الكويت والسعودية رائدتان في رسم الخرائط الاجتماعية، واطلاق المسميات الخالدة على الطرق والشوارع في البلدين، وكان منهج المسميات سليماً حتى استهان به رواد بلدية الكويت الجدد، واللجان التي خرجت عن منهج البلدين في تسمية الشوارع... اسم الشارع يوضع الاسم مجرّداً عن اللقب وان كان صاحبه في رأس السلطة... ملكاً أو أميراً، مثال ذلك في اسمي ميناء سعود، وميناء عبدالله.
المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز، حمل لقب خادم الحرمين الشريفين بعد ان كان لقبه (صاحب الجلالة المعظم) وذلك في 1428هـ الموافق 1986.
واللقب يُذكر في المراسم والإعلام وبعد ان انتقل إلى رحمه الله تعالى، خلفه الملك عبدالله وحمل لقب خادم الحرمين الشريفين، ثم حمل هذا اللقب الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبعد ايام العزاء يعود الاسم مجرداً.
هكذا شارع فهد بن عبدالعزيز وشارع عبدالله بن العزيز، وقبلهما شارع فيصل بن عبدالعزيز، إلا بلدية الكويت التي تضع اسم الشوارع مع الألقاب كما ابقت اللقب في شارع فهد بن عبدالعزيز.
الألقاب يا بلدية الكويت لا تكون إلا بالمراسيم والمكاتبات الملكية والأميرية والاعلامية.
تتفق المملكة العربية السعودية ودولة الكويت في عدم الانتساب إلى المدن والقرى والجزر... بل نقول وإياهم فلان من أهل الدمام وأهل الرياض ومن الزلفي ومن تبوك... وفي الكويت هكذا: من أهل الجهراء أو من أهل فيلكا.
وليس كما اشاع المصريون في الكويت الجهراوي والفيلكاوي، كما هي الانساب التركية التي تمسّك بها المصريون في قولهم زملكاوي وأهلاوي.... وقلدهم الرياضيون الكويتيون، عرباوي وقدساوي وسلماوي وجهراوي.
والكويت كلما اتاها وافدون اخذت مسمّياتهم وهجرت مسمياتها الشعبية التي هي من الفصحى، والبلدية يعتقد مسؤولوها ان مسميات الوافدين هي الأصح، كما شطبت القصاب والمقصب ووضعت المسميات المصرية (مسلخ) هكذا مسلخ الشويخ ومسلخ حولي... النسبة إلى المقصب القصّاب، وكيف يكون النسب للمسلخ هل هو (سلخاني..) مثل قول المصريين؟ اما مسميات الحرف فان بلدية الكويت ازالتها ووضعت مسميات الوافدين اعتقاداً منها أنها هي الاصح.
اما جزيرة فيلكا، فاعتقد البعض انها من لفظ (الكشكشة) والصحيح في الاسم هو (فيلجة) تصغير مفرد الفلجة، فيلجة مفرد الافلاج وهي كثيرة في جزيرة العرب ودول شبه الجزيرة العربية.
وكثرت فيها التأويلات من الأصول اليونانية والغربية، ولا يُنسب إلى هذه الجزيرة كما اشاع المصريون فيلكاوي وجهراوي... وغيّر هؤلاء المسميات الرياضية.
والمجال في الألقاب واسماء الحرف والأماكن كثيرة، أعود إليها بإذن الله.
المرجع، كتابي: موسوعة الأسماء العربية... الطبعة الاولى سنة 2015.