No Script

«داعش» ينشط في سورية والعراق

مركبة مصفحة بالقرب من دخان يتصاعد من الاشتباكات بين «قسد» و«داعش» خارج السجن في الحسكة
مركبة مصفحة بالقرب من دخان يتصاعد من الاشتباكات بين «قسد» و«داعش» خارج السجن في الحسكة
تصغير
تكبير

هاجم «داعش»، قوات عراقية معزولة في محافظة ديالى، ليقتل 11 ضابطاً وجندياً، كما هاجم سجن الثانوية الصناعية جنوب مدينة الحسكة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى، وفرار مئات السجناء، فهل من ترابط بين الحادثين؟ وإلى أين تذهب الأمور بهذا التنظيم؟

مما لا شك فيه أن استهداف السجون، كان أحد أهم أهداف «داعش» منذ بروزه في الأعوام الأولى، لاحتوائها على خزان بشري موالٍ ومشبع برغبة الانتقام.

إلا أن ما حصل في سورية، تطور خطير في سجن شهد أكثر من عصيان مدني في السابق، حيث تمكن السجناء من اعتقال سجانيهم مراراً.

وهذه مشكلة تدل على قلة إمكانية وقدرة الكرد السوريين - حلفاء أميركا - بالمحافظة على السجون والسيطرة عليها، خصوصاً تلك التي تضم قادة وعناصر من «داعش» بالآلاف، خصوصاً سجن الثانوية الصناعية.

وتتواصل الاشتباكات، منذ ليل الخميس، بين «داعش» - الذي استولى على مستودعات ذخيرة وأسلحة في السجن الكردي، وبين قوات «قسد» التي أظهرت عدم قدرتها على إدارة الأمور في مناطقها من دون مساعدة أميركا، التي شاركت مروحياتها القتالية في العمليات.

وكان الرئيس دونالد ترامب أشار إلى قلة قدرات القوات الكردية التي «تحتاج دائماً إلى حماية وإلى إزالة كل العقبات أمامها»، مما يؤكد عدم جهوزيتها وقدرتها على تولي الأمور في الشمال الشرقي السوري.

ومن الواضح انه يجب إعطاء القيادة إلى الجيش والحكومة السورية في المناطق الشمالية الشرقية.

إلا أن عدم امتلاك الرئيس جو بايدن أي سياسة تجاه سورية - ما عدا المحافظة على ما قام به سلفه ترامب من وضع «عقوبات قيصر» والمحافظة على احتلال المعبر السوري - العراقي في التنف، يدفع إلى تأجيل موضوع الوجود الأميركي إلى وقت آخر.

اما في العراق، فبقاء القوات الأميركية أمر لا مفر منه بسبب عدم رغبة القيادة بالمغادرة. فما زالت المروحيات الأميركية تتنقل بين السفارة في بغداد وقواعد حرير في أربيل وعين الأسد وقاعدة فيكتوري في مطار بغداد، رغم إعلان القيادة العراقية أن أميركا لم يعد لها الحق بالتحليق في سماء العراق أو بقاء قوات قتالية.

وكل الأدلة تشير إلى عدم تغيير طبيعة هذه القوات الأميركية، وتالياً فإن تحركات «داعش» في العراق تؤكد أن استمرار بقاء الأميركيين لا يساعد أبداً على القضاء على التنظيم، بل ان هناك عدداً لا يستهان به من السياسيين العراقيين يتهمون واشنطن بتسهيل تنقل «داعش» بين البادية السورية، التي تسيطر عليها أميركا في التنف، وبين صحراء الأنبار التي دائماً شكلت منطقة نفوذ وخزان التنظيم البشري واللوجستي.

ومن حق الحكومة العراقية القلق من أحداث سجن الحسكة السوري الذي يضم آلاف «الدواعش» العراقيين خوفاً من انتقالهم إلى أراضيها.

لذلك تجد دمشق نفسها عاجزة عن مساعدة بغداد في مكافحة الإرهاب ما دامت لا تسيطر على المناطق الشمالية الشرقية.

يبدو أن دمشق وبغداد لن ترتاحان من إرهاب «داعش» ما دامت القوات الأميركية تقف حاجزاً منيعاً أمام بسط العاصمتين السيطرة الكاملة على أراضيهما.

ومن غير المعلوم إلى متى سيستمر وضع اللا استقرار في هذه البقعة من العالم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي