No Script

قيم ومبادئ

تعديل الاتجاه

تصغير
تكبير

الإنسان يمر بمحطات كثيرة في حياته وقد يكون منها محطة يتم فيها تغيير الاتجاه بالكلية وخاصة إذا كان ضعيفاً أو غير مستقر على أساس متين، أو كان بسبب الاتصال المباشر بالقيادة بحيث يفسح لهذا الإنسان أن يتعرّف على الموضوع محل البحث أو الخلاف من جوانب متعددة، وإذا ما كشف هذا الاتصال عن جوانب إيجابية فإن ذلك يؤدي إلى نتائج جيدة في عملية تعديل الاتجاه والعكس صحيح.

ويتمخّص عن هذه المقدمة ثلاثة معطيات. الأول، تعديل رأي الغالبية من خلال الإقناع وبالتحديد إذا كان مصدر الإقناع الخبراء والمهنيون الذين عرفوا بالنزاهة والحياد.

الثاني، تعديل المعتقدات وذلك من خلال (التغذية الراجعة Feed Back) تزويدهم أولاً بأول بالجديد حتى يتم تغيير أفكارهم السلبية وتحويلها إلى إيجابية في موضوعات معيّنة.

الثالث، تبديل الجماعة التي انتسب إليها الفرد ويتم تغيير اتجاهه مع مرور الوقت، خاصة إذا كانت البيئة الجديدة متباينة عن الجماعة القديمة وما فيها من الرتابة!

ولله تعالى في خلقه شؤون فما ينبغي ولا يليق بالله أن يظلم الناس، وذلك لكمال عدله وغناه التام عن الجميع.

إن طبيعة الإنسان قابليته للتعلم، والتأثر بما حوله بخلاف مَنْ حجب النور عن بصيرته وجعل أصابعه في أذنيه لكي لا يسمع وأغلق فمه فكيف يتعلم؟!

الحقيقة الكبرى التي لا يُجادل فيها أحد أن الله تعالى بيده معاقل الأمور وتثبيت الأمور فالمؤمن يسأل ربه الثبات على الإيمان والاستمرار على قبول الحق أينما استبان له والقلوب تتقلّب وهي بين إصبعين من أصابع الرحمن يثبّت الله المخلص ويقلّب القلب المتأرجح فيرجع إلى المعاصي ويزيغ قلب الزائغ عن الحق فيرتد عن الإسلام ويهدي قلب الباحث عن الحق فيهديه إلى الإسلام، والبشرية كلها خاضعة لسلطان الله تعالى وإن قلوب البشر التي في أجوافهم لله تعالى سلطان عليها يقلّبها وهي في أجواف بني آدم والتقليب يكون من هداية إلى ضلال أو العكس، فسبحان الذي يقلّب القلوب بين عشية وضحاها، أودعها أسرار الغيوب وهو يصرّفها وفق الحكمة حيث أراد فإذا أراد أن يوقظها من غفلتها أيقظها وإذا أراد أن يبعثها من بعد موتها بعثها من جديد فتنشط أو تثبط فتهلك وهكذا.

وإذا أيقنا بحكمة الله بأنه يُعزّ مَنْ يشاء، ويُذلّ مَنْ يشاء، ويؤتي الملك مَنْ يشاء وينزعه عمن يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير، فالواجب علينا جميعاً التوجه إلى خالق هذه القلوب ومصرفها نسأله أن يثبّت قلوبنا على دينه حتى تنصرف الهمم في ما ينفعنا وتترك ما يضرنا... وهذه نعم الله علينا في الكويت لو ذهبنا نحصيها فلن نستطيع حتى لو استخدمنا الذكاء الاصطناعي فضلاً عن أن نقوم بشكرها وتصريفها في ما يحبه الله ويرضاه حتى تتعدل اتجاهاتنا وتعود البوصلة التي فقدت مسارها فتُهنا في مسالك الحياة الوعرة ولا بصرنا الجادة ورأينا معالم الطريق إلى الله.

قال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له فينظر الله إليه فيقول للملائكة اصرفوه عنه فإنه إن يسرته له أدخلته النار فيصرفه الله عنه... وما هو إلّا فضل الله عز وجل.

الخلاصة:

يا مُصرّف القلوب ثبّت قلوبنا على طاعتك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي