No Script

ربيع الكلمات

عودة المدارس... وإصلاح التعليم

تصغير
تكبير

لا شكّ أن جائحة كورونا، فرصة لإصلاح العملية التعليمية وإيقاف التدهور، حيث إنها بيّنت مواطن الخلل خصوصاً في المراحل التأسيسية، مثل المشاكل في القراءة والكتابة... وفي المراحل الأخرى، كان الحصول على نسب عالية غير حقيقية لافتاً للنظر والذي سيؤثر على سوق العمل، خصوصاً أن السوق بدأت تطرأ عليه متغيرات كثيرة، مثل التطور الرقمي والذكاء الاصطناعي.

ما حصل في الفترة السابقة، ساهم بتخريب التعليم، حيث إن نظام «الأونلاين»، وبالطريقة الحالية، لم يعد مهنياً، لكن هذا لا يعني أن «التعليم عن بُعد» غير مطلوب، ولكن ما أعنيه الأسلوب والطريقة، لذلك إيقافه والعودة للنظام التقليدي، أصبح ضرورة ملحة.

مشكلة التعليم ليست وليدة الجائحة واللحظة، لكنها نتيجة تراكمات حصلت في الماضي وأدت إلى هذه النتائج، خصوصاً ونحن نشاهد كيف تحول بعض الجامعات الخاصة إلى تجارية في شكل فج، وتكدّس الطلبة بهدف الحصول على الشهادة من دون مراعاة للجودة ومتطلبات سوق العمل، لذا فالمطلوب خطة عاجلة لإصلاح التعليم.

مع العلم أن ميزانية وزارة التربية، بلغت 2.3 مليار دينار كويتي، تمثل الرواتب 90 في المئة منها... وتكلفة الطالب الكويتي سنوياً في المدارس الحكومية، تُعد الأعلى في العالم، وتصل إلى 4.693 ديناراً (15.5 ألف دولار) في رياض الأطفال، و3.280 دينار (10.83 ألف دولار) في المرحلة الابتدائية، و3.426 دينار (11.32 ألف دولار) في المرحلة المتوسطة، و3.651 دينار (12.06 ألف دولار) في المرحلة الثانوية. أما النتائج فهي جداً متواضعة حسب مؤشرات المنتدى الاقتصادي العالمي... هي أسوأ من الدول الفقيرة.

ورغم هذا الانفاق الكبير، إلا أن البطالة كبيرة في سوق العمل، بسبب الفجوة بين التعليم والسوق. وحالياً يوجد أكثر من 2800 مهندس ومهندسة وفي مختلف التخصصات، مسجلين في ديوان الخدمة، وبعضهم ينتظر التوظيف منذ سنوات... وإعلان الجامعات الخاصة للتخصص نفسه منتشر بكثرة وفي كل الأماكن!

لماذا يجب علينا الاهتمام بالتعليم؟

لأن عدد سكان الكويت سيتضاعف بحلول عام 2030، وهذا قريب جداً في عمر الدول... وأكثر من 80 في المئة من المواطنين يعملون في القطاع العام، الذي أصبح مترهلاً وغير قادر على استيعاب الأعداد الكبيرة.

ومع أن الإيرادات النفطية تقدر بأكثر من 90 في المئة من إجمالي الناتج المحلي الاجمالي، فإنها ستواجه صعوبة في المستقبل وفي القدرة على توفير الاحتياجات المطلوبة خلال قادم الأيام.

يقول المفكر مالك بن نبي في كتابه «شروط النهضة»، «إن الحضارة إنسان وتراب وزمن، وبذلك فإنه عند نقطة الانطلاق ليس أمامنا سوى هذه العوامل الثلاثة وفيها ينحصر رأسمال الأمة الاجتماعي، وكل ما عدا ذلك من مبان وصناعات، يعد من المكتسبات لا من العناصر الأولية».

الإنسان من أهم مرتكزات الحضارة، لذا وجب الاهتمام بالطلاب، وهذا يعد أهم استثمار نقدمه للوطن ولهم على الإطلاق، خصوصاً في المراحل العمرية الأولى من حياة الإنسان، حيث إنه أسهل للتشكل وقبول المعلومة.

وفي الوقت الذي تبدأ فيه عجلة الإصلاح والقطار يسير على السكة الصحيحة، سنشعر بألم كبير وغصة، بسبب كل السنوات السابقة التي ضاعت على الكويت، وحجم الهدر المالي الذي كان موجوداً فيها، ولكن يجب أن نعي أننا بحاجة إلى إدارة صادقة وحصيفة قبل كل ذلك، ولن نتقدم خطوة واحدة ونكون الأفضل في المستقبل، إذا كانت إدارتنا لملف التعليم بهذه الطريقة وفي ذيل قائمة الاهتمامات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي