حروف باسمة
نجية في أمان الكريم وحفظه
الحياة سفر كبير الذي يقلب صفحاته يدرك مزيداً من القدرات، وكثيراً من الاستعدادات وعظيماً من الميول، لأناس جدوا واجتهدوا وأخلصوا فأبدعوا، وتركوا هدياً واثقاً وإشارات رشيدة ودلائل واضحة أضاءت جذوات من الخير، يُستلهم منه مزيد من الإصرار من أجل تحقيق الأمل.
أناس يجدون ولم يزل لجهدهم وميض يستلهم منه الخير العميم، وآخرون تركوا هذه الدنيا وغادروها والتحقوا برب كريم، ولم تزل آثارهم باقية في القلوب وهي تطرب الأسماع بما قدمتهُ من خير جميل وهدي رشيد، من أولئك المربية الفاضلة
نجية سلمان المتروك، التي غادرت دنيانا في الأسبوع الماضي.
هي مربية جدت في التعليم واستنبطت طرقاً طيبة في توصيل الحقائق لأذهان طالباتها، واستغلت كل الطرق والوسائل والمستلزمات التي تعمل على تيسير عملية التعليم والتعلم.
فهي المتألقة في استبصار الحقائق التي تعينها على تحسين التعليم.
نجية كانت جميلة في طبعها، طيبة في إرشادها، مبادرة في عمل الخير، أينما كان هذا العمل فهي السباقة في المساهمة به إذا سمعت عن مسجد يبنى تبادر في المساهمة في إنشائه.
نجية كانت تردد قول الرسول الكريم، صلى الله عليه وآله وسلم، أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ويشير أفضل الصلاة والسلام إلى السبابة والوسطى فتبادر بكفالة الأيتام تجد في عمل الخير حلاوة، وفي الجد هدف للوصول إلى غايات الخير.
ماذا عساني أن أقول عن نجية؟
المبادرة في عمل كل خير متاح تسعد بإسداء الخير والمساهمة فيه والمشاركة من أجله.
نجية المجدة في عملها
الطيبة في أخلاقها
الرشيدة في هديها
لا يسعنا إلا أن نرفع أكف الضراعة الى العلي القدير أن يرحمها رحمة واسعة.
اللهم بارك لنجية في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل لها، واخلف على أهلها وذويها وأحبابها بالصبر والسلوان.
إنك ولي ذلك والقادر عليه، ومالنا إلا أن نقرأ ما قاله عمرو بن معد يكرب في صمصامته:
أقول لها وقد طارت شعاعاً
من الأبطال ويحك لن تُراعي
فإنك لو سألتِ بقاء يومٍ
على الأجل الذي لك لم تطاعي
فصبراً في مجال الموت صبرا
فما نيل الخلود بمستطاعِ
ولا ثوب البقاء بثوب عزٍ
فيطوي عن أخي الخنع اليراع
سبيل الموتِ غاية كل حي
فداعيه لأهل الأرض داعي
في امان الله وحفظه يا نجية.
