتمع كله، مع كل جماعة وأفراد أو اتجاهات، والذي يحمل مُسمى التعايش السلمي؛ وأبرزه التسامح مع أصحاب الديانات التي لا تدين بديانة الإسلام واحترام معتنقيها، والبعد عن الطائفية بين أفراد يجمعهم دين واحد، وآخر وهو التسامح الثقافي ويعني احترامنا لمن يخالفوننا في الآراء والاتجاه الفكري، وكذلك الاحترام والتسامح الاجتماعي، وذلك بقيام العلاقات الطيبة السليمة البعيدة عن الشر والضرر مع القريب والبعيد... فالتسامح مع الصديق بغفران الزلات، والتسامح مع كل أفراد المجتمع باحترامه وإعطائه الحرية وعدم التعدي مهما كان الاختلاف.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي