على الهواء

محاربة العقائد العلمية

تصغير
تكبير

كانت الكنيسة الغربية تحارب النهضة العلمية وتكفّر رجال العلم والعلماء، وكانت تعتبر المراجع الدينية هي الأساس... وما يتوصل إليه العلماء من اكتشاف ظواهر الكون، مفسد وإلحاد.

في 22 يونيو عام 1633، وقف العالم الإيطالي غاليليو غاليلي أمام المحكمة لسماع الحكم عليه في شأن عقيدته العلمية... فقد ثبت للكنيسة، أن الشمس هي مركز الكون والأرض وهي التي تتحرك.

وطلبت منه المحكمة أن يرتد عن عقائده العلمية، فأشفق عليه بعد ذلك البابا لشيخوخته، وحكمت عليه المحكمة بأن يسجن في مقر داره في الريف الإيطالي... هكذا كانت الكنيسة تقف كالسد أمام أفكار العلماء.

خلافاً للمسلمين الذين أطلقوا العنان أمام المفكرين ليبحثوا ويترجموا العلوم الأخرى إلى العربية، بل أعانوهم على ذلك بالمال... فكان المؤمنون قدوة ومُعيناً لهم على أبحاثهم وفصل بين العقائد العلمية والدينية... توصل غاليليو إلى معتقده العلمي... توصل إلى دوران الأرض والقمر والكواكب السيارة.

وكانت للغرب أسبقية علمية، فمنذ القرن الخامس قبل الميلاد كان فيلولاوس وبعده أرستاركس، أحد علماء مدرسة الإسكندرية، الذي قال إن «الشمس والنجوم كلها لا تتحرك وهي مركز الكون... والأرض تتحرك حول محورها مرة كل 24 ساعة».

أذكر أننا عندما تلقينا العلوم عن دوران الأرض وما فيها من مكونات المحيطات والمباني ثابتة تمسك بها الجاذبية، كنا نسخر من ذلك، ونخالف المدرس وهو يبتسم لعدم تصديقنا للمعتقدات العلمية... وإلى اليوم يتحدث بعض أئمة المنابر في بعض المساجد، أن ما يقال عن الأرض والكواكب «خرافة» لم يرد ذكرها في المراجع الفقهية، علماً أن الطائرات والسفن تجوب الأرض من المحيط الهادئ إلى الأطلسي.

العقائد العلمية لا تزال في طرقات البداية... هناك كواكب غائرة وهناك إعجاز المجرّات وسر النيران المشتعلة التي تُسيرّ الكواكب، كما تسير الطائرات والصواريخ، والنار هي سرُّ الحياة الأكبر... خلفاء العصر العباسي وقفوا على الحياد في المسيرات العلمية بل شجعوها.

وبالنسبة إلى الغربيين، فان كل شيء لم يروه من قبل اعتبروه من اكتشافاتهم... عندما رأوا رأس الرجاء الصالح، اعتبروه اكتشافهم، وهو من مسارات سُفن العرب اليومية التي وصلت بحار الشرق والغرب، وقيل إنهم وصلوا إلى سواحل العالم الجديد.

الفرنسيون قالوا إنهم اكتشفوا أسرار الهرم الأكبر في مصر، بينما المأمون ذهب مع فريق من المهندسين لولاية مصر الإسلامية، وعملوا مع عمال مصر فأضناهم الجهد إلى أن توصلوا إلى فتح باب الهرم فوجدوا آنية مملوءة بالذهب، فأمر المأمون بإبقائها وأمر بغلق باب الهرم كما كان، لأن الجهد الذي بذلوه أغلى من الذهب...

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي