No Script

ربيع الكلمات

هل القمة تسع الجميع ؟

تصغير
تكبير

أثناء المراحل الدراسية، قد تُغرس الأنانية في نفوس الأطفال، من خلال عدم مشاركة الآخرين الألعاب، وفي بعض الأحيان ممارسة الألعاب التي ترسخ ذلك لديهم، وأن الذي يفوز يجب أن يكون شخصاً واحداً فقط... وهذا خطأ فادح ينشأ الأطفال عليه.

ومن الكتب الجميلة التي تتحدث بأن القمة تسع الجميع كتاب «أراك على القمة» لمؤلفه زيج زيجلر، والذي ترجم للغات عدة حول العالم، ويتحدث عن مجموعة من الخطوات لكل من يريد وصول القمة، وهي رسم صورة جيدة في العلاقات مع الآخرين ويقول: «إنك تستطيع الحصول على كل شيء تريده في الحياة، إذا قمت فقط بمساعدة عدد كافٍ من الآخرين على الحصول على ما يريدون»، وأن تكون لديك خطة وأهداف واضحة وتصور ذهني جيد، وتقدير قيمة العمل والكثير من النقاط التي تستحق القراءة والدراسة.

من أراد النجاح فثمة طريق لذلك، وهو العمل وبذل الجهد والرغبة الجادة لذلك، وأن تمتلك شغفاً وطموحاً تستطيع من خلالهما تجاوز التحديات في طريقة للنجاح، وكما يقول غازي القصيبي: «إذا كنت تريد النجاح فثمنه الوحيد سنوات طويلة من الفكر والعرق والدموع».

قصة جميلة في الكتاب يذكرها زيجلر يقول: «كان أحد باعة البالونات يقف لبيعها في شوارع نيويورك، وكلما قلّ الطلب على بالوناته، أطلق بالوناً في السماء، فيبدو منظره جميلاً يأسر من رآه، فيزدهر عمله مرة أخرى.

وكان في كل مرة يطلق لوناً مختلفاً... مرة الأصفر وتارة الأخضر وتارة أخرى يطلق بالوناً أحمر، مرة، سأله أحد الأطفال من أصل أفريقي ونظر في عينيه مباشرة وسأله سؤالاً مؤثراً:«سيدي، لو أطلقنا بالوناً أسود اللون، فهل سيرتفع أيضاً إلى الأعلى؟»، رد البائع وقال:«يا بني، إن ما بداخل هذه البالونات هو ما يجعلها تطير وترتفع».

لذلك حاول أن تفهم جيداً قانون الوفرة، الذي تحدث عنه كثيراً الكاتب ستيفن كوفي في كتاب«العادات السبع لأكثر الناس فعالية»، وهو حاول أن تَربح وتُربح الآخرين من حولك، وليس شرط إذا نجحت فغيرك يجب أن يخسر، أو إذا أخذت المنصب حرمت الآخرين منه، لا شحّ في هذا الكون الواسع، ولكن الشحّ موجود في الأذهان !

والذي يريد تحقيق النجاح - وهو ينسب الأمور له وحده - فهو يخالف قوانين الطبيعة وقوانين المزرعة في الزراعة والحصاد، الذي يذكرها ستيفن كوفي في كتاب«العادة الثامنة»، فالعمل الجماعي هو الأساس والذي يخلق بيئة محفزة للنجاح، والشركات الكبرى التي نجحت، كان ذلك نتيجة العمل الجماعي وليس الفردي، وحتى بعض البلدان الصاعدة والمتقدمة، مثل سنغافورة وماليزيا واليابان... لو نظرت ودققت في نجاحها، لوجدت العمل الجماعي.

ومن ينظر في كتب التاريخ، يجد أن أكثر النجاحات كانت تنسب لأفراد، مع أن النجاحات كانت بفعل عمل جماعي، وهناك آلاف من الأشخاص شاركوا في بعض الإنجازات ولكن لا ذكر لهم مع الأسف.

والقائد الناجح الحصيف هو الذي يكوّن فريق عمل متميزاً، ويبنيه على أساس الكفاءة، ويضع هدفاً واضحاً يسعى الفريق لإنجازه... هذا هو التحدي الحقيقي أن تلعب دور«المايسترو».

akandary@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي