No Script

حروف نيرة

الفرقة الناجية... والتكفير!

تصغير
تكبير

تفرّق المسلمون شيعاً وجماعات، وتحزّب كل فريق إلى جماعته بعيداً عن القيم الإسلامية دون وعي أو ضمير حتى تشتتت الأمة الإسلامية، وصارت كل فرقة تتكلم بأفكار متناقضة، وأصبح لكل فرقة منهج مستقل يتعارض مع الفرقة الأخرى، وظنت كل فرقة أنها الفرقة الناجية والطائفة المنصورة القائمة على الحق، وغيرها على الباطل، ونصّبوا أنفسهم أوصياء على الناس، يحاسبون من لا يتبع منهجهم، ويتهمون بالكفر من يخالف عقائدهم، فأصدروا أحكاماً بالتّكفير لمن يخالفهم الرأي.

تكفير الناس من قبل تلك الفرق والطوائف أمر خطير حذّر منه الدين، ففي الحديث الشريف: «تكفير المسلم كقتله»، البخاري.

قال المفسر الكبير محمد طاهر عاشور: «كل تفريق يفضل بأصحابه إلى تكفير بعضهم بعضاً، ومقاتلة بعضهم بعضاً في أمر الدين هو مما حذر الله تعالى منه»؛ فالداعية الذي يفرق بين الناس، ويجعلهم طوائف، ويقسمهم إلى كفار ومسلمين، ويرفع عنهم كلمة الإسلام لاختلاف الأفكار والعقائد لا يعتبر داعية بل هو صاحب فتنة، وللأسف الشديد يتأثر كثير من الشباب بهذا النوع من الدعاة الذين يمثلون الإسلام اليوم.

ومع ما نراه اليوم من سلوكيات همجية وتعصب أعمى ضد منهج الوسطية والاعتدال الذي أوصت به شريعتنا وجب علينا أن نجمع الأمة، ونترفع عن الأمور التي تفرقنا... وذلك بإبعاد الجهلاء عن ساحة الإعلام ومراقبة جلساتهم فهي من أهم الأمور التي يجب تطبيقها، وتوجيه شبابنا إلى أخذ العلم الشرعي من الداعية الحقيقي صاحب الفكر السليم الذي يقدم العلم بصورته النقية، وينتقي كلماته، وألفاظه بعناية وأسلوب راقٍ كما علمنا الدين، لعل الجهل يزول عن أمتنا، ويظهر نورها الذي أخفاه أصحاب الأسلوب الهمجي والأفكار المتناقضة.

@aaalsenan

aalsenan@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي