«إيكونوميست»: التاريخ الذي شهد حالات تنفيذ بطيئة جداً للمشاريع يلقي بظلاله
الشكوك تحوم حول قدرة الكويت على رفع إنتاجها النفطي
تناولت وحدة «إيكونوميست إنتلجنس» التابعة لمجلة «إيكونوميست» البريطانية في تحليل لها الأهداف التي حددتها مؤسسة البترول الكويتية لرفع طاقة البلاد الإنتاجية من النفط خلال السنوات القليلة المقبلة.
ونقلت الوحدة عن الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول هاشم هاشم، تصريحه في أواخر أكتوبر الماضي بأن من المقرر ارتفاع الطاقة الإنتاجية إلى 3.5 مليون برميل يومياً بحلول 2025 وذلك من خلال مشاريع تطوير الحقول واستعادة الطاقة الإنتاجية الكاملة للمنطقة المحايدة المقسومة بين الكويت والسعودية.
ولفتت الوحدة إلى أن إنتاج الكويت من النفط كان منذ مايو 2020 محكوماً باتفاقيات «أوبك+» لخفض الإنتاج (الذي يجري حالياً رفعه تدريجياً) لمواجهة تأثيرات جائحة كورونا على الاستهلاك، وفي سبتمبر الماضي بلغ متوسط الإنتاج نحو 2.47 مليون برميل يومياً مقارنة بـ2.7 مليون برميل يومياً في عامي 2018-2019، وكانت حقول المنطقة المحايدة المقسومة متوقفة عن الإنتاج.
وأشارت إلى أن تصريح هاشم جاء رداً على تقارير صحافية تفيد بأن الطاقة الإنتاجية القصوى للآبار المحلية تراجعت 20 في المئة خلال 3 سنوات إلى دون 2.6 مليون برميل يومياً. وفي حين أن هاشم لم ينكر ذلك بشكل مباشر، فإنه وحسب الوحدة تحدّث عن المشاريع التي ستُحدث زيادة تدريجية في الإنتاج إلى 3.2 مليون برميل يومياً بحلول 2025.
ولفت هاشم بشكل خاص إلى منشأتين جديدتين تأخر إنجازهما لمعالجة الغاز الجوراسي في الشمال، واللتين يتوقع لكل منهما إنتاج 50 ألف برميل يومياً من النفط الخفيف.
والمنشأتان هما الآن قيد مناقصتين للمرة الثانية، إضافة إلى ذلك سيتم إنشاء مركزي تجميع جديدين، ولكن الوحدة لفتت إلى تقارير مستقلة تفيد بأنهما لا تزالان في مرحلة إقرار التصاميم.
ونوهت الوحدة إلى أن هناك خططاً لمشاريع أخرى مثل الحفر على نطاق واسع وترميم آبار قديمة وبرامج لإدارة المياه، ولكن هدف الطاقة الإنتاجية الجديد يبقى متواضعاً بعد التخلي رسمياً في فبراير 2020 عن الهدف القديم وهو 4 ملايين برميل يومياً بحلول 2020.
ومع أن ارتفاع أسعار النفط العالمية في 2020 سيعزز الاستثمارات في القطاع، إلا أن التاريخ الذي شهد حالات تنفيذ بطيئة جداً للمشاريع يلقي بظلال من الشك على إمكان بلوغ حجم الإنتاج المستهدف الجديد.
ولفتت «إيكونوميست إنتلجنس» إلى أن شكوكاً أخرى تحيط بإمكان تحقيق ما أعلنه هاشم بأن حصة الكويت البالغة 50 في المئة من إنتاج المنطقة المحايدة المقسومة ستضيف 350 ألف برميل يومياً بحلول 2025 (أي أن إجمالي إنتاج المنطقة سيكون 700 ألف برميل يومياً).
وذكرت أنه كان هناك تقارب بين الحكومتين في أواخر 2019 مهّد الطريق أمام استئناف الإنتاج في حقلي الوفرة البرية والخفجي البحري، ولكن تخفيضات مجموعة «أوبك+» للإنتاج أخّرت ذلك مع تقارير تفيد بأن الإنتاج الحالي هو نحو 200 ألف برميل يومياً وأن بلوغ مستوى الطاقة الإنتاجية حسب تصميم ما قبل 2015 وهو 500 إلى 550 ألف برميل يومياً سيحتاج إلى الكثير من أعمال الصيانة.
وبينت الوحدة أنها تتمسك بتنبؤاتها بأن يبلغ الإنتاج 3.3 مليون برميل يومياً في 2026 وبأن أسعار النفط ستتراجع بدءاً من 2023 ما سيزيد من عجز الميزانية ويقلّص فائض الحساب الجاري.