من الخميس إلى الخميس

سعاد الصباح والأحباء الأحباء

تصغير
تكبير

قبل أكثر من عشر سنوات وبالتحديد في 3 أبريل 2011، كتبتُ مقالاً تحت عنوان (القريب منك بعيد)، أُحذّر فيه من تأثير إعلام التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية والإنسانية، ومقدار ابتعاد أفراد الأسر والأصدقاء عن بعضهم وهم جلوساً في مكان واحد.

بدأنا بأجهزة التواصل مثل الآي فون والبلاك بيري، وأصبحنا في عصر تقنيات التواصل الاجتماعي كالواتس أب والفيس بوك والتويتر والانستغرام والتليغرام، يعني العملية توسّعت وأصبحت العلاقات الاجتماعية لها أدواتها الخاصة التي لا يحّدها مكان، وأحياناً لا يلزمها تقارب ولا تجانس.

اليوم، اعترف أن تحذيري فقدَ حاجته ولم يعُد في محله، أصبحت أدوات التواصل الاجتماعي حاجة وثقافة وأسلوب حياة، إذاً علينا أن نتعامل مع أدوات التواصل الاجتماعي بالاحترام الذي تستحقه، فهي أقوى من كل أجهزة المخابرات، وأقوى من جيوش العالم، وما علينا إلّا أن نُسارع في فهمها فهماً صحيحاً حتى نكون جزءاً منها بدل أن نكون خارجها.

أمة المستقبل المتقدمة، هي الأمة التي يُحسن شعبها التواصل ونشر ثقافته حول العالم، لا بد أن نُسرع الخطى في إدخال فن وأدب التواصل الاجتماعي في برمجتنا العقلية، نعم أتمنى اليوم قبل الغد أن نفكر جدياً في تقنين التواصل الاجتماعي وجعله نمطاً من أنماط الإبداع.

قبل أيام قامت رابطة الأدباء الكويتية بالتعاون مع الحملة الوطنية لمكافحة السرطان بتكريم الشباب المبدع في فن القصة القصيرة، تحت رعاية كريمة من الدكتورة الأديبة سعاد الصباح، تكريم يُشكرون عليه، وفي الوقت نفسه نتمنى لو أنهم طوّروا التنافس الأدبي لإدخال نمط جديد ومتطور للأدب باستخدام أدوات التواصل الاجتماعي، لا سيما إذا تذكرنا أن ذلك التنافس الأدبي كان بين طلبة الثانوية، أي في مركز الحماس والادمان على وسائل التواصل.

هناك آلاف من التعليقات والآراء الإبداعية يقوم الشباب المبدع بنشرها يومياًعلى وسائل التواصل، أغلبها لا نعرف مصدرها الحقيقي، فيضيع على صاحبها حقُ الابداع، لا بد لقواعد أدب التواصل أن تبتدع أسلوباً لتسجيل الإبداعات، وكذلك أسلوباً لنشر الإبداع على المستوى المحلي كخطوة أولى، وأخيراً لا بد أن يتم تكريم المبدعين، أليس التواصل الاجتماعي هو أحد أساليب الإبداع الأدبي والفني الذي سيكون أكثر الأساليب قراءةً في المستقبل؟

أتمنى أن تأخذ رابطة الأدباء الكويتية مبادرة تقنين أدب التواصل، والبداية ورشة عمل للعصف الفكري حول الموضوع، وكلي ثقة أن أدباء الكويت سيكونون قادة في هذا المجال، لاسيما أن الشابة التي مثلت الدكتورة سعاد كانت حفيدتها (فضيلة) التي عبّرت بلغة سليمة عن دعم الأدب والأدباء مخاطبةً الجميع بقولها: (الأحباء...الأحباء) وكأنها تحثهم للإبداع والتطوير.

لن ننتظر يوماً يتكلّم العالم فيه بثقافة صينية أو أميركية، بينما نحن ما زلنا نستخدم لغة التواصل للتسلية وليس لخلق ثقافة أدبية نتميز بها، إنها خطوة أخرى في مجال الإبداع الأدبي نتمنى أن يكون لها صدى.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي